الكاتبة الصحفية إلهام شرشر تكتب: ”مصر دائمًا”.. داعم وسند وظهير
إن عالمنا المعاصر يمر هذه الآونة بالعديد من الأزمات الدولية، والمشكلات الاقتصادية، والنزاعات السياسية، وحتى الحروب الحدودية بين دوله، أثرت هذه المشكلات والأزمات على دولٍ ونالت من أخرى، وإن كانت بيد البشر ومن فعلهم، وترتيباتهم، إلا أن هناك أحداثًا أخرى نالت من دولٍ كان المسبب فيها تقلبات الطبيعة أو ما يسمى بـ "الكوارث الطبيعية"، وللأسف الشديد نالت الدول العربية نصيبها من هذه التقلبات والأحداث، وما حدث في المغرب ليس عنا ببعيد!
ففرق الإنقاذ في المغرب تسابق الزمن للبحث عن ناجين بين الأنقاض بعد هذا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مخلفا أكبر عدد من الضحايا خلال أكثر من 6 عقود حيث وصل عدد الضحايا إلى 2497 قتيلا، و2476 مصابا، مع استمرار السلطات في جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى.
فالمغرب أمام تحدٍ صعب، فبعد إزالة الأنقاض وتقييم الأضرار سيأتي وقت إعادة الإعمار التي تحتاج فيه إلى تكاتف الجميع وتقديم أوجه المساندة والمساعدة لها.
وإذا كنا عشنا مع المغرب أوقاتٍ صعبة بسبب زلزالها، فكذلك عشنا لحظات الحزن والآسى والفزع مع دولة الجوار ليبيا، وإعصارها "دانيال" الذي أظهرت صورًا جوية مروعة حجم أضرار الإعصار بمدينة درنة الليبية، حيث تركت السيول والفيضانات التي ضربت مدناً بشرق ليبيا نتيجة آثاراً كارثية على البلاد، بعدما حوّلت بعضها إلى ركام، والتهمت أحياء كاملة بمواطنيها، لترتفع إحصائية القتلى إلى أكثر من 5300 شخص.
وفي تصريح صادم، نقلت وسائل الإعلام الليبية عن وزير الصحة قوله إنه يتوقع ارتفاع عدد ضحايا الإعصار إلى 10,000 والمفقودين إلى نحو 100,000، كما نقل الإعلام الليبي عن مسؤولين أن القتلى في مدينة درنة جراء الإعصار تجاوز الـ2000 قتيل.
مشاهد تقشعر لها الأبدان، وتهتز لها القلوب والوجدان، بين قتلى وجرحى وثكلى، بين أشخاص مفقودين، وآخرين نفسيًا مدمرين لما رأوه أمام أعينهم من موقف جلل وحدث عظيم الشان.
ولم تكن دموع الأسر الليبية التي فقدت ذويهم تذرف وحدها، فقد شاركتها دموع الأسر المصرية التي فقدت هي الأخرى الابن والأب والزوج والسند والظهير، حيث وصلت حصيلة الوفيات بين المصريين المقيمين في ليبيا جراء العاصفة "دانيال" إلى 250 حالة، بحسب ما كشفه مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا.
وعلى الفور قررت وزارة التضامن المصرية صرف 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفى و25 ألف جنيه لكل مصاب من المصريين الذين راحوا ضحية إعصار دانيال في ليبيا، كما قررت تحمل مصروفات التعليم المدرسي والجامعي لأبناء ضحايا إعصار ليبيا المصريين للعام الدراسي الجديد، وتقديم دعم غذائي شهري لهم لحين استقرارهم اقتصاديًا واجتماعيًا، كأقل ما يمكن أن تقدمه الحكومة المصرية جراء هذا الحادث الأليم.
فمصر لا يمكن أن تترك أبناءها في الداخل أو الخارج، فهم ثروتها الحية، وموردها الحقيقي في كل مكان وزمان، تسعى دائمًا لتحقيق المطلوب والمرغوب من أجلهم.
وفي مثل هذه الأوقات العصيبة لن يلقى أهالي هؤلاء الضحايا إلا كامل العناية والرعاية من جانب الدولة المصرية، خاصة في ظل قيادة تحنو على أبنائها ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي.
إن ليبيا التي تئن لم يهون على أهلها إلا مشاعر الأخوة الحقيقية التي رأوها من دولة الجوار، الداعم الأكبر، والسند الأعظم لكل ما يهم دولة ليبيا، وهي مصر، التي ومنذ اللحظات الأولى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإسراع في تقديم المساعدات اللازمة، والدعم الفوري، والإغاثة الإنسانية للأشقاء في ليبيا جوًا وبحرًا.
هذا وقد أقلعت 3 طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى دولة ليبيا محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والتي تشمل كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية وأطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من الهلال الأحمر، وذلك للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف الإعصار المدمر في ليبيا.
ولم يكن هذا الأمر بالمستغرب على دولة بحجم مصر، وتجاه دولة في مكانة ليبيا لديها، فالروابط بينهما تاريخية، والعلاقات الاستراتيجية قوية، والصلات ستبقى أبدية، فمصر وبشكل مستمر تحاول دائمًا أن تدعم وتضامن مع ليبيا وشعبها الشقيق لتخفيف كل ما يلم بها من أزمات ومشكلات، وآخرها هذا الإعصار المدمر، الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين، ولا تزال الأعداد وللأسف الشديد في طور الزيادة، ولكن مساعدات ومساندات مصر في ازدياد كذلك.