أطفال.. ولكن كبار
أطفال ولكن كبار، تحملوا المسئولية منذ ولادتهم، لم يحلموا بدراجة أو لعبة كباقى أبناء جيلهم بل كان هدفهم الأساسي هو مساعدة أسرهم فى تحمل أعباء الحياة، ترى فى ملامحهم براءة الطفل ممزوجًا بجد الكبار، سعوا للعمل وكسب الرزق.
كرم لجأ لنصبة الشاى للإنفاق على دراسته الأزهرية
كرم شحاتة طفل يبلغ من العمر 11 عامًا يدرس بالصف السادس الابتدائى الأزهرى لديه 5 أشقاء، يقول: «قررت العمل مع والدى فى نصبة شاى التى يملكها بإحدى الشوارع بمنطقة الألف مسكن، أعمل من أجل شراء هدية عيد الأم لأمى - وأبقى راجل- وأيضًا إذا احتجت إلى شيء من المستلزمات المدرسية أستطيع شراءها بالإضافة إلى مساعدة والدى حتى لا يتعب من العمل بمفرده، فلم يفرض علىّ أى أحد من أقاربى لكى أنزل إلى نصبة الشاى وأعمل بها، فأنا صاحب الاختيار الأول والأخير، أحصل على مرتب عشرة جنيهات بشكل يومى، سعيد بعملى وأتمنى أن أكمل دراستى إلى أن أصل إلى الجامعة، متمنيًا أن ألعب وألهو مثل باقى الأطفال ولكننى ألعب كرة القدم يوم أجازة الجمعة، وقد عكفت من قبل على لعب رياضة الكاراتيه ولكننى توقفت عنها بسبب ظروف العمل والدراسة».
محمود يعمل على الشواية للتعود على المسئولية
محمود نصر طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، يدرس بالصف السادس الابتدائى، لديه أخت وأخ، يعمل بمحل للمشويات، يقول: «اضطررت للنزول إلى الشارع لكى أعمل حتى عندما أكبر أكون معتادًا على العمل، وأعمل بإجازة منتصف العام الدراسى وإجازة الصيف، متفوقًا بدراستى، وأحرص على الذهاب إلى المدرسة كل يوم لحضور دروسى، ففى عملى أقوم كل يوم بتنظيف الشوايات ومسح أرضية المحل وغسل الأطباق، وفى بعض الأوقات أساعد العاملين معى فى المحل على شواء الكفتة والكباب عندما يزدحم المحل بالزبائن، فأصحاب المحل يعاملوننى بكل احترام، ومنذ أن عملت بذلك المحل وأنا أشعر براحة نفسية، فلم يطلب أى أحد من عائلتى أن أعمل ولكننى من قررت العمل، ولا أتمنى أن ألعب وألهو مثل باقى الأطفال ككرة القدم مثلًا، بل كل ما أتمناه أن أكمل دراستى إلى أن أصل إلى الكلية التى سوف يحددها لى المجموع الذى سوف أحصل عليه بجانب الاهتمام بعملى والاستمرار به».