هيئة الطاقة الذرية تختتم ورشة عمل استخدام المواد البوليميرية المطورة بالإشعاع مصر والأردن يحذران من الآثار الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية الرئيس السيسي يؤكد الاعتزاز بالعلاقات التاريخية التي تجمع شعبي وقيادتي مصر والأردن الرئيس السيسي يستقبل بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني وزير النقل يوجه بتسهيل تدريب كوادر أردنية في معهد وردان للسكك الحديدية محافظ كفرالشيخ: تقديم خدمات طبية لـ 1209 مواطنًا بالقافلة الطبية المجانية ببلطيم رئيس «الإسكان الاجتماعي»: ضرورة دفع الأقساط المتأخرة للوحدات تجنبًا لإلغاء التخصيص وزير الصحة يعلن نتائج تنفيذ توصيات النسخة الأولى من المؤتمر العالمي للسكان شون وصوامع المنيا تستقبل 158 ألف طن من محصول القمح لموسم حصاد 2024 مصدر رفيع المستوى: استئناف المباحثات في القاهرة بحضور الوفود المشاركة بمفاوضات الهدنة محافظ كفرالشيخ يتابع تقديم طلبات التصالح بالمركز التكنولوجى بدسوق عبر منظومة الكاميرات الذكية وزيرا التنمية المحلية والتضامن الاجتماعي يناقشان مجالات التعاون المشتركة في دعم التنمية الاقتصادية المحلية بالمحافظات
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

إلهام شرشر تكتب: القدس عبر التاريخ

مازال صدى هذا القرار الأليم يهز جنبات العالم والذي فتح الباب لتمكين اليهود من القدس ليقذف بالقضية الفلسطينية في غيابات الجب، ويقضي على الآمال العربية والإسلامية والعالمية التي كانت تتطلع إلى حل يخفف عن الفلسطينيين معاناتهم التي بلغت قرنًا كاملًا من الزمان، فمن وعد بلفور إلى وعد ترامب سنوات من المرار والصراع الذي لم تحد منه سائر الاتفاقيات الدولية والعربية.

سنوات تلو السنوات والحلم الفلسطيني يراود أهلها بالعود الحميد وبالوعود البراقة.
معاناة وضعت أمة بأكملها في امتحان عسير حتى تحول هذا الحلم إلى سراب كشف عن حجم أمة لها امتداد بلغ أطراف المعمورة وزاد عن خمس سكانها، ومع ذلك فهي مهيضة الجناح استطاعت شرذمة لم تبلغ منها سوى واحد بالمائة أن تتحكم فيها وتفرض عليها وجودها فضلًا عن إرادتها.

لقد كشف هذا القرار عن مأساة أمة بل العالم من حولنا الذي يرضخ لرغباتها وينصاع لأمرها ويستجيب لمشيئتها .

وعلى الرغم من هذه المظاهر من الاعتراضات والمظاهرات هنا وهناك حتى التي شهدها البلد الذي أصدر رئيسها هذا القرار العنتيري الغريب، إلا أنها سرعان ما انطفأت جذوتها وقلت حرارتها .

وهنا يدمي الفؤاد على ما آلت إليه الأمور في أمتنا بل والعالم من حولنا ويذكر هذا بقول جول مائير: عندما أخذنا القدس لم أنم طيلة الليل وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل فعندما بزغ الصباح علمت وتَيقنت أننا أمام أمة نائمة.

هذه هي رؤية إسرائيل أوجزتها هذه العجوز الشمطاء عن طبيعة عالمنا العربي والإسلامي.

ولك عزيزي القارئ أن تسأل عن حالة الوهن الشديد التي أصابت مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ألا يكفي هذه الصراعات السياسية والأزمات التي مزقت عرانا وأنهت قوانا وشتت جهودنا وأفسدت حياتنا؟؟؟؟؟؟ لتكون ردًا كافيًا على ما وصلنا إليه.

صحيح أننا لم نفقد الأمل في العودة من جديد واستعادة المكان والمكانة على الرغم من حدة الانكسار وشدة الهزائم التي نتلقاها يومًا بعد يوم في كل مجال وميدان.

صحيح أن هناك بقية باقية مازلت صامدة أمام قسوة التحديات وصعوبتها .

صحيح أننا عبّرنا عن رفضنا التام لهذا القرار المجحف فأجمعنا على رفضه واجتمعنا على اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها أن تبطله.

صحيح أن الإمام الأكبر رفض استقبال نائب رئيس الولايات المتحدة كما رفض غيره كذلك استقباله، بل إن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف قد احتشدت لتعلن للعالم أجمع أن هذا القرار مُجحِف ولا سند له من تاريخ أو قانون.

كما وصفوا بأنه متغطرس مُزيف للتاريخ لن يُغير على أرض الواقع شيء.

إن الحقائق لا يمكن أن تمحى بالقرارات وخاصة المتهورة، ولا تصنعها التحيزات الظالمة، وأن عربية القدس غير قابلة للتغيير والعبث مُطالبين باستعادة الوعي العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينة.

ولكن هل هذا يكفي لإثناء صاحب القرار؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!

بدليل أن البيت الأبيض يعرب عن أسفه لرفض استقبال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي من بعض قيادات الشرق الأوسط، مدعيًا أن السلطة الفلسطينية قد أضاعت الفرصة لمناقشة مستقبل المنطقة، والأغرب أنها تدعي أنها مازالت مستمرة في جهودها من أجل تحقيق السلام وفض النزاع بين إسرائيل وفلسطين.

إلى هذا الحد بلغت المتناقضات وإلى هذا المستوى من السذاجة بدت الولايات المتحدة .

إن الاستيلاء على القدس وتهويدها هو طريق السلام وضمان حل المشكلة الفلسطينية.

والسؤال هل يضيع الحق في حومة هذه الترهات؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
هل يتحول المسجد الأقصى المبارك إلى هيكل رب إسرائيل ليحكم الناس من خلال شعب الله المختار؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يؤسفني أن أقول إن حاضر الأمة الإسلامية والعربية يكتنفه الغموض بعد أن سيطرت عليه الولايات المتحدة واستحوذت عليه، وليس أدل على هذا من عدد القواعد العسكرية التي أحاطت وسكنت في ديارنا العربية.

حالة من الانحصار والفوضى والانقسام تمر بها هذه الأمة التي كان لها صوت مسموع ورأي متبوع وراية مرفوعة وهامة يحسب لها ألف حساب.

من هنا ينبغي أن نعيد الماضي القريب والبعيد عن طبيعة الصراع بيننا وبينهم حتى تقف الأجيال القادمة عليه وتستوعبه.

ومن هنا علينا أن نستدعي هذا التاريخ من الصراع حول القدس الشريف ليدرك الجميع أن بوابة الانتصار ورمز الصراع يبدأ من القدس.

وإذا تراءت إسرائيل أن تمكينها من القدس ضرورة لعودة المسيح إلى الأرض ليحكمها لمدة ألف عام وإعادة بناء هيكل سليمان، وأنها عاصمة أبدية غير قابلة للتجزئة، وأنهم دأبوا على الوصول إلى تحقيق هذه النبوءات المصطنعة والأوهام الكاذبة ببذل كل وسيلة من شأنها أن تحقق حلمهم مهما كانت أو بلغت باعتبار الأمر لديهم دينًا، انتبهنا إلى مآلاتهم.

وإذا انتبهنا إلى أنهم يحسبون أنفسهم زورًا وبهتانًا شعب الله المختار وأنهم أبناء الله وأحباره.

وأن هذا النسب يمنحهم حق استغلال الآخرين واجتياح حقوقهم بل يحسبون أن الشعوب الأخرى خلقت لخدمتهم، وهم أولى بما في أيديهم من أموال قال تعالى: ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 75).
وأنهم لا يزالون ينظرون إلى جميع الشعوب نظرة استعلاء وأن قلوبهم جامدة ومتعلقة بالأرض بدليل أن أسفار موسى الخمسة التي تتصدر العهد القديم وتسمى التوراة خالية من ذكر البعث والجزاء، خالية من ذكر آية ترغيب في الجنة وترهيب من النار.

دين على هذا النحو يخلو من التنبيه إلى لقاء الله وما أعده للمحسنين وأعده للمسيئين.
دينٌ يضرب صفحًا عن ذكر الدار الآخرة .

لاشك أن كل هذا له أثره البالغ والعميق في سوء تفكيرهم وأدبهم مع خالقهم والناس أجمعين.

هؤلاء الذين أخلدوا إلى الأرض واستحوذت عليهم المادة والتعلق بالدنيا والركون إليها.

هؤلاء هم اليهود قديمًا وحديثًا رتبوا معاشهم على أن الدنيا حق والآخرة وهم، قال تعالى فيهم: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) (فصلت: 50).

فقديمًا سجل لهم التاريخ صفحات مُزرية من الجبن والضعف والزلة من أن يدخلوا على العرب أرضهم المقدسة.

لقد كان اليهود جبناء وأضعف وأذل من أن يدخلوا على العرب أرضهم المقدسة، كان العرب وقتئذ جبابرة كما حكى القرآن الكريم عن قوم عاد، الذين قالوا عن Ãنفسهم: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) (فصلت:15)، وكذلك ثمود، قال تعالى: (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (الأعراف : 74).

ثم مات موسى وهارون عليهما السلام، وشاءت قدرة الله أن يدخل يوشع بن نون (فتى موسى الذي كان يحمل الغداء في قصة الخضر) الأرض المقدسة، ودخل معه اليهود واستوطنوا هذه الأرض، فهل اليهود بعدما سكنوا الأرض المقدسة كانوا قومًا صالحين أم تحولوا إلى مجرمين وتجبروا في الأرض؟

التاريخ يقول: (سرعان ما تحول اليهود إلى جبابرة، وأكثروا في الأرض الفساد، وبدا منهم ما لا يليق بشكر المنعم، بل وفعلوا كل ما يغضب الله عن عمد)، لقد كانوا يجادلون نبيهم موسى عليه السلام حتى Ýì أثناء خروجه بهم من مصر وإنقاذهم من فرعون وعمله، وكان موسى يرى أن فيهم انحرافًا واعوجاجًا غالب على الفطرة السليمة، لقد قالوا له وهم في مصر: (قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الأعراف: 129).

والملاحظ أن في جواب نبي الله موسى لهم اتهام غامض، كأنه يشعر بأن هؤلاء اليهود عندما يتولون الأمر ويسكنون الأرض سيكونون فراعنة بل أشد وأخبث، ولما لا وقد وصفهم نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام بأنهم (قوم غلاظ الرقبة)، ولذا لما تمكنوا سعوا يفسدون كما يشاءون وأطلقوا على أنفسهم شعب الله المختار، وباقي الأجناس بغال خلقت ليركبوها، (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ) (المائدة : 18).

وكانت اليهود تصف العرب الكنعانيين بأنهم كلاب كما جاء في كتابهم المقدس، ويقول التاريخ Åن اليهود مكثوا في الأرض المقدسة ما مكثوا من الزمان وازداد فسادهم وظلمهم وكثر بلاؤهم، فشاء المولى عز وجل أن يسلط عليهم من يجتث الأرض من تحت أقدامهم، ويزيل ملكهم ويضرب عليهم الذلة والمهانة ويسوقهم أمامه أسرى مكشوفين الإست والصدر كما جاء في أسفارهم، فجاء (بختنصر) سنة 586 ق.م

فقطع دابرهم من الأرض المقدسة وساقهم أسارى إلى بابل عاشوا بها عبيدًا أذلة ما يقرب من 50 سنة، ثم رجعوا إلى الأرض المقدسة في حكم (قورش) ملك الفرس سنة 538 ق.م، ومكثوا فيها فلما تجبروا وعثوا في الأرض الفساد جاءهم (بطليموس الأول) ملك مصر وأدبهم وأذلهم بعد عصيانهم له وساق منهم أكثر من مائة ألف أسير إلى مصر، ثم جاء عهد الرومان من سنة 63 ق.م حتى 70م فحكموا البلاد وعاش اليهود تحت رعايتهم بالأرض المقدسة.
فلما علوا في الأرض وتجبروا جاءهم الملك (تيطس)، وحاصرهم حتى أكلوا الجيف ودبيب الأرض، وهلك منهم خلق كثير، وفر منهم من بقى حيًا إلى الأقطار المجاورة كمصر وقبرص وجزيرة العرب، والقرآن حين يقص القصص لا يذكر التواريخ والأماكن وإنما يعنيه العبرة والعظة، والعبرة التي جاءت في أول سورة الإسراء تقول Åن الأمم تحكمها سنة كونية واحدة ولن تجد لسنة الله تحويلًا وهي: (أي أمة اختل أمرها وانتشر الفساد بين أفرادها احتلها الغرباء وأذاقهم أمر العذاب)، قال تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا) (الإسراء: 4-5).

وفعلاً احتلت الأرض المقدسة وسيق اليهود أسرى إلى بابل وضرب عليهم الذل والمهانة، ثم عفا عنهم فرجعوا إلى بيت المقدس فماذا صنعوا؟ قال الله تعالى: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ... وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (المائدة: 70-71).

ثم حدث الإفسادة الثانية فجاء الرومان واستولوا على بيت المقدس وهدموا الهيكل مرة أخرى وشتتوا اليهود، وبات بيت المقدس تحت إمرة الرومان، ثم جاءت البعثة المحمدية.

وعند هذا الحد نتوقف في استعراض نبذات مختصرة عن تاريخهم على أن نستكمل هذا التاريخ من البعثة النبوية حتى يومنا هذا.

ليتجلى أمام الجميع أهداف المشروع الصهيوني الذي قفز إلى مستوى أصبح ينذر بشرر محدق ويهدد عالمنا الإسلامي والعربي المعاصر.