الزمان
جريدة الزمان

تقارير

«أمامكم 5 أيام للمغادرة».. هل أطاحت أمريكا بـ«بهلوي» لصالح «الخميني»؟

محمد رضا بهلوي وآية الله الخميني
لمياء يسري -

يحتفل الإيرانيون هذه الأيام بالذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، بعد فترة  حكم حوالي 38 عام.

ووقف الآلاف من المحتفلين، أمس الجمعة عند قبر زعيم الثورة، آية الله الخميني، مرتدين ألوان العلم الإيراني، الأحمر والأبيض والأخضر، فيما عزفت جوقة الجيش الأناشيد الثورية.

وترى فرح ديبا زوجة شاه إيران الأخير، محمد رضا بلهوي، أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي التي أوصلت آية الله الخميني قائد الثورة الإسلامية إلى الحكم.

ويحتفل الشعب هذا العام بذكرى الثورة في ظل الاضطرابات الاقتصادية التي تمر بها طهران، نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها جراء استمرارها في  مشروع البرنامج النووي.

وحاولت الحكومة الإيرانية، أن تعيد التفاف الشعب حولها من جديد، فنشرت على حسابها الرسمي بموقع تويتر رسالة الرئيس الحالي، حسن روحاني، قائلًا، " "ثقوا بالشعب، هذه كانت أعظم صفات الامام الخميني".

فيما ندد آية الله أحمد جنتي، المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى للجمهورية، بمن يسعون لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

نتيجة بحث الصور عن الخميني + الشاه

بين التعاون والانقلاب

كان الشاه محمد رضا بهلوي، يرى أن بقائه في حكم إيران، لا يمكن أن يستمر دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه كان دائمًا ما يخشى حدوث أي انقلاب ضده. وفقًا لتحليل الصحفي الإيراني، كاظم علمداري، بترجمة الكاتب العراقي، عادل حبه.

وأضاف علمداري، كان بهلوي يدرك دور القوات الأجنبية في تمكينه أو إزاحته عن السلطة مثلما حدث الأمر مع والده رضا شاه، في انقلاب 1953.

وكشفت  وثائق أفرجت عنها المخابرات الأمريكية في 2013، كيف تم الإعداد للانقلاب من خلال وضع أخبار معارضة لرئيس الوزراء المطاح به آنذاك محمد مصدق، في كل من الإعلام الإيراني والأمريكي.

وقد عزز الانقلاب حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي كان قد فر من إيران في أعقاب صراع على السلطة مع مصدق، وعاد بعد الانقلاب ليصبح حليفا مقربا للولايات المتحدة.

واستمر محمد رضا بهلوي في الحكم إلى حين قامت الثورة الإيرانية 1979م، التي أطاحت بحكمه ثم تولى آية الله الخميني العرش.

ويكمل الصحفي الإيراني، المتخصص في علاقة الأديان بالحركات المجتمعية، أنه على  رأس أسباب قيام الثورة الإيرانية، التغيرات المفاجآة في السياسة المفاجآة للرئيس الأمريكي جيمي كارتر تجاه محمد رضا بهلوي حول حقوق الإنسان.

إذ أجبرته واشنطن على مشاركة القوى المعارضة في الحياة السياسية الإيرانية، إلا أن تأخر بهلوي في هذه الخطوة، وعدم السماح للمعارضة في المنافسات الانتخابية، سارع في الإطاحة به عن الحكم.

وأكدت فرح ديبا، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي ساعدت آية الله الخميني للوصول إلى حكم إيران بعد الإطاحة بالشاه.

وأضافت، خلال مقابلة مع إذاعة الغد التابعة للمعارضة الإيرانية، هناك أدلة ووثائق واعترافا، خاصة بكبار المسؤولين الغربيين، تثبت أنهم ساعدوا آية الله الخميني للوصول إلى الحكم من خلال وسائل الإعلام.

وكشفت أنها التقت السيد لورد أوين، وزير الخارجية البريطاني آنذاك في العاصمة لندن، وأخبرها، "لو كنا نعلم أن الشاه مريض، لما وافقنا على ماحدث في إيران".

نتيجة بحث الصور عن محمد رضا بهلوي

تفاصيل الرحيل

سردت فرح ديبا، في مقابلة إذاعية مع قناة الغد الإيرانية المعارضة، تفاصيل وضع اسرتها بعد «الاضطرابات» التي قام بها الخميني ومؤيديه، وأجبرتهم على ترك الحكم ومغادرة البلاد.

قالت ديبا، جائتنا قوة أمريكية، بقيادة جنرال يدعى "هيزر"، وطالبتنا بمغادرة إيران خلال خمسة أيام، ولم يكن الشاه لديه علم بذلك.

وأضافت، بعدها ذهب ويليام إتش سوليفان السفير الأمريكي في طهران، إلى الشاه وطالبه بالمغادرة لأنه لن يستطيع البقاء في البلاد وستخرج الاحتجاجات ضده من كل مكان.

ثم توجهنا إلى العديد من الدول، من بينها المغرب، وأشكر بالطبع الملك وشعبه على حسن الاستقبال، لكننا لم نستطع البقاء هناك بعدما أجبرت المخابرات الفرنسية الملك أن يخرجنا من البلاد.

 وتكمل زوجة آخر شاه إيراني، توجهنا بعدها إلى جزيرة باهاماس في الولايات المتحدة، لكن الإدارة الأمريكية أبلغتنا أننا لن نستطيع البقاء أكثر من 3 شهور.

وتابعت، لم تكن صحة الشاه جيدة، وتدهورت بشكل كبير، ثم انتقلنها بعدها إلى بنما، التي منعت الأطباء الذين أرسلتهم أمريكا لاجراء عملية جراحية للشاه.

ثم أشادت فرح ديبا، بموقف الرئيس السادات وزوجته حينها، بعدما استقبلتهم في مصر، في ظل تلك الأزمة.

وتضيف، اتصلت بي جيهان السادات، زوحة الرئيس المصري الراحل، وعرضت علينا المجيء إلى القاهرة، ووافقت بعدما أبلغت الشاه، بعدها هاتفني السادات ليؤكد أنه سوف يرسل طائرة إلى جمهورية بنما لتأتي بنا إلى القاهرة.

وواصلت حديثها خلال المقابلة: أقول دائمًا إنني وأولادي، وغيرهم كثيرون، ممتنون حقًا للرئيس السادات، وزوجته، والحكومة المصرية، والشعب المصري.

slot online