الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«القاصرات» سلعة شركات التسويق لتحقيق الأرباح

استغلال الفتيات فى أعمال الدعارة.. الطريق الأسهل لجنى الأموال

إغراءات مالية تقدمها الشركات لحث الفتيات على الهروب من أسرهم

«الاستثمار العقارى» و«السياحة» على رأس القائمة.. وجميعها شركات غير مرخصة وتمارس أعمالها من الباطن لصالح كيانات كبرى

المستشار أسامة الرخ: جريمة أخلاقية يعاقب عليها القانون وتغيير تركيبة المجتمع سبب رئيسى

فى الخامس عشر من يوليو قررت «فاطمة» صاحبة الـ17 عاما الخروج من منزل والدتها التى تعيش منفصلة عن زوجها منذ 10 سنوات، استجابت للضغوط والإغراءات المالية التى قدمتها واحدة من شركات «الاستثمار العقارى» على أمل أن تصبح واحدة من سيدات المجتمع المرموقة من وراء العمولات والسمسرة التى ستحصل عليها نتيجة عمليات البيع، ولم تكن تعلم ووالدتها أن تلك التجربة ستكون بداية الهلاك وتهديد سمعتها.

«90% من المندوبات دون سن العشرين وبعضهن بالثانوية العامة وأخريات بالإعدادية».. بتلك الكلمات بدأت والدة فاطمة بقص معاناة ابنتها مع شركة تعمل فى مجال الاستثمار العقارى، قائلة لـ«الزمان» إن ابنتى بالثانوية العامة وبسبب الاختراع الملعون والذى يسمى فيسبوك تواصل أحد الأشخاص مع ابنتى بعد أن أعجب بجمالها الذى يعترف به الجميع، وعرض عليها العمل داخل شركته وهى تسويق العقارات لصالح الغير، ورغم عدم درايتها بأى شيء فى مجال البيع والشراء تم قبولها بالشركة براتب 2000 جنيه شهريًا إلى جانب العمولات وتم تدريبها على مثل تلك المسائل من بيع وشراء لمدة أسبوعين على يد فتيات وشباب يعملون بنفس الشركة.

وتابعت: «خلال تلك الفترة تغيرت سلوكيات ابنتى للأسوأ من ناحية التغيب عن المنزل باليوم والاثنين ووجود رائحة سجائر تخرج من فمها، وعرفت فيما بعد أن الشركة تطلب من الفتيات العاملات لديها تدخين السجائر مع العملاء لترغيبهم فى شراء الوحدة السكنية التى تعرضنها عليهم».

ولفتت والدة فاطمة إلى أن «حديثها عن المال يرعبنى وقبل أيام قليلة طلبت منها الاعتذار لأصحاب الشركة، وذلك لأنها على أبواب الثانوية العامة، فوجدت إجابة صادمة من ابنتى وهى عدم رغبتها فى الاستمرار بالتعليم من الأساس فمثل مهنتها تحتاج إلى مهارات جميعها لا ترتبط بالتعليم ومستواه، وبناءً عليه قررت مغادرة المنزل فتواصلت مع أصحاب الشركة أستغيث بهم فكانت إجابتهم أن ابنتك بائعة ماهرة ولن يتركوها، وسوف يساعدوها للاستقلال بنفسها عن عائلتها، فلم أستطع تحرير محضر حتى الآن ضد الشركة لأن ابنتى ذهبت معهم إلى قسم الشرطة واعترفت بأنها تعمل معهم رغبة منها وأنهم لا يجبرونها على شيء وذلك بسبب الإغراءات المالية».

وعن تخوف والدة فاطمة من تلك الشركة، أجابت: «ثلاث فتيات فقدن عذريتهن بسبب تلك الشركة والتى تعمل فى منطقة العجوزة ومعروفة للجميع وهناك محاضر من أولياء أمور ضد الشركة، إذ تقدم الشركة الفتيات للعملاء على سبيل الهدية فوق البيعة بسبب حالة الكساد التى يعانى منها السوق منذ فترة».

واقع مرير تعيشه والدة ابتسام والتى تسبب جمالها الربانى فى خلق أزمة لوالدتها التى تخفى عن أقارب زوجها المتوفى خبر انسياق ابنتها الوحيدة وراء شركات التسويق التى استغلت جمالها فى جذب الزبائن وتقديمها للعرب الباحثين عن وحدات سكنية للإيجار.

أم ابتسام، تروى تفاصيل المعاناة، قائلة: «جارنا يعمل بشركة للتسويق العقارى كعامل بوفية، ويعلم ظروفنا الصعبة وعدم قدرتنا على توفير احتياجاتنا الأساسية وهو ما دفعه للتواصل مع مسئولى الشركة لتوفير فرصة عمل لى وبالفعل ذهبت ومعى ابنتى البالغة من العمر 16 عاما وبدلا من توظيفى طلبوا توظيف ابنتى مقابل 3 آلاف جنيه شهريًا وهو رقم دفعنى للشك فى أمر الشركة فهى فتاة قاصر ليس لديها أية خبرات، وقد لاحظت أن أغلب الفتيات العاملات بالشركة قاصرات، وبعضهن يدخن السجائر ويرتدين ملابس أشبه بالعارية وكأنها شركة لتسهيل أعمال الدعارة».

وتابعت أم ابتسام: «غادرت الشركة ولم أوافق ولكنهم لم يتركوا ابنتى وشأنها ولاحقوها فى كل مكان ومارسوا عليها كل أنواع الضغط حتى وافقت على العمل ولكن دون علمى، وأخبرتنى أنها تعمل بائعة بمحل ملابس من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، وبدأت فى العمل معهم وتغيرت سلوكياتها فلم تعد الفتاة التى ربتها على الأخلاق الحميدة، وكانت تأتى فى أوقات متأخرة وتخرج من المنزل مبكرًا»، وتابعت: «أخبرنى جارنا بأن ابنتى تعمل بتلك الشركة فحاولت منعها من الذهاب للعمل لمدة أسبوع حتى زارنى مدير الشركة وحاول إقناعى وقام بتسليمى ظرفا به 10 آلاف جنيه للسماح لابنتى بالذهاب معه للعمل، وهنا تأكدت أن ابنتى تقوم بأعمال غير التسويق، فأخذتها إلى عيادة طبيب للاطمئنان على عذريتها، وبدأت المشاكل بينى وبين ابنتى ابتسام فى هذا اليوم حاولت الهروب من المنزل أكثر من مرة للعمل بالشركة مرة أخرى».

«وليد.ش» موظف حسابات سابق بشركة تسويق توظف فتيات قاصرات، يوضح لـ«الزمان»، كواليس الموضوع، قائلا إن بعض شركات التسويق العقارى والسياحة تحت ضغط الكساد الذى يعانى منه السوق اخترعوا وسيلة جديدة أشبه بأعمال الدعارة ولكنها لم تصل لهذا المستوى، إذ تقوم تلك الشركات وهى غير مرخصة بالمناسبة، بتوظيف فتيات فى سن الثانوية العامة والجامعة شرط أن لا يزيد السن عن 25 عاما، ووظيفتها إقناع العميل بشراء الوحدة السكنية مستغلين جمال بعض الفتيات فى إقناع الزبائن ولا يوجد مانع من مصاحبة الفتاة للعميل بنزهة خارج الشركة لإقناعه بكل السبل شرط ألا تتورط معه فى علاقة غير مشروعة، وقبل العمل توقع الشركة كشفا طبيا على الفتيات وعن طريق دفع مبلغ رشوة للطبيب يتم إثبات أن الفتاة ليست عذراء تجنبًا لحدوث شيء ما للفتاة أثناء العمل بالشركة، وهو إجراء لحماية الشركة وصاحبها.

وتابع أن أغلب تلك الشركات غير مرخصة، وتعمل بالباطن مع مقاولين كبار وشركات الاستثمار العقارى، ولأن الشركات المرخصة لن تستطيع التورط فى تلك الأعمال تستعين بشركات صغيرة فى مناطق العجوزة والدقى والمنيب و6 أكتوبر والتى تقوم بتوظيف الفتيات القاصرات، وإلى جانب التسويق العقارى هناك شركات للسياحة تستعين بالفتيات فى موسم المصايف.

من جانبه كشف المستشار أسامة الرخ المحامى بالنقض، أن الفتيات اللاتى يعملن طواعية وبرغبة منهن بتلك الشركات لا يستطيع أهاليهن إجبارهن على شيء قانونًا فهى حالة مشابه لحالة الفتاة التى تهرب من حبيبها، ولكن استغلالها فى أعمال منافية للآداب حتى لو كان برغبة منها فهنا جريمة يعاقب عليها القانون وجريمة كبيرة تستوجب معاقبة كل من اشترك بها سواء بتسهيل العمل أو بتضليل ولى الأمر.

وتابع الرخ: نصت المادة 288 فقرة 1 من قانون العقوبات على «كل من خطف بالتحايل أو الإكراه طفلا لم يبلغ 16 سنة كاملة بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن المشدد»، كما نصت المادة 289 فقرة 2 على «كل من خطف من غير تحيل ولا إكراه طفلا لم يبلغ 16 سنة كاملة بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن من 3 إلى عشر سنوات، فإذا كان المخطوف أنثى فتكون العقوبة السجن المشدد، ويحكم على فاعل جناية خطف أنثى بالسجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوفة».

click here click here click here nawy nawy nawy