«سبوبة» الدفاع عن المرأة تدمر البيوت المصرية
جمعيات غير مسجلة تعقد دورات تدريبية للمتزوجات.. ومحاولات لتحريضهن على الطلاق
ضحايا الجمعيات لـ«الزمان»: جميع المدربات من المطلقات.. ونادمون على الالتحاق بتلك الدورات
الشيخ محمد عبدالكريم: الرجوع إلى الدين والتمسك بتعاليم المصطفى أفضل 100 مرة من تلك الجمعيات
احتلت مصر المرتبه الأولى عالميًا فى نسبه الطلاق بمعدل 250 حالة كل ساعة وبإجمالى 4 ملايين مطلقة حتى الآن، وتعددت الأسباب وراء حالات الطلاق ما بين اجتماعية واقتصادية، ومؤخرًا زاحم تلك الأسباب التى اعتدنا عليها سبب جديد للطلاق وهو محاولات بعض المطلقات إفساد حياة الزوجات عن طريق نصائح بمثابة «السم فى العسل»، يكون ظاهرها النصح وباطنها خراب البيوت العامرة، وحتى يكون الأمر منظما افتتح البعض منهن جمعيات ترفع شعار «التنمية البشرية» وداخلها يتم تدريس مناهج لا علاقة لها بالعلم وهى أشبه بدورات الجاسوسية، إذ يتم نصح السيدات بضرورة التفتيش فى هواتف الأزواج والرسائل الواردة إليهم عبر «الواتس آب وفيسبوك»، لمعرفة إن كان خائنا أم لا، وتعليمهن كيفية مراقبة الزوج واستعادة الرسائل والصورة الممسوحة، ليس هذا فقط بل تدشين مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى يتم من خلالها عرض صور الأزواج على العضوات لمعرفة إن كان الزوج على علاقة بإحداهن أم لا، وهو ما أكدته الضحايا اللاتى تواصلت «الزمان» معهن لمعرفة تجاربهن مع تلك الجمعيات النسوية التى تسببت فى رفع معدل الطلاق تحت مسمى «الدفاع عن حقوق المرأة».
«كنت أعيش حياة هادئة حتى تعرفت على عالم الفيمنست».. هكذا عبرت «ولاء.ح» 34 عاما عن تجربتها المريرة بعدما خسرت زوجها بسبب الدورات التى حضرتها مع إحدى صديقاتها المطلقة قبل عامين، وتروى تجربتها قائلة: لم أتخيل أن حياتى سوف تتبدل إلى الأسوأ، فهى لم تكن على ما يرام قبل ذلك، ولكن على الأقل كنت ألقى اهتماما ورعاية لأبنائى أفضل من الحالة التى يعيشون فيها حاليا بعدما قرر زوجى الانتقام منى لقيامى بخلعه، خاصة أن مبلغ النفقة لا يكفينى.
وتابعت: كانت البداية مع انضمامى لإحدى المجموعات المغلقة على «واتس آب»، ويضم آلاف السيدات ما بين مطلقات وأخرى متزوجات وتحكى كل واحدة تجربتها، وللأسف يتم تسميم عقول المتزوجات بأفكار عن الخيانة الزوجية وتعدد العلاقات النسائية فى حياة الزوج وضرورة اكتشاف إن كان الزوج خائنا أم لا، وللتأكد من الأمر كنا نعرض صور أزواجنا على الجروب لمعرفة إن كان على علاقة بإحداهن أم لا، وبعض الأزواج تم كشف خيانتهم لزوجاتهم من خلال ذلك الجروب.
واستكملت: كانت المسئولة عن المجموعة إحدى المدافعات عن حقوق المرأة ودعتنى لحضور دورة تدريبية عن التنمية البشرية، وذلك بمقر الجمعية فى شارع التسعين بالتجمع، ولم تكن جمعية مشهرة وهو ما عملته فى وقت متأخر، وهناك كانت أغلب المحاضرات من المطلقات يبدأن بإلقاء محاضرة عن تجاربهن السابقة وغيرها من الحكايات التى تجعل الزوجة متمردة على حياة زوجها، وبعض المحاضرات كان يتم تعليم الزوجة كيفية اكتشاف خيانة زوجها، وهذا ما حدث معى حيث استمررت فى مراقبة زوجى مثلما تعلمت داخل الجمعية لمدة 4 أشهر وفى النهاية اكتشفت اتصالات بينه وبين خطيبته القديمة، وهنا طلبت الطلاق ورفض فلجأت إلى الخلع عن طريق محامى الجمعية التى تعلمت داخلها كيفية مراقبة زوجى، وبعد الطلاق ندمت على هذه الأمور وقلت فى نفسى إنه لو عاد بى الزمن لما كنت فعلت هذا الأمر.
تجربة أخرى لسيدة فى نهاية العقد الثانى من عمرها، لم يستمر زواجها سوى أشهر قليلة قبل أن تنفصل عن زوجها الذى استمرت علاقة الحب بينهما طوال فترة الجامعة، وذلك بسبب تلك الجمعيات، إذ تروى «نهلة.ك» 29 عاما تجربتها لـ«الزمان»، قائلة: تستغل تلك السيدات المتطوعات داخل جمعيات حقوق المرأة غير المسجلة والتى تتعمد التنغيص على حياة الزوجات الهادئة وللأسف تجد استجابة من تلك السيدات بشكل سريع، وتستغل نقاط الضعف لدى الرجل وأغلبها تكون مرتبطة بظروفه الاقتصادية وغلاء المعيشة ومطالبة الزوجة بأن تطالب بحقوقها فى الفسح واللبس وتغيير الذهب والحصول على هدايا بسبب ودون سبب، وهى أمور تؤدى بالنهاية إلى تحميل أعباء مالية على الزوج.
وتابعت نهلة: المقارنات بين زوج وآخر هى بداية خراب البيوت العامرة، فداخل تلك الجمعيات وجدت السيدة المتزوجة من رجل أعمال والذى يغرقها بالهدايا وأخرى تشتكى من قلة حيلة زوجها وبالطبع تستغل المحاضرة وفى الغالب تكون إحدى الفيمنست وتقوم بعمل مقارنة وتنغص على الزوجة قليلة الحيلة حياتها وبدلا من أن تنصحها بالوقوف إلى جوار زوجها تنصحها بأن الحياة اختيارات ولا بد أن تختار قبل فوات الأوان، ورأيت بعينى زوجات فى سن الأربعين وأخريات فى الخمسين وقررن أن ينفصلن عن أزواجهن، وهو ما أقدمت عليه، وهناك محاولات لإعادة الأمور إلى طبيعتها بينى وبين زوجى.
من جانبها، أكدت الدكتورة ثناء البسيونى استشارى العلاقات الأسرية، أن مثل تلك الجمعيات عبارة عن خليط ما بين مطلقات ومعقدات نفسيًا وأخريات يدعين دفاعهن عن المرأة، وأقول لهن إن المرأة المعيلة والأرملة والمطلقة فى أشد الحاجة لجهودكن أما المتزوجة فأرجو منكن الابتعاد عنهن لأنهن ليس فى حاجة إلى نصيحتكن، وللأسف البعض من هؤلاء نجحن فى الوصول إلى الإعلام وأصبح لديهن برامج ومتابعات، ومهمتهن خراب البيوت العامرة، ونصيحتى لكل متزوجة ألا تبحث وراء زوجها طالما كان مخلصا ومحبا لزوجته وعائلته، لأن تلك الأمور تفتح الباب للطلاق، خاصة أن مصر احتلت المرتبة الأولى بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وبرامج الشات.
وأوضح الشيخ محمد عبدالكريم إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن وجود جمعيات تحرض على الطلاق أمر غير مقبول شرعًا وقانونًا ولا بد من تحرك رسمى لوقف مثل تلك الجمعيات والبرامج التى تطل علينا يوميًا وتحرض الزوجات على الطلاق تحت مسميات مختلفة حتى أصبح الأمر موضة تتسابق فيه النساء، وأدعو السيدات اللاتى يحرضن على مثل تلك الأمور أن يرجعن إلى صحيح الدين والشريعة وسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وسوف يجدن أن الرسول أحب نساءه وأوصانا فى النساء خيرًا وكان أعظم الخلق فى معاملة السيدات، وفى ذلك مئات بل آلاف المواقف، ولو اتبعنا سنته لن نكون فى حاجة إلى مثل تلك النصائح التى تكون بمثابة السم فى العسل، وأقول لهؤلاء السيدات اتقين الله فيما تفعلن ولا تحرضن النساء على الطلاق.