مصر تبني منازل جديدة بدلا من العشوائيات الفقيرة المتداعية
يعتبر مجمع "تحيا مصر" الذي افتتح في الآونة الآخيرة عالما مختلفا عن العشوائيات الفقيرة الخطرة التي تخطط الحكومة لإعادة توطين سكانها.
ويبلغ عدد المناطق العشوائية "الخطرة وغير الآمنة" في مصر نحو 351 منطقة أغلبها في إقليم القاهرة الكبرى ويعيش فيها 850 ألف شخص تقريبا.
وقتل أكثر من 130 شخصا عندما انهارت صخرة جبلية فوق منازل بحي الدويقة الفقير عام 2008 وتكررت الانهيارات الصخرية لكن دون سقوط قتلى نظرا لإخلاء المنازل القريبة من هذه الصخور قبل سقوطها.
وقال مسؤول في وزارة الإسكان إن نقل السكان من الدويقة يمثل أولوية للحكومة.
وأضاف أسامة حسن نائب وكيل أول وزارة الإسكان "بالنسبة لساكني المنطقة هنا دي من المناطق العشوائية الخطرة. أول منطقة هي منطقة منشية ناصر.. كان 1200 أسرة من ساعة الصخرة إلي وقعت طبعاً بيوتهم كلها إتهدمت فطلعوا في إتجاه 6 أكتوبر. هما دول أولوية أولى جايين هنا هيسكنوا في المنطقة وبقية ال 11 (ألف) وحدة سكنية تبعية حتبئوا (سوف تكون) من المنطقة نفسها.. منشية ناصر."
ومن بين أوائل المستفيدين من خطة الحكومة ميار محمد.
وقالت ميار "و الله العظيم كنا عايشين عيشة صعبة صعبة صعبة ويمكن بالنسبة للرجالة مايعرفوش أي حاجة من العيشة إلي كنا عيشنها. أنا كنت بملا الميه (المياه) من مكان بعيد وبطلع مطلع.. مطلع جامد بالميه.. كنت تعبانة تعبانة بجد. بس هنا طبعاً يعني الحمد لله وأحلى حاجة هنا إن في أصلاً بؤ المية (رشفة ماء).. دي أحلى حاجة هنا."
وانهيار المباني أمر معتاد في القاهرة التي يقطنها نحو 20 مليون نسمة.
وهناك أزمة حادة في نقص المساكن بأسعار معقولة حيث يعتقد أن ما بين 1.5 مليون نسمة ومليوني نسمة يعيشون في المقابر في منطقة تعرف باسم مدينة الموتى.
وتعهد السيسي بإخلاء جميع المناطق العشوائية "الخطرة وغير الآمنة" ومنح سكانها وحدات سكنية جديدة على مدى ثلاث سنوات في مشروع طموح يتوقع أن تصل تكلفته إلى 14 مليار جنيه (1.58 مليار دولار).
وينقسم مشروع تحيا مصر المخصص بالكامل لسكان العشوائيات الخطرة إلى ثلاث مراحل واكتمل بناء المرحلتين الأولى والثانية في نحو 11 شهرا فقط وتضمن 12 ألف وحدة سكنية بتكلفة 1.5 مليار جنيه.
وستفتتح المرحلة الثالثة عام 2017 ليصل إجمالي عدد وحدات المشروع السكنية الجديدة إلى نحو 20 ألفا. وأسهم صندوق تحيا مصر الذي أسسه السيسي عام 2014 لدعم الاقتصاد في تمويل المشروع مع محافظة القاهرة وصندوق تطوير المناطق العشوائية.
ويتوقع أن يصل إجمالي عدد سكان المشروع إلى 100 ألف شخص بعد اكتماله.
وقال نجاد عبد النبي الاستشاري العام لمشروع مدينة تحيا مصر إن السكان سيدفعون أجرا رمزيا لتغطية تكاليف الصيانة وجمع النفايات.
وأوضح "الموضوع مش موضوع فلوس حيدفعوها.. ده مجرد حاجة رمزية بتغطي تكلفة الصيانة ونقل المخلفات علشان نحافظ على المستوى. خلي بالك إن إنت بترتقي بالبشر.. المشروع مش مجرد عمارات سكنية.. إنت بتعيد تأهيل بشر ظروفهم صعبة لكن هم من خيرة الناس في المجتمع. فإذاً الارتقاء بيهم يعني صيانة.. يعني الحفاظ على الشوارع.. يعني إن إنت تثقف وتنور وتعلم.. وإحنا عشان كدة عملنا لهم مركز تدريب. إنت عارف لما يكتمل المشروع ده إن شاء الله هيبقى في ما يقرب من ١٠٠ ألف نسمة ال ١٠٠ألف نسمة دول إحنا عملنلهم مركز تدريب راقي جداً لتدريب ولادهم على كافة المهن إلي ها يعوزها هذا المجتمع النامي الجديد. وبالتالي احنا بنخلق فرص عمل جديدة."
وفي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بإخلاء المناطق الخطرة فإنها تعمل على تطوير مناطق أخرى وتزويدها بالخدمات الأساسية ورصف الطرق.
وقال مدير مشروع تطوير العسال رامي مجاهد "البيوت اللي الأسقف بتوعها واقعة.. الحيطان كلها مكرشة وهتقع على الناس.. يقولك لأ.. هدوا البيت دة.. وطلعوا زي ما هو كحل مؤقت لحد مييجي دوركم في التطوير.. عقبال ما اخوتكم اللي في المناطق ذات الخطورة الداهمة نحل مشاكلهم. المنطقة هنا بتتعامل بالفكر دة. إحنا بس بنديهم حلول مسكّنة نضمن إن الصبح السقف ميقعش عليه.. لحد مييجي دوره في التطوير."
لكن الكثير من السكان أبدوا عدم رضاهم عن التطوير.
وقالت احدى سكان منطقة العسال "أنا موقفي إن أنا بيتي كان واقع أكثر من ٢٦ أو ٢٨ سنة. الناس دي جت نضفت لنا بيتنا وخلته حلو بس هو هو التطوير.. يعني حجرة بخمس أولاد ورجل ومراته سبعة.. معايا بنات والبيت في شباب.. بنتي تخش الحمام. أوام علشان أنا طالع.. طب دة ينفع؟ التطوير دة مش نافع معانا بصراحة."
وتأتي جهود الحكومة للقضاء على أسوأ الأحياء الفقيرة في وقت يواجه فيه السيسي ضغوطا متزايدة لإنعاش الاقتصاد وتجنب الاحتجاجات التي أطاحت برئيسين في السنوات الخمس الماضية.