رئيس جهاز تعمير سيناء السابق يكشف أسرار «أجندة عدم استقرار مصر»
رئيس جهاز تعمير سيناء السابق يكشف أسرار «أجندة عدم استقرار مصر»
اللواء مهندس محمد مختار قنديل فى حوار لـ"الزمان":
"جبل الحلال" مخزن أسلحة الإرهابيين
على الدولة تخصيص مجموعات قناصة ومجموعات قتالية محترفة لتفتيش منازل رفح والشيخ زويد والعريش بدقة متناهية
الإرهابيون يتخذون أهالى سيناء دروعًا بشرية لهم.. والتصفية عقاب من يفشى أسرارهم
قطر وتركيا وإسرائيل يموّلون الإرهاب لتنفيذ أجندة الكراهية
إيمان إبراهيم
اعتبر اللواء مهندس محمد مختار قنديل، خبير التنمية والدراسات ورئيس جهاز تعمير سيناء السابق، أن عمليات قتل ضباط وجنود القوات المسلحة وسط مدينة العريش أمر يجب الإسراع فى إنهائه.
وقال فى حواره لـ"الزمان"، إنه ليس من المقبول أن يظل التكفيريون والإرهابيون مطلقى اليد والسلاح وسط مدينة العريش، مشددًا على أن القيادة العسكرية قامت بوضع خطط مختلفة، بدأت بـ"الخطة النسر، وسيناء، وأخيرًا خطة حق الشهيد"؛ لمحاربة ودحر الإرهاب على أرض مصر فى المنطقة الشرقية، لافتًا إلى أن العناصر الإرهابية يقيمون وسط الأهالى ووسط الجنود، ويعرفون تحركاتهم ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة، ويروعون الأهالى وأولادهم والأهالى صامتون خوفًا منهم.
وطالب اللواء مختار قنديل، بضرورة تنظيف وتطهير مدينة العريش، أولًا من الإرهابيين وتصفيتهم وإبادتهم، وعدم ترك قطعة سلاح واحدة لهم، أو ذخيرة أو مفرقعات أو ألغام داخل هذه المدينة الصامدة فى وجه الأعداء من الخارج والداخل، منذ ما قبل 1948 حتى الآن.
وإلى نص الحوار..
- بعد مضى أكثر من خمس سنوات على "يناير 2011".. ما موقف سيناء من الإرهاب حاليًا؟
الإرهاب مُركَّز فى شمال سيناء من رفح إلى الشيخ زويد والعريش، فى مساحة تقدَّر بحوالى 60 كيلو مترًا، وهذه المنطقة تتمتع بالزراعات، وتعتبر ملائمة كأحراش لاختباء الإرهابيين المسلحين فيها وتحت أرضها.
- ماذا عن "جبل الحلال"؟
"جبل الحلال" منطقة تخزين لأسلحة الجماعات الخارجة على القانون، ليقوموا باستخدامها فى العمليات الإرهابية التى تحدث هناك.
- كيف لهذه المجموعات الإرهابية أن تبقى وسط مناطق سكنية لقبائل سيناء؟
الجماعات المسلحة الإرهابية الخارجة على القانون تستخدم الكتل السكنية كدروع لحمايتهم، بواسطة تخويف الأهالى، إما بقتلهم وذبحهم أمام أبنائهم وذويهم، أو خطفهم والتمثيل بهم وإرجاعهم مرة أخرى.
- كيف تتمكن الدولة من حماية أهالى سيناء من هذا التخويف؟
على الدولة تخصيص مجموعات قناصة، ومجموعات قتالية محترفة، لتفتيش منازل رفح والشيخ زويد والعريش بدقة متناهية، للقبض على الهاربين المسلحين المنتشرين بين المنازل، وبهذا تضمن الدولة القضاء نهائيًا على انتشار الإرهابيين الذين يستخدمون أهالى سيناء كدروع بشرية لهم، مع ضرورة فرض حالة "حظر التجوال" فى أثناء قيام القوات المسلحة بعملية التفتيش.
- هل عزل منطقة بمسافة "كيلو متر" من أهالى سيناء بطول الحدود مع القطاع المحتل نجح فى تقليل الإرهاب؟
نجح، لكن لا يمكن ترك هذه المساحة كلها فى الأرض المصرية فضاء، لأنها تسمح للجانب الفلسطينى إذا حدث تضييق من العدو المحتل باقتحام الحدود، بحجة الخوف من بطش إسرائيل والبقاء فى الأرض المصرية بشمال سيناء.
- وما الحل فى رأيك؟
قرار عزل منطقة من الكتلة السكانية خطر، وعلى الدولة إعادة النظر فيه، وذلك بتوطين مجموعات بشرية من المصريين، وتسكينهم فى منازل على الحدود الملاصقة للجانب الفلسطينى، لضمان حماية أرض مصر من أى اقتحام واستغلال أراضى فضاء داخل مصر.
- هل الدولة عندما قامت بعزل السكان كانت تحاول السيطرة على الأنفاق؟
ليس من المعقول أنه كلما تمتد الأنفاق تحت الأرض تقوم الدولة بإخلاء سطح الأرض من سكانها، لكن التنمية الحقيقية هى السلاح الوحيد أمام انتشار الإرهابيين، وضمان الحفاظ على مصر وأرضها، وكذا فإن علاج الأنفاق يتمثل فى عمل حائط خرسانى بعمق كبير تحت الأرض، أكبر من طول الأنفاق وعمقها.
- معنى ذلك أن «المساحة الفضاء» فى سيناء خطر على مصر؟
من الممكن أن نُفاجَأ فى أحد الأيام باجتياح فلسطينى لأرض مصر التى عزلت من سكانها، وهذا مكمن الخطر، مثلما قامت إسرائيل منذ فترة بدك منازل ومناطق بالقطاع المحتل.
- وماذا عن خطر الأنفاق؟
يمكن منع خطرها بإقامة خندق جاف بطول 14 كيلومترًا، إجمالى الحدود بين مصر والقطاع المحتل.
- ماذا يعنى خندق على الحدود؟
ترعة على الحدود، والاستثمار فيها، بتربية أسماك مختلفة، بهدف قطع الطريق أمام الأنفاق، أو بناء حائط أو جدار خرسانى به مجسات لضمان عدم الاختراق.
- هل الأنفاق هى جهة التسلل الوحيدة للإرهابيين لدخول مصر؟
لا طبعًا، توجد مياه مشتركة بين مصر والقطاع المحتل، ويمكن للإرهابيين التخفى فى زى صيادين، والتسلل لدخول مصر من رفح إلى العريش إلى بئر العبد وبور فؤاد.
- وما خطة التأمين هنا؟
نقاط المراقبة مستمرة من حرس الحدود وخفر السواحل، بطول 250 مترًا، وكذا طلعات جوية بشكل مستمر، وتفتيش كل مراكب الصيد المصرية والغزاوية؛ لتجنب استخدام مصريين فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد مصر، واستصدار تصاريح من المحافظة للسماح للصيادين بممارسة عملهم، وإقامة نقاط مراقبة على الحدود الساحلية.
- هل معنى ذلك أن مصر لم تنجح فى علاج مشاكل الأنفاق حتى الآن؟
القوات المسلحة المصرية نجحت فى القضاء على مخاطر الأنفاق الممتدة بين القطاع المحتل وشبه جزيرة سيناء بنسبة 60% فقط، لكن البحر ما زال مفتوحًا، وللأسف فإن طبيعة سيناء مفتوحة، فيمكن للإرهابيين المرور من العين السخنة إلى خليج السويس بقوارب، والنزول عند الشاطئ الغربى والتسلل إلى "جبل الحلال"، ليتلقنوا العمليات الإرهابية لتنفيذها، وإحداث خسائر بين صفوف الجيش.
- لماذا سمحت القوات المسلحة بعبور المركبات على كوبرى السلام مساءً؟
لتضمن عدم استهداف أى سفينة يتصادف مرورها فى المياه الدولية لقناة السويس، خاصة أن رحلات الذهاب والإياب للسفن المارة بمياه القناة المصرية معروفة، ويمكن هنا أن يستغل أى فرد الفرصة، ويلقى بزجاجة مولوتوف على سفينة محملة بخام البترول على سبيل المثال، وهنا تحدث الكارثة.
لهذا، وكنوع للزيادة فى التأمين، قررت القوات المسلحة السماح للمركبات والسيارات باستخدام كوبرى السلام مساءً وقت عدم عبور السفن التجارية أو القوافل المختلفة.
- وماذا عن أهالى سيناء؟
ليس من العيب أن يسهم أهالى سيناء فى حماية أرضهم، والطبيعى أن تقوم القوات المسلحة باستقطاب الوطنيين منهم؛ لمساعدتهم فى المعلومات التى تحتاجها الأجهزة السيادية فى الدولة، لأن أى شخص وطنى يبذل المستحيل ويدفع كل غالٍ ونفيس لحماية بلاده من الأضرار الخارجية، والهدف هو الاستدلال على الشخصيات المدسوسة بينهم، وتسليمهم إلى الجهات السيادية، لضمان حماية أهالى سيناء من عمليات الذبح والقتل.
- لكنهم صامتون ولا يقومون بالكشف عن الإرهابيين المنتشرين بينهم؟
الخوف هو الدافع الرئيسى لصمت أهالى سيناء، والبعض منهم يعتبر أن وجود الإرهاب مصدر رزق لهم، لأن العشرات منهم ينتفعون من تأجير الأنفاق، ويتاجرون مع الغزاوية، ببيع بضائع بأضعاف أثمانها.
- من المحرك لهذه المجموعات الإرهابية رغم استقرار مصر واستعادة عافيتها؟
الأجندات والدول التى لا ترغب فى استقرار مصر، وعلى رأسها تركيا وقطر، وطبعًا الكيان المحتل إسرائيل، وعمومًا مصر أعداؤها كثيرون، وتركيا وقطر وإسرائيل، بالطبع يطمحون فى إحداث بلبلة، لوجود مصالح مشتركة تجمعهم، وأجندة خارجية تطالبهم بتنفيذ مخططات إستراتيجية كبرى فى المنطقة.
- ننتقل إلى "الميسترال جمال عبد الناصر".. هل أُدرجت فى خطة القوات المسلحة؟
طبيعى أن تقوم القيادة العسكرية بإدراج حاملة المروحيات "الميسترال جمال عبد الناصر"، ضمن الخطة الدفاعية للجيش، وسط القوات البحرية، وضمان حمايتها بزوارق وطائرات ومقاتلات حربية.
- هل تعتقد أن "الميسترال" هدفًا للدول المعادية لمصر؟
هدف ثمين، لأنها بمثابة منجم ذهب، أو قلعة متحركة فى المياه، وقادرة على ردع أى قوة غاشمة تحاول النيل من مقدرات البلاد.
- ما الهدف الإستراتيجى من تعمير سيناء؟
جعلها حصينة وعصية على أى معتدٍ، ويتم تحصين سيناء ضد العدوان الخارجى وضد الإرهاب الداخلى، بملئها بالبشر وبالحياة وكل ما يوفر لها مقومات الحياة، من أنشطة عمرانية واقتصادية وسياحية وبنية أساسية قوية ومتطورة، من طرق ومياه وصناعات وخلافه.
وتنمية سيناء تتم بتوفير الزيادة السكانية المصرية، حتى تأخذ سيناء نصيبها من هذه الزيادة، فهى إذا كانت 6% من مساحة مصر، فإنها يمكن أن تستوعب على الأقل 3% من سكان مصر عام 2030، أى حوالى 4 ملايين نسمة آنذاك.
- وماذا عن الثروات الطبيعية بها؟
الهدف الإستراتيجى الثانى استغلال ثروات هذه القطعة الغالية من أرض مصر لصالح كل المصريين، واستغلال موقعها الإستراتيجى وقدسية جبالها ووديانها وجمال شواطئها على البحرين الأحمر والمتوسط وخليج العقبة وخليج السويس، وتكامل تنميتها مع منطقة القناة والضفة الغربية لخليج السويس، وكل موانئ البحر المتوسط والبحر الأحمر القريبة.
- معنى ذلك أن تأمين سيناء مرتبط بتأمين قناة السويس؟
تأمين قناة السويس هدف رئيسى للدولة المصرية، لأنها أهم ممر ملاحى عالمى، وتنمية القناة اقتصاديًا وعمرانيًا وصناعيًا من شأنه النهوض بسيناء.