حرب تدوير القمامة تشعل البحيرة
نائب يقود 1200 شاب لتنظيف المحافظة.. وانطلاق مصنع حوش عيسى.. و«البيروقراطية» تمنع استلام المصنع
الشباب لـ«الزمان»: المشروع يحقق أرباحًا سنوية بـ12 مليون جنيه.. وبعضنا فكر فى الهجرة غير الشرعية
عُرفت محافظة البحيرة فى وقت سابق بأنها على رأس المحافظات التى تسهل للشباب الهجرة غير الشرعية إلى الخارج وذلك لطبيعتها الجغرافية، إذ استخدمها سماسرة الهجرة كمنصة لإرسال شباب مصر إلى مثواهم الأخير، وبينما يفكر بعض الشباب فى الهجرة بشكل غير شرعى.
بدأ النائب محمد الحناوى عن دائرة إيتاى البارود وشبراخيت يفكر فى مشروع يوفر للشباب مصدر دخلا ثابتا بشكل شهرى وآخر سنوى عبارة عن حوافز يستطيع استغلالها فى شراء ما يريد وهو تقريبًا نفس المبلغ الذى سيحصل عليه فى حالة النجاة من عبور البحر، وكانت الفكرة تدور حول جمع القمامة وتنظيف الشوارع وتجميعها داخل مصنع «حوش عيسى» المملوك للدولة والذى تم طرحه فى مزاد علنى، ليتولى هؤلاء الشباب تدوير القمامة داخل المصنع لتعود الفائدة على الدولة فى أن تتخلص من القمامة وتعود مرة أخرى على الشباب، والذى استغل طاقته فى عمل شيء مفيد لبلده ومن ثم نقل الفكرة إلى محافظات أخرى، لكن يبدو أن البيروقراطية «الروتين الحكومى» كان لها رأى آخر، بعدما قررت محافظ البحيرة السابق نادية عبده وقف المراكب العائمة ومحاربة الشباب فى مشروعهم، إذ رفضت تسليم المصنع للشباب رغم إرساء المزاد العلنى على شركة «المصريون قادمون» والتى أسسوها بالتنسيق مع النائب محمد الحناوى والذى تولى زمام المبادرة.
وأكد النائب محمد الحناوى لـ«الزمان»، أن الرئيس السيسى أول من اهتم بالشباب ودعاهم فى مؤتمرات للاستماع إليهم، وهو ما دفعنى للسؤال: لماذا لا نستمع نحن كنواب إليهم ونساعدهم بأفكار مشروعات قومية توفر لهم مصدر دخل بعيدًا عن الوظيفة الحكومية التى ينتظرها الملايين؟ ومن هنا جاءت فكرة تدشين شركة «المصريون قادمون» كشركة مساهمة مصرية مكونة من 14 محورا وتوظف 4 آلاف شاب من أبناء البحيرة.
ولفت إلى أن الشركة تعمل فى مجالات الإنتاج الزراعى والحيوانى والتصدير والاستيراد وتدوير القمامة، وقبل عامين دخلنا فى مزاد علنى للحصول على مصنع «حوش عيسى» وكانت تلك التجربة الأولى لاختبار رغبة الشباب فى العمل وتنظيف البلد، ورأيت شبابا وفتيات تحطم أحلامهم بسبب الروتين الحكومى وعناد محافظ البحيرة السابق نادية عبده، وذلك بعد أن رفضت تشكيل لجنة فنية لتسليمنا المصنع، وحتى بعد تدخل رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل شخصيًا، وتم تشكيل لجنة فنية ولم تستكمل عملها وادعت على بعض الشباب بالظلم أنهم تعدوا على معدات المصنع وهو أمر لا يقبله عقل ولا منطق، فكيف أعتدى على شيء حصلت عليه بمزاد علنى؟!
وتابع الحناوى: دفعنا 2 مليون و50 ألف جنيه ولم نستلم المصنع ولا يزال الشباب حتى الآن فى وضع الاستعداد لتنظيف محافظة البحيرة من القمامة، وحتى نكون مثالا لكافة الشباب على مستوى الجمهورية ممن يرغب فى عمل مشروعات قومية تخدم الدولة وتعود عليهم بالنفع، فمثل هذا المشروع المعطل حتى الآن سيحقق 12 مليون جنيه أرباحا سنوية سيتم توزيعها على الشباب المساهمين بشركة «المصريون قادمون» إلى جانب رواتب شهرية ثابتة تصرف لهم.
فيما استنكر عدد من شباب مشروع تدوير القمامة، تعنت المحافظ السابق للبحيرة نادية عبده ورغبتها فى محاربة الشباب بالمشروع القومى الذى سيخدم أكبر مركزين على مستوى البحيرة، ويقول أيمن محمد، أحد الشباب المساهم بالمشروع، إن أحد أصدقائه عرض عليه الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا وكادت الفكرة أن تدخل حيز التنفيذ إلى حين ظهر مشروع تدوير القمامة وأصبح حلم امتلاك مشروع لتدوير القمامة حقيقة، وذلك بعد مساندة النائب محمد الحناوى للشباب بالمشروع سواء بالفكرة أو التمويل، وهنا قررت أن أغير وجهتى لأكون جزءا من المشروع الجديد، ولكن سرعان ما تبدد الحلم مرة أخرى، وهو ما يدفعنى و1200 شاب معى إلى الاستغاثة برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، لحماية حلم الشباب ومطالبة المحافظ الجديد اللواء هشام أمنة بتسليم المصنع.
ويتفق معه، عدد من الشباب المساهمين بالمشروع، إذ أوضح محمد محمود أن حلم تدوير القمامة يراودهم منذ إعلان النائب تبنيه المشروع، والمتابع الجيد للمشهد داخل البحيرة سيلاحظ تحول القمامة إلى ظاهرة انتشرت فى أرجاء المحافظة وامتلأت الشوارع بها حتى أصبحت تلالا، مستكملا: نحن لا نطالب الدولة بوظيفة حكومية ولكن نطالبها بتسليمنا مصنع حوش عيسى حتى نبدأ العمل فيه.