مراد بدران: جعلونى «معاقًا».. وأحلامى فوق المستحيل
أطالب بوظيفة تكفل لى حياة.. ولينظر القانون إلىّ بعين الإنسان
«أكان يجب أن أموت أو أُقتل قتلًا رحيمًا حتى لا يعيش أمثالى عالة على المجتمع؟ أمن المخزى أن يبحث أمثالى عن وظيفة تكفل لى حياة بعد كل ما عانيته وكابدته فى حياتى؟».. كانت هذه كلمات مراد بدران، قالها بعد أن نظر فى وجهى نظرة وددت أن لو انشقت الأرض وابتلعتنى بعدها فلم أخرج للحياة مرة أخرى.
كلمات كان موطنها قلب مواطن لم يشعر يومًا بالإعاقة ولكن جعلته العقول الصدأة والخربة فى مجتمعنا معاقًا.
مراد بدران: «حصلت على الثانوية الأزهرية فى ظروف يعجز جسد بشرى عن تحملها، منحت من الله قوة لم أكن أعلم أن جسدى يتنفسها، تعرضت لحادث أدى لفقد ساقى كاملتين فضلًا عن بتر كامل لذراعى اليسرى، إلا أن الله أبى أن يستكين جسدى للاستسلام وعدم البحث عن سبل العمل والاجتهاد حتى وأنا فى ظروف قد يراها الناس كافية لتدمير مستقبلى.
بحثت عن فرص عمل ولم أكل أو أمل قوبلت من المجتمع بالسخرية تارة والاستهزاء تارة أخرى إلى أن تمت الموافقة على بناء كشك لى من قبل إحدى الجمعيات الخيرية، وعقب فترة ليست باليسيرة بعد أن بدأت أعتمد على الكشك كمصدر دخل كانت الصدمة بقرار من المجلس المحلى بإزالة الكشك لأنه مخالف دون النظر لاعتبار وجود معاق يتكسب منه.
وأضاف: كان بالإمكان التعامل مع الأمر من الجانب الإنسانى فى القانون إلا أن المسؤولين رفضوا الكلام البتة، معلقين أنهم ينفذون القانون، موضحًا أنه غير معترض على تنفيذ أحكام القانون، ولكن الطريقة نفسها التى طبق بها القانون يشوبها امتهان لمستقبل شاب يعانى من الإعاقة.
واستطرد بأن المجتمع لن يخسر كثيرًا لو منح معاقًا مثله وظيفة يستعين بها على احتياجاته، فاليأس أدعى للاقتراب من قلوب الضعاف أمثاله خاصة أن ما يعانيه لم يكن بما اكتسبته يداه ولكن إرادة الله تقرر المصائر.