الزمان
جريدة الزمان

تقارير

«الشيشة الإلكترونية».. حيلة أصحاب المقاهى للتعايش مع الوباء.. ومراقبون: التدخين يرفع نسبة الإصابة.. والاختلاط كارثة مجتمعية

آية زكي -

شهدت المقاهى إقبالاً من قبل المواطنين بعد إغلاق دام أكثر من ٣ أشهر بعد ظهور فيروس كورونا، حيث تضم المقاهى والكافيهات أكبر تجمعات مما يتسبب فى سرعة انتشار الفيروس، فكان من أهم إجراءات الحكومة المصرية إغلاق المقاهى، وطبقًا لإجراءات خطة التعايش عادت أبوابها للفتح مرة أخرى ضمن خطة الحكومة لإعادة فتح البلاد تدريجياً، ومن أبرز قرارات الحكومة فتح المقاهى والمطاعم بنسبة 25% من طاقتها، مع حظر تقديم الشيشة، ولكن تحايل البعض على هذا القرار مستخدمين الشيشة الإلكترونية بديلاً للشيشة العادية.

وبحسب طلب الإحاطة التى تقدمت به النائبة فايقة فهيم، عضو مجلس النواب، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، بشأن تقديم الشيشة الإلكترونية فى المقاهى وخطورتها فى زيادة العدوى بفيروس كورونا وضرورة إصدار قرار بمنعها نهائى.

وقال الدكتور محمد سامح استشارى الأمراض الصدرية، إن التدخين يرفع من نسبة الإصابة بفيروس كورونا، لأنه سبب رئيسى لأمراض الرئة، وتعد السجائر الإلكترونية أكثر خطورة من السجائر العادية، وذلك بسبب المواد التى يتم استخدامها فى تركيبها.

وأضاف أنه بدأ حالياً الالتفات لها نظراً لتشابه الأعراض بين التدخين الإلكترونى وكورونا، مشيراً إلى أن التدخين بالفعل عامل خطر يؤدى إلى العديد من التهابات الجهاز التنفسى بما فى ذلك نزلات البرد والأنفلونزا والالتهاب الرئوى، كما تزيد آثار التدخين على الجهاز التنفسى من احتمال إصابة المدخنين بفيروس كورونا.

وأشار استشارى الأمراض الصدرية لـ"الزمان"، إلى أن السجائر الإلكترونية تسبب التهابا رئويا شديدا، يصعب الشفاء منه، ويرتبط التدخين أيضاً بالضائقة التنفسية الحادة، وهو أحد المضاعفات الرئيسية للحالات الشديدة لفيروس كورونا بين الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسى، مؤكداً أن التدخين يساعد على إصابة صاحبه بالالتهاب الرئوى؛ لأن الرئة تكون غير قادرة على التحمل عند مهاجمة الفيروسات لها وتضطر إلى الاستسلام سريعاً، وهذا يقود البعض نحو الموت.

وفى سياق متصل، قال محمد صالح، صاحب إحدى المقاهى بالجيزة: إنه ملتزم بجميع الإجراءات الاحترازية والوقائية التى أقرتها الحكومة المصرية من أجل الحد من انتشار عدوى فيروس كورونا، إلا أننى أرى أن "الشيشة الإلكترونية" لا تمثل ضرراً على حياة الأفراد أو أن تكون سبباً فى انتقال العدوى، لأنها استخدام شخصى.

ولفت إلى أن قرار عودة الفتح فى العموم من غير تداول الشيشة غير مجزئ، فالشاى والقهوة مواد يسهل توافرها فى المنزل فالزبائن تتردد على المقهى من أجل الشيشة، كما نحن أصحاب الكافيهات نعتمد عليها فى الربح.

وأشار صابر محمد، صاحب أحد الكافيهات، إلى أن إعادة فتح المقاهى والكافيهات دون تقديم شيشة أدى إلى قلة عدد الزبائن المترددين على الكافيه، وأضاف أن عدم تداول الشيشة فى المقهى أدى أيضًا إلى خسارة 80% من الزبائن، بينما نسبة 25% من طاقة الكافيه لا تكفى لدفع أجرة العمال وتسديد الفواتير.

وأكد أحمد سعيد، صاحب قهوة بفيصل، أن فتح المقاهى لم يكن له فائدة على أصحاب المقاهى؛ لعدم وجود الشيشة فهى الأهم فى جميع المقاهى، وأضاف: "أنا كده هادفع للعمال من جيبى وفواتير الكهرباء والمياه والغاز من جيبى، مفيش زبائن بتيجى ولو الوضع استمر بهذا الشكل هاقفل تانى".

وعلى صعيد آخر، قال مصدر بوزارة التنمية المحلية، إن غرفة عمليات الوزارة تتابع على مدار الساعة من خلال غرف العمليات فى المحافظات التزام المقاهى والمطاعم بالإجراءات والضوابط التى تم الإعلان عنها خاصة فيما يتعلق بتقديم الشيشة وتخفيض نسبة الإشغال إلى 25%.

وبين أن صاحب الكافيه أو المقهى هو المسئول الأول عن المكان، وفى حال استخدام "الشيشة الإلكترونية" داخل المقاهى سيتم توقيع العقوبة على صاحب المقهى.

وأشار المصدر لـ"الزمان" إلى أنه تم أخذ إقرار وتعهد بتوقيع كل مدير مقهى أو كافيتريا على إقرار بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية وسحب تراخيص التشغيل حال مخالفتهم ذلك واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، مشيراً إلى أننا نستهدف من حملات ولجان المتابعة حماية المواطنين من انتشار العدوى بفيروس كورونا، وتواصل الأجهزة التنفيذية بالمحافظات حملاتها المكثفة اليومية للمرور على المقاهى والكافيهات والتأكد من مدى تطبيق الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا.

وشدد على أن التنبيه على جميع العاملين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية والالتزام بنسبة تشغيل 25% فقط من الطاقة الاستيعابية للمكان، والحرص على ترك مسافة مناسبة من جميع الاتجاهات حول كل طاولة واستخدام الأدوات وأطباق أحادية الاستخدام وتوفير مناديل معقمة ومطهرات ومعقمات وتطهير دورات المياه بشكل مستمر وتوفير أدوات الوقاية الشخصية للعاملين ومواد التعقيم والتزام العاملين بها بارتداء الكمامات طوال ساعات العمل وتوافر أجهزة قياس درجة الحرارة للرواد والعاملين بالمقهى.

من جانبه؛ قال محمد عزت، الخبير القانونى، إنه يوجد مقاهى فى الشوارع الجانبية والمناطق الشعبية تخالف تنفيذ الإجراءات الوقائية التى أعلنتها الحكومة، الأمر الذى يتطلب تدخل شديد ورقابة مكثفة على تلك المناطق.

وأكد أن حكم المتحايل على القانون باستخدام "الشيشة الإلكترونية" كبديل للعادية، مثله فى العقاب مثل مستخدم الشيشة العادية، لأنهم شركاء فى نفس النتيجة التى على أساسها تم منع استخدامها تجنباً لانتقال عدوى فيروس كورونا، ومن يفعل ذلك فالعقاب واحد.

وأشار الخبير القانونى لـ"الزمان" أن التحايل عقوبته فى القانون تشبه تماماً العقوبة الأصلية التى تحددها الدولة ويقرها الدستور، موضحاً أن الدخان واستخدام الشيشة سواء كانت إلكترونية أو عادية قد يتسبب فى زيادة فرص العدوى بين المواطنين وبعضهم البعض نتيجة الأنفاس التى تخرج من فم الأشخاص والتى تحتوى على رذاذ من الممكن أن يكون حاملا للفيروس ويصيب شخصا آخر، مما يشكل خطورة كبيرة على معدل زيادة الإصابات، كما أنها تحتوى على كميات هائلة من النيكوتين، والتى تؤدى إلى تداعيات سلبية، خاصة على مستوى الجهاز المناعى والقلب والأوعية الدموية.

slot online