مصر تواجه فخ سد النهضة الإثيوبى ببناء سد «شلاتين» فى الصحراء الشرقية
وخبراء: أكبر سد بالصحراء لتخزين 7 ملايين متر مكعب من مياه السيول
الدكتور سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية لـ«الزمان»:
السد يساهم بشكل كبير فى تنمية المنطقة وحمايتها من أخطار السيول ضمن مشروعات الحماية الكبرى بالبحر الأحمر
فى إطار حربها الباردة ضد استكمال بناء سد النهضة الإثيوبى، شرعت مصر خلال الفترة الأخيرة من خلال وزارة الرى فى عمل تصميمات لبناء إحدى السدود الجديدة بالصحراء الشرقية وبالتحديد فى منطقة شلاتين بارتفاع 12 مترًا وسعة تخزين 7 ملايين متر مكعب من مياه السيول والأمطار لتنمية المنطقة - على حد تعبير المسئولين– وهو ما يعكس خطوات مصر الجادة لتقليل المخاطر المترتبة على بناء سد النهضة الإثيوبى ومحاولة لتدبير حصة مصر من المياه التى ستقل بشكل ملحوظ بعد الانتهاء من ملء سد النهضة ودخوله فى الخدمة.
فى هذا السياق، أوضح الدكتور أسامة عبدالمجيد، أستاذ الموارد المائية، إن الفترة المقبلة ستشهد حربًا حقيقية على المياه وهذا من واقع تقارير فنية وحاولت إثيوبيا الفترة الماضية الاستفادة من عنصر الوقت فى استكمال السد مستغلة الأحداث السياسية التى مرت على مصر منذ 2011 وحتى الآن، ولكن على كل حال لم يعد البكاء على اللبن المسكوب يفيد، وهذا ما أدركته القيادة السياسية والنظام، فكان التحرك نحو بناء سد بالصحراء الشرقية خطوة طيبة فى توقيت قاتل وعلى أقل تقدير سوف يتم الانتهاء من هذا السد بنهاية عام 2018 لطبيعة المنطقة هناك.
وتابع عبدالمجيد: محافظة البحر الأحمر وهى المنطقة التى ستشهد بناء السد من المناطق التى يحدث بها سنويًا سيول فى حال تطويعها لخدمة تنمية المنطقة هناك والمناطق المحيطة سوف يقلل من حجم الخسائر المادية والبشرية ويساعد على دفع قاطرة التنمية بشكل عام، ولم يتم اختيار تلك المنطقة اعتباطًا ولكن تم بناءً على دراسات لخبراء بالموارد المائية.
من جانبه، أكد الدكتور سامح صقر، رئيس قطاع المياه الجوفية، بوزارة الرى، أن الوزارة تلقت قبل أسبوع تقريرًا من إدارة المياه الجوفية بالبحر الأحمر بشأن زيارة تم القيام بها إلى منطقة أبرق ووادى حوضين بشلاتين، تمهيدًا للبدء فى تنفيذ بناء السد طبقًا لما تم تحديده سابقًا مع معهد بحوث الموارد المائية، والذى يساهم بشكل كبير فى تنمية المنطقة وحمايتها من أخطار السيول، وتقليل المخاطر التى قد تنجم عنها، والاستفادة منها فى تجميع المياه للمجتمعات المحلية بمنطقة «وادى حوضين» الذى يعتبر من أكبر الأودية من حيث المساحة فى محافظة البحر الأحمر.
وتابع صقر: السعة التخزينية لبحيرة السد تقدر بنحو سبعة ملايين متر مكعب، ويبلغ ارتفاعه نحو 12 مترًا، وهو بذلك يعتبر من أكبر السدود التى يتم إنشاؤها فى الصحراء الشرقية من حيث الارتفاع وسعة التخزين، وتشرف الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة على تنفيذه، فى إطار البروتوكول الموقع بين وزارة الموارد المائية والرى والشركة لتنفيذ أعمال الحماية الكبرى بمحافظة البحر الأحمر، إلى جانب إنشاء بحيرتين للتخزين فى شلاتين بسعة 4 ملايين متر مكعب والتى تساهم هذه البحيرات فى استقرار التجمعات الرعوية بمنطقة عرب صالح بشلاتين وبالقرب من منطقة برميس.
واستطرد صقر: أعمال الحماية بمحافظة البحر الأحمر تضمنت 5 مناطق بإجمالى عدد 10 سدود و6 بحيرات صناعية و3 حواجز توجيه وتراب بتكلفة 380 مليون جنيه، وتشمل «2 سد و5 بحيرات صناعية بالغردقة – 2 بحيرة وحاجز ترابى وسد تخزين بحلايب وشلاتين – و4 سد بمنطقة الشيخ الشاذلى بمرسى علم – وحاجز توجيه بعرب صالح منطقة القصير- وعدد 2 بحيرة وحاجز ترابى وسد تخزين بمنطقة حلايب وشلاتين – وعدد 3 سدود بمنطقة رأس غارب».
على الجانب الآخر، أوضح اللواء محمد المنشاوى الخبير الأمنى، أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحركات على المستوى المحلى والدولى ستحمل رسائل إلى الخارج وبالتحديد إثيوبيا، ومفادها أن مصر قادرة على حماية أمنها المائى لأن الحرب المقبلة ستكون معركة على المياه وهى معركة وجود وبالتالى اتخاذ سلسلة من التدابير الاحترازية وعلى رأسها بناء السدود أمر غاية فى الأهمية.
وتابع المنشاوى: أرى فى تحركات الرئيس السيسى وزياراته دلالات وعبارات تحذر من الاقتراب من أمن المصريين.