تحركات نسائية لإنشاء نقابة جديدة لـ«العاملات بالمنازل»
توفير مظلة حماية اجتماعية وتأمينية للأعضاء.. مواجهة احتكار مكاتب التوظيف.. والقضاء على ظاهرة «عاملات السخرة»
المؤسسون: نهتم بكافة الأنشطة دون السياسة ونعمل على توفير كافة المساعدات اللازمة للأعضاء
جمعنا توكيلات من العاملات على مستوى الجمهورية.. والتنسيق مع مستشارين قانونيين لإنهاء الأوراق
لسنوات طويلة تعرضت «عاملات المنازل» لكل ألوان الابتزاز والإهانة، من إهدار حقوق وصولا إلى الإيذاء الجسدى، وهو ما عزز بظهور فكرة تدشين نقابة عامة للعاملات بالمنازل وذلك للدفاع عن حقوقهن وتوفير مظلة حماية اجتماعية وتأمينية وقانونية أيضا، ولكن باءت المحاولات بالفشل، وذلك لعدم قدرة القائمين عليها توفير تمويل كافٍ لإنشاء النقابة، ولكن فى ظل استمرار المعاناة للعاملات بالمنازل ظهرت الفكرة من جديد.
وعلمت «الزمان» تفاصيل عن تحرك عدد من عاملات المنازل خلال الأيام القليلة الماضية للبدء فى إجراءات إشهار نقابة جديدة لهم بعد أن تم التواصل مع أعداد كبيرة على مستوى الجمهورية، ولاقت الفكرة استحسان الكثيرين ممن أبدوا موافقتهم على الانخراط فى النقابة الجديدة شرط أن تكون داعمة لهم توفر تأمينات اجتماعية فى حالة العجز أو الوفاة.
وأوضحت محاسن إبراهيم إحدى مؤسسات النقابة الجديدة، قائلة: جاءت إلينا الفكرة لتدشين نقابة العاملات بالمنازل حينما لاحظنا انتشارا كبيرا لحوادث الضرب والوفاة لعاملات المنازل، ولا يدافع عنا أحد سوى بعض الأخبار بالصحف والمواقع، وما هى إلا ساعات وينشغل الرأى العام فى قضية أخرى، هذا إلى جانب استغلال مكاتب تشغيل العاملات وتسخيرهن والحصول أحيانا على نصف الأجر وذلك فى مواسم غير العمل، والكثيرات يضطررن للقيام بذلك لتوفير لقمة العيش الحلال لأبنائهن، ناهيك عن حالات الطلاق الواسعة بين العاملات ويكن فى حاجة لمن يوجههن ويرشدهن وينهى لهن بعض الأوراق، ومن هنا جاءت الفكرة بتدشين النقابة العامة للعاملات بالمنازل.
وتابعت: تواصلنا فى البداية مع قدامى العاملات بالمنازل على مستوى الجمهورية لاستطلاع رأيهن ولاقت الفكرة قبولا واسعا منهن، واتفقنا مع محامٍ على إنهاء الأوراق وتوفير كافة التوكيلات والأوراق المطلوبة لإنشاء النقابة، والتى ستتخذ من القاهرة مركزا رئيسيا ونقابات فرعية تتبع النقابة الأم بالمحافظات، والمكاتب الفرعية ستكون وسيلة آمنة لتوفير عمل للعاملات طوال العام ودون استغلال أو أية أعمال أخرى مثلما تفعل مكاتب تشغيل العاملات.
وتلتقط سامية حمدى إحدى المؤسسات، طرف الحديث، قائلة: مكاتب التشغيل تحارب الفكرة وقامت بهدم الكيانات التى ظهرت من قبل وذلك حتى تكون متصدرة للمشهد طوال العام خاصة أن بعضها يستغل العاملات فى أعمال منافية للآداب، وهى ممارسات نرفضها جميعا.
وتابعت: سيكون الاشتراك فى النقابة بموجب مبلغ شهرى يتم دفعه لخزينة النقابة أو سنوى تيسيرا على العاملات، ويتم توجيه هذا المبلغ لتوفير تأمينات اجتماعية وصحية للعاملات، كما سيتم استخدام مبالغ الاشتراكات فى تسديد أموال الغارمات ورعاية أبنائهن.
وعن الصعاب التى واجهت مؤسسى النقابة، أكدت سامية أن البحث عن تمويل كان أصعب مرحلة وسيتم توفيره من خلال أموال الاشتراكات للأعضاء، وفى المقابل كانت مكاتب التوظيف تحارب الفكرة وتحاول إفشالها بدعوى أن النقابة ستعمل بالسياسة والانتخابات وهذا عارٍ من الصحة، فالهدف اجتماعى لرفع المعاناة عن العاملات ولسنا طريقا للعمل السياسى، ولن نعمل بها لأن الغالبية العظمى بالأساس لا يهتم بها.
فيما أشارت نادية حسن إحدى المؤسسات، أن النقابة ستعمل أيضا على محو أمية العاملات بالمنازل ورفع الوعى الوطنى لديهن والوقوف إلى جوار الدولة ومساندتها، وذلك من خلال ندوات تثقيفية سنقوم بتنظيمها على فترات وفى مختلف المحافظات.
وعن شروط الانضمام للنقابة، توضح نادية أن جميع العاملات بالمنازل بمختلف مراحلهن العمرية لهن حق الانضمام بالنقابة الجديدة، إذ يتم إجراء اختبارات للعضوات لتحديد مستوى كل واحدة ومن ثم يتم منحها تصريح بمزاولة المهنة وكارنيه بعضوية النقابة، إلى جانب استمارة يتم ملؤها مرة واحدة قبل الانضمام بالحالة الاجتماعية والسن وعدد الأبناء.