هل نفوز في الحرب ضد السرطان؟
نشرت صحيفة نيوزويك الأمريكية تقريرا في اليوم العالمي للسرطان الذي يهدف إلى زيادة وعي الناس بالسرطان ، والحد من حالات الوفاة الناجمة عن السرطان بحلول عام 2020، وذلك تحت عنوان "هل سنفوز بالحرب ضد السرطان؟".
جاء فيه، إنه وفقًا لتقديرات الوكالة الدولية لبحوث السرطان، كان هناك 14.1 مليون حالة سرطان جديدة في عام 2012 في جميع أنحاء العالم، وبحلول عام 2030، من المتوقع أن ينمو العدد العالمي ليصل إلى 21.7 مليون حالة سرطان جديدة.
ولكن الأخبار ليست قاتمة؛ فطبقا للأرقام الأخيرة الصادرة عن الجمعية الأمريكية للسرطان فإن "عددا أقل من الأمريكيين يصابون بالسرطان وأكثرهم مازالواعلى قيد الحياة".
ويعود السبب في ذلك إلى التشريعات والموارد المالية المكرسة للكشف المبكرعن السرطان، بدلا من تحسين الأدوية نفسها.
وقال الدكتور أوتيس براولي، كبير الأطباء في الجمعية الأمريكية للسرطان: "إن انخفاض استهلاك السجائر يعد أهم عامل في انخفاض معدلات الوفيات بالسرطان".
كما يرجع الانخفاض في بعض حالات سرطان القولون إلى قيام الناس بفحص القولون بالمنظار، والذي يمكن أن يمنع السرطان من خلال إزالة الأورام الحميدة السابقة للتسرطن.
أما بالنسبة للانخفاض في عدد حالات سرطان البروستاتا، فإن ذلك يرجع إلى أن الآن يتم الكشف عن عدد أقل من الحالات من خلال اختبار PSA (فحص الدم الذي يستخدم للكشف عن سرطان البروستاتا) والذي لم يعد يستخدم بشكل روتيني بسبب ارتفاع معدلات الإفراط في التشخيص، وفقا للجمعية الأمريكية للسرطان.
كما ظلت الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي لعقود، من العلاجات الأكثرشيوعا، وعلى الرغم من سمعته كعلاج للسرطان، فإن العلاج الكيميائي يبلغ معدل نجاحه للبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر بقليل ب 2% لجميع أنواع السرطان، ولكنه يمكن أن يساهم أيضا في تكرار السرطان عن طريق جعل الخلايا السرطانية أكثر قدرة على الصمود، وعلاوة على ذلك، فإن مكاسب البقاء على قيد الحياة لأشكال السرطان الأكثر شيوعا لا تزال تقاس بأشهر إضافية من الحياة، وليس لسنوات.
وبعد مرور أكثر من 40 عاما على إعلان الحرب على السرطان، أنفقت المليارات إذ أنفق المعهد الوطني للسرطان حوالي 90 بليون دولار على البحوث والعلاج.
كما خصصت نحو 260 منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة ميزانيات أعلى من 2.2 مليار دولارللسرطان وهي أكثر من الميزانيات المخصصة لأمراض القلب والإيدز ومرض الزهايمر والسكتة الدماغية .
وتظهر أبحاث الراحل ميركو بيلجانسكي ، من أول علماء الأحياء الجزيئية الخضراء، أن السرطان يمكن معالجته بطرق جديدة وغير سامة، وذلك بفضل الجزيئات الطبيعية القادرة على استهداف الخلايا السرطانية بشكل انتقائي.
فمنذ عام 1999، قامت مؤسسة بيلجانسكي، وهي منظمة غير ربحية مقرها مدينة نيويورك، برعاية البحوث المتعلقة بالخصائص المضادة للسرطان للمستخلصات التي اكتشفها الدكتور بيلجانسكي.
ومن خلال تغيير قوانين براءات الاختراع التي تجبر الشركات الطبية على ابتكار أدوية جديدة من صنع الإنسان من أجل التمكن من الحصول على براءات الاختراع وكسب المال،عن طريق تغيير طريقة منح المنح العلمية، وإنشاء نظام صحي يركز على المريض ويكون محوره الصحة بدلا من نظام صحي يرتكز على المرض، كما يمكن للحكومة أن تبتكر طريقة جديدة للنظر في أدوية السرطان لتقربنا أكثر من أي وقت مضى من الفوز في الحرب ضد السرطان.
والخبر السارهو أن الكثيرمن الأطباء يرفض أن يتحول في خمس دقائق لصيدلي يوزع وصفات طبية، وهم يدركون أن الطب هوانضباط شامل؛ فهم يقدرون التغذية وعلم النفس والطب البيئي كجزء من ممارساتهم الطبية.
وفي الوقت نفسه، أصبح المرضى أكثرتعليما، ويسعون إلى حلول شخصية جديدة لتحل محل النهج القديم في الطب، وتظهر الإحصاءات أنه بينما نعيش في عالم أكثرسمّية على نحو متزايد، فإن الكثيرمن الأفراد يواجهون السرطان بشجاعة ودون هوادة للفوز عليه.