حيلة جديدة لإنقاذ مهرجان القاهرة السينمائى

يعانى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من قلة عدد الأفلام الروائية التى تخوض المسابقة الرسمية، بعد أن اتجه المنتجون للاشتراك فى المهرجانات الدولية الأخرى فى الخارج مثل مهرجانى "طبرلين" و"دبى" حتى يستفيد فريق عمل الفيلم من فرصة السفر والتنزه والحصول على جوائز يرون أنها أفضل من تكريمهم فى بلدهم.
واستعاضت إدارة المهرجان هذا بالأفلام الوثائقية لسد الفراغ الذى تركته نظيرتها الروائية، حيث تم عرض الفيلم الوثائقى (احكيلى) سيناريو وإخراج ماريان خورى الذى يتناول قصة أربع سيدات وفتاة بعائلة على مدى مائة عام، وحقق نجاحا فتح شهية صناع المهرجان، على التوسع فى عرض هذه النوعية من الأفلام.
ووافق رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المنتج محمد حفظى على مشاركة فيلم (عاش ياكابتن) عن لاعبة رفع الأثقال (زبيبة) إخراج مى زايد.
وأكد الناقد الفنى محمد زهير أن تواجد الأفلام القصيرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الثانية والأربعون نموذج مشرف وتشجيعى لصناع الأفلام القصيرة والوثائقية.
أوضح محمد زهير لـ"الزمان" أن الفيلم القصير نوع من الأفلام السينمائية وتتميز بقصر وقت عرضها الذى يتراوح بحسب التصنيفات العالمية بين دقيقة إلى 59 دقيقة، ويشبه القصة القصيرة بالنسبة إلى الرواية فى عالم الأدب.
أضاف زهير، أن اشتراك الفيلم فى المهرجانات الدولية يتطلب، أن يكون قد تم إنتاجه خلال العام الماضى على الأكثر، وألا يزيد مدة عرضه عن 30 دقيقة، وألا يكون قد عرض فى مصر قبل عرضه الرسمى فى المهرجان، كما يشترط ألا يكون قد سبق عرضه على أيه قناة تليفزيونية أو على أى موقع من مواقع الإنترنت قبل عرضه الرسمى فى المهرجان.
من جانبه أعرب محمد حفظى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عن معاناة المهرجان من قلة عدد الأفلام الروائية المصرية المعروضة رغم مناشدته المنتجين وصناع السينما المصرية لمشاركة أفلامهم فى المهرجان.
أوضح المنتج محمد حفظى أن الفترة السابقة شهدت انخفاضا ملحوظا فى عدد الأفلام التى تنتجها السينما المصرية، بسبب ظروف الثورات كما أن الأفلام المشاركة فى المهرجان يجب أن تتسم بجودة تسمح لها بعرضها ضمن فعاليات المهرجان.
أشاد حفظى بصناع فيلم "حظر تجوال" الذين بادروا بمشاركة فيلمهم فى المهرجان، وللحق فإن الفيلم مميز، وأعتقد أنه سيحصد جوائز عديدة لصناع العمل فكل فريق العمل أدى دوره بكفاءة عالية فى الفيلم.
وقال رئيس المهرجان إنه تم عرض الفيلم الوثائقى فى المهرجان اعتبارا من العام الماضى، حيث تم عرض فيلم "احكيلى" وحصد العديد من الجوائز، لتميزه وبالفعل عوض المهرجان عن غياب الفيلم الروائى بالمهرجان العام الماضى، ويشارك هذا العام بفيلم "عاش ياكابتن" يحكى رحلة لاعبة رفع الأثقال "زبيبة" وهو عمل مميز للمخرجة مى زايد.
أكد حفظى، أن الفيلم الروائى له جمهوره أما الوثائقى فهو عمل خاص يتناول السيرة الذاتية لشخصية بعينها تتمتع بجماهيرية محدودة، ولن يكون بديلا عن الروائين متمنيا أن تشهد الفترة القادمة انتعاشة فى إنتاج الأفلام الروائية المصرية.
من جانبه أكد الناقد الفنى طارق الشناوى، أن الفيلم الروائى له جمهوره الخاص وكان صناعه فى الماضى حريصون على المشاركة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، غير أن المنتجين والفنانين أصبحوا يفضلون المشاركة فى المهرجانات الدولية الأخرى فى الخارج عن مهرجان بلدهم.
أرجع الشناوى، السبب إلى المزايا التى يحصل عليها صناع العمل مثل السفر والتنزه فى دول خارجية والحصول على جوائز تعتبر دولية كما أنهم قد لا يحصلون على جائزة من مهرجان بلدهم.
ناشد الناقد الفنى صناع العمل السينمائى المصرى دعم مهرجان بلدهم أكثر، نافيا أن يصبح الفيلم الوثائقى أو التسجيلى بديلا عن الفيلم الروائى، لأن الوثائقى جمهوره بسيط أما الروائى فجمهوره كبير ومن مختلف الدول، ولكن لا ننكر أن فيلم "احكيلى" العام الماضى للمخرجة وكاتبة السيناريو ماريان خورى حل مشكلة عدم وجود الفيلم المصرى.
وفى سياق متصل، أعربت المخرجة وكاتبة سيناريو الفيلم الوثائقى "احكيلى" عن سعادتها بمشاركة فيلمها العام الماضى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، موضحة أنه مهرجان بلدها ومجرد مشاركة فيلمها وحصوله على جائزة قد أسعدها تماما كما أنها وثقت حياة أسرة فى مائة عام من خلال فيلم لا يتعدى عدة دقائق.
وأكدت ماريان أن الفيلم نجح فى ملء فراغ غياب الفيلم المصرى، لافتة إلى أنها فتحت بهذه المشاركة الباب أمام الفيلم الوثائقى للمشاركة فى المهرجان، والذى تعتبره مفجرا للمواهب الشابة متمنية أن يجد الفيلم الوثائقى مكانا له بجوار الفيلم الروائى بدار العرض السينمائى.