«طلاب الدمج» خارج حسابات التعليم عن بعد
يبدو أن طلاب الدمج كانوا خارج حسابات وزارة التربية والتعليم حينما وضعت نظام التعليم عن بعد، وذلك بعد تعميم نظام التعليم عن بعد حماية للطلبة من التكدس داخل المدارس، ومع احتياج طلاب الدمج للتعلم المباشر وتحذير الأطباء من تعاملهم مع الأجهزة الإلكترونية سواء "تابلت أو كمبيوتر وتليفزيون" حتى لا يصابون بالتوحد ومزيد من العزلة، كان لا بد من البحث عن بدائل لهؤلاء الأطفال حيث أبدى أولياء أمورهم تخوفا وترقبا لمصيرهم المجهول مع انطلاق الدراسة بعد أيام، خاصة طلبة الإعدادى والمطلوب منهم الحضور ليومين فقط بالتناوب بين طلاب الصف الأول إلى الثالث الإعدادى.
وتواصلت "الزمان" مع أطراف الأزمة، وكانت البداية من جانب أولياء الأمور ممن أكدوا أن أبناءهم سوف يكونوا ضحايا للتعلم عن بعد، علمًا بأن تلك الفئة من الطلبة لا يمكن لهم الخضوع لجلسات التعلم عن بعد ويحتاجون للتواصل الفعال المباشر بينهم وبين أقرانهم الأسوياء والمعلم داخل الفصل.
"أحمد صبحى" ولى أمر لتلميذ فى الصف الخامس الابتدائى، وقد أخبرته إدارة المدرسة أن أيام الحضور الخميس والسبت فقط، مشيرًا إلى أن تلك الاستراتيجية لا تجدى نفعًا مع نجله، قائلاً: ابنى يعانى بالأساس من التوحد ويحتاج إلى التفاعل مع المعلم والتلاميذ داخل الفصل وهو ما يؤثر إيجابًا على حالته، فكيف يتحول الآن إلى التعلم أون لاين، وأعلم أن الوزارة ليس بيدها حل آخر ولكن هذا الحل سوف يقضى على آلاف الطلبة الخاضعين لنظام الدمج، فهؤلاء لا ينفع معهم التعلم أون لاين، خاصة أن الأطباء يحذرون دائمًا من ترك أبنائنا لتلك الأجهزة التى تسبب لهم مزيدا من المضاعفات السلبية بالنسبة للحالة المرضية.
وأضاف: "أنا وبعض أولياء الأمور ممن يعانى أبناؤهم مشاكل تحتاج لتعلم مباشر اتفقنا على الجلوس مع الإدارة والاتفاق على إحضار أبنائنا يوميًا إلى المدرسة ولكن أعتقد أن هذا الحل لن توافق عليه إدارة المدرسة بحجة تعليمات الوزارة ولا أعرف كيف أتصرف فى العام الدراسى الجديد، وليس بيدى حل سوى الذهاب به إلى مجموعات التقوية ربما أو سناتر الدروس الخصوصية للحرص على تفاعله مع زملائه".
ويلتقط "رمضان سمير" طرف الحديث، قائلاً: ابنى فى الصف السادس الابتدائى ويعانى متلازمة داون، وبالتالى يصعب عليه التعامل مع الأجهزة الإلكترونية والتى هى ممنوعة منه بتعليمات من الأطباء لحمايته من أمراض نفسية أخرى محتملة، وأتمنى اهتمام الوزارة بهؤلاء الطلبة ووضع خطة جديدة لهم.
واستطرد، الأيام القليلة التى تفصلنا عن بدء الدراسة يمكن للوزارة عمل أى تعديل وللأسف لم تشمل خطة الوزارة أى إشارة من قريب أو بعيد لهؤلاء الطلبة.
من جانبه يقول محمد كمال الخبير التربوى، طلبة الدمج ليسوا بالعدد الهين القليل الذى يمكن للوزارة التعامل معه بعشوائية لكن للأسف لم يتم التطرق إليهم بدعوى وباء كورونا وحاجة الوزارة لتقليل الكثافات داخل الفصول والاعتماد على تقنية التعلم عن بعد، وهو ما دفعه إلى إصدار ثلاثة قرارات فى وقت مبكر لإعلان خطة الوزارة، ووفقًا للقرار الذى أرسله للمديريات التعليمية قصر قبول طلبات الدمج للعام الدراسى 2020/2021 على طلاب الصف الأول رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى فقط، ويقبل الطلاب لهذه الصفوف فى مواعيد قبولهم على أن تستكمل أوراق الدمج خلال شهر سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر 2020.
وتابع الخبير التربوى، لا يجوز التحويل فى أى صف دراسى من طالب عادى إلى طالب دمج إلا لحالات كف وصعف البصر، ضعف السمع، شلل دماغى، متلازمة داون، توحد، حادث مفاجئ نتج عنه فقدان لأحد الأطراف.
وبالنسبة للطلاب الذين هم على نظام الدمج فى مختلف الأعوام الدراسية يظلون على نفس النظام لحين انتهاء دراستهم مع إعادة التقييم سنويًا ما عدا حالات التوحد والشلل الدماغى ومتلازمة داون لا يعاد تقييمهم مرة أخرى.
فيما حذرت الدكتورة سمر شعيب أخصائية تخاطب من العزلة التى يتسبب فيها نظام التعليم عن بعد لطلبة الدمج، قائلة: هؤلاء الطلبة لا يصلح معهم نظام التعلم عن بعد وبالتالى يمكن تعويض هذا الأمر عبر مجموعات التقوية التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم لتعويض ما يمكن تعويضه إضافة إلى حرص أولياء الأمور على ممارسة ذويهم أنشطة رياضية تساعدهم على تحسين الحالة المزاجية لهم.
وتابعت، فيما يتعلق بالتعلم عبر الكمبيوتر والدروس الأون لاين لا ننصح بها لحالات التوحد التى فى أشد الحاجة للتواصل الاجتماعى والتواصل الفعال المباشر، بعيدًا عن الشاشات والتى لا تصلح لهم وعليه سيكون على أولياء الأمور لهؤلاء الطلبة عاتق كبير.
فيما أوضح مصدر بوزارة التربية والتعليم –فضل عدم ذكر اسمه– أن الخطة الموضوعة من جانب الوزارة اهتمت بالحد من انتشار الوباء وجعلت ذلك هدفًا نصب أعينها وهى مسألة مؤقتة ولن تستمر إلى الأبد.