القوات المسلحة من دحر الإرهاب للتنمية وتحقيق الرخاء

القوات المسلحة من دحر الإرهاب للتنمية وتحقيق الرخاء

«الجوفة النوذجية» أرض عالمية على الأراضى السيناوية

خبراء: البتروكيماويات مستقبل منطقة وسط أرض الفيروز

أحمد سعيد – أحمد سمير

تواصل القوات المسلحة جهودها لتنمية شمال سيناء رافعة شعار "يد تبني وأخرى تحمل السلاح" لحماية المواطنين ومحاربة الإرهابيين والمتطرفين، فمنذ أن أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى مساعدة للمشروعات القومية والإستراتيجية المهندس إبراهيم محلب بتشكيل لجنة تطرح أراضى لمشروع تنمية شمال سيناء، والجميع يسعى جاهدًا لأن يعيد أرض الفيروز إلى جمالها وأمنها واستقرارها.

وصدر مؤخرا البيان الـ29 للعملية الشاملة «سيناء 2018» ليوضح أن قواتنا المسلحة لا زالت تعمل ليل نهار على اجتثاث الإرهاب من جذوره خاصة فى سيناء، فقد نحجت فى تدمير عربتين محملتين بكميات من الأسلحة والذخائر، بعد توافر معلومات استخباراتية تفيد بمحاولة اختراقها للحدود الإستراتيجية الغربية  .

وبين البيان أنه تم القضاء على 8 تكفيريين خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات أثناء عمليات التمشيط والمداهمة، وضبط عدد من الأسلحة والذخائر بوسط وشمال سيناء، والقبض على 64 فردا من المطلوبين جنائيًا والمشتبه بهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم .

كما تم ضبط كميات من الذخائر والملابس العسكرية والمبالغ المالية وأجهزة اتصال لاسلكية وجهاز لاب توب وكاميرا تصوير وجراكن تحتوى على مواد متفجرة بوسط سيناء، وغيرها من النجاحات التى حققها خير أجناد الأرض على أرض سيناء.

الجوفة النموذجية على أرض الواقع

لا تبتعد الجهود التنموية عن خطة الحرب على الإرهاب، إذ خصصت الحكومة لتعمير سيناء 1.619 مليار جنيه، تُمول الخزانة العامة منها نسبة 95% بواقع 1.531 مليار جنيه فى العام المالى «2018/2019»، يتم توزيعها على عدد من البرامج تخدم شتى المجالات، فى مقدمتها البدء فى إنشاء مدينة رفح الجديدة، وإنشاء 936 وحدة إسكان اجتماع واستكمال منازل بدوية وخدماتها برمانة والحسنة ونخل وبئر العبد.

وتكللت خطة التعمير مؤخرا بافتتاح قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومحافظ شمال سيناء، المرحلة الأولى من قرية الجوفة النموذجية، التى تضم 30 منزلًا بدويًا نموذجيًا، تم تزويدها بمتطلبات الإعاشة المتكاملة من الأثاثات المنزلية والأجهزة الكهربائية مع تجهيز القرية بكافة المرافق والخدمات .

ويتضمن المشروع إنشاء 100 منزل بدوى على مرحلتين، بواقع 30 منزلًا كمرحلة أولى، و70 أخرى كمرحلة ثانية، كل منزل بمساحة 200 متر مربع، كما تم فرش وتجهيز المنازل بالكامل بكافة الأجهزة المنزلية والكهربائية بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير .

كذلك الانتهاء من توسعة مضيفة الجدى لتكون بمساحة 250 مترا مربعا؛ لتسع 80 فردا وذلك لإقامة الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية المختلفة لأهالى سيناء، وقام قائد قوات شرق القناة ومحافظ شمال سيناء بتسليم عقود المنازل الجديدة إلى عدد من المستحقين .

التعليم نقطة انطلاق

استهدفت اللجنة المشرفة على تعمير سيناء استكمال تجهيزات الفصول التعليمية الأساسية، مع البدء فى إنشاء مبنى للإسكان الطلابى بجامعة العريش، وبالفعل افتتح قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب أربع مدارس للتعليم الأساسى لخدمة عدد من التجمعات البدوية والقرى النائية بنطاق مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء شملت مدرسة الشهيد العميد أركان حرب أحمد محمد عبد الله الكفراوى بقرية آل جرير، ومدرسة الشهيد الرقيب أول أحمد رضا عبد الحكيم ناصف بقرية الروضة، والتى أقامتها القوات المسلحة بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدنى.

وتضم كل مدرسة 8 فصول تعليمية، مزودة بكافة الأنشطة التعليمية والخدمية من ملاعب رياضية مجهزة وقاعة للحاسب الآلى ومكتبة ومعامل وغرف للأنشطة المدرسية والمكاتب الإدارية واستراحة للمعلمين المغتربين مجهزة بكافة الأجهزة ومتطلبات الإعاشة المتكاملة، إذ تعد نموذجا للمدرسة المتطورة القادرة على تقديم منظومة تعليمية تتناسب مع الجهود الطموحة لتطوير التعليم وخلق أجيال جديدة قادرة على استيعاب متغيرات العصر والارتقاء بالطبيعة الديموجرافية فى تلك المناطق .

الزراعة تعيد الروح لأرض الفيروز

ترتكز التنمية فى شمال سيناء على محورين رئيسيين هما توفير الموارد المائية ثم البنية الأساسية مع اتخاذ كافة الإجراءات لضمان الحفاظ على هذه البنية بعد تنفيذها، وضمان توفير المياه للأراضى، على مساحة 400 ألف فدان، واستهدفت 7 مليارات جنيه لتنمية مشروع الـ400 ألف فدان على أن يتم الاستفادة من مياه مصرف بحر البقر؛ ليدخل 5 ملايين متر مكعب لمياه ترعة السلام لرى الأراضى الخاصة بالمشروع.

وتأتى مشروعات المياه فى شمال سيناء، كأحد المشروعات الهامة المستهدفة، حسب خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعام المالى الجديد «2018/2019»، التى وافق عليها مجلس النواب، وذلك بإحلال وتجديد محطة تحلية وسط سيناء، وشبكة مياه العريش، ومحطة تحلية مياه العريش (3)، بالإضافة إلى بدء تنفيذ مشروع لإمداد مدينة رفح الجديدة بالمياه، ومحطة تحلية الشيخ زويد (بطاقة 5000 متر مكعب/ يوم).

واستُكملت الأعمال التجريبية لشبكة الرى العامة، وحفر وتجهيز آبار وإنشاء بحيرات تخزين وتعلية سدود وادى الأزارق، والجرافى وتطوير محطات طلمبات صرف تل الحير، وتأهيل مصرف جلبانة وإنشاء شبكة صرف مغطى بجنوب القنطرة ومبنى معدات مراكز الطوارئ.

الخطة التنموية تُستكمل أيضا بإنشاء قرى ومساكن لأهالى سيناء، فاستهدفت الخطة 5 قرى بسهل الطينة، و2 أخرى تحت الإنشاء جنوب القنطرة، و90% من الـ400 ألف فدان صالحة للزراعة، وهناك 125 ألف فدان مزروعة بالفعل بزراعات مثل: «بنجر السكر» ويمكن إقامة صناعات على هذه الأراضى التى تعتمد على الإنتاجية الزراعية كمصانع السكر والتعليب والزيتون.

وعقدت اللجنة المشرفة على تعمير وتنمية سيناء لقاءات مكثفة لتنفيذ هذا المشروع، معتبرة أنه نواة حقيقية أرض الفيروز، وأعدت كراسة الشروط والمواصفات وسيتم طرحها بمعرفة وزارة الزراعة، على أن يتم الانتهاء نهاية 2018 من تجهيز 156.5 ألف فدان لطرحها.

نجاحات واضحة للعالم

اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، علق على افتتاح القوات المسلحة منازل بدوية بالجوفة وسط سيناء، قائلا إن وسط سيناء كانت دائمًا تعانى من مشاكل عديدة؛ نتيجة للفقر السكانى بالوسط خاصة، والسكان يتمركزون فى الشمال أو فى الجنوب، لأن الظروف المعيشية هناك قاسية، مؤكدًا أن القوات المسلحة تعمل لتعمير منطقة وسط سيناء التى كان بها فراغ سكانى حتى تصبح سيناء كتلة واحدة كاملة الأركان.

وأبدى سالم سعادته بهذا المشروع وبجهود القوات المسلحة داخل أرض الفيروز، متمنيًا أن تصبح وسط سيناء مركزًا لصناعات البتروكيمات، خاصة أن الغاز الطبيعى متوفر من شمال شيناء فى البحر المتوسط ومن جنوبها فى خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر، كما أن أنابيب الغاز تمر من وسط سيناء، مؤكدًا أن البتروكيماويات مستقبل منطقة وسط سيناء ونأمل أن يتحقق هذا.

اللواء طه محمد السيد الخبير الإستراتيجى، أكد أن العملية الشاملة «سيناء 2018» بدأت تقريبًا منذ ما يقرب من سنة، صدر خلالها 29 بيانا عسكريا، فنجد أن الـ15 بيانا عسكريا الأوائل كانوا متتاليين ومن ثم بدأت تأخذ هذه البيانات مساحة من الوقت بين كل بيان وآخر على عكس السابق، مضيفًا: لاحظت هذا الفارق الزمنى بين تلك البيانات، وهذا يدل على أن منذ بدء العملية الشاملة كانت العمليات متتالية ومتتابعة ومع تطور المعلومات والأفراد والقضاء على البؤر الإرهابية الواحدة تلو الأخرى قلت هذه العمليات وهذا دليل كبير على نجاح المهمة المطلوبة والمرجوة من «سيناء2018».

وتابع: أن «سيناء 2018» لم تنته بعد ومستمرة على الرغم من تباعد توقيتات البيانات العسكرية وعلى الرغم من نسبة النجاحات الملموسة على أرض الواقع، لأننا لا نستطيع تمييز هذه العناصر الإرهابية عن العدو التقليدى تنظيمًا وتسليحًا، إنما هؤلاء مجموعة من المرتزقة قد يكونوا من الجيران يتخفون بيننا وبالتالى لا يمكننا تمييزهم».

وأوضح السيد أن زيارات وزير الدفاع للقوات القائمة على تنفيذ العملية الشاملة ليست ترفيهية بل وراؤها أهداف ورؤية جديدة ورفع الروح المعنوية لتلك القوات، مشددًا على أنها جزء لا يتجزأ من العملية.

وأضاف الخبير الإستراتيجى أن هناك نجاحات واضحة جدًا وهو رجوع الحياة لطبيعتها فى سيناء دون أى قلق أو خوف ووجود  الأسواق العامرة بالسلع والخضروات والفواكه، والمنتزهات والملاعب وغيرها، وهذا واضح للعالم أكمل، وقدمت وسائل الإعلام والصحف العالمية ووكالات الأنباء الدولية منذ أيام صورة متكاملة عن الأوضاع فى شمال سيناء عقب الجولة التى اصطحبت فيها الهيئة العامة للاستعلامات مجموعة من مراسلى كبريات الصحف ووسائل الإعلام بمدينتى العريش وبئر العبد.

وأكد على أن لأهالى سيناء فضلا كبيرا فى الفترة الماضية «6 أشهر» الخاصة بالعملية الشاملة، فى الضغوط التى تحملوها سواء ضغوط معيشية أو تعليمية أو صحية، وتابع: أنا على ثقة من أن لهم دورا كبيرا فى التعاون مع القوات المسلحة والشرطة وارتفاع مستوى نجاح تلك العملية.

وشدد الخبير الإستراتيجى على أن كل مؤسسات وأجهزت الدولة وأيضًا القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب عليهم العمل وتضافر الجهود لتنمية وإعمار سيناء، وهذا هو الهدف الأساسى والمنشود من تلك العملية لأن التعمير السكانى والاقتصادى فى سيناء هو أمن وأمان واستقرار لـ«61000» كيلو متر مربع، مشيرًا إلى أنه بتحقيق الاستقرار الأمنى التى تشهدها سيناء الآن سيتم جلب استثمارات كبيرة من مصر وخارجها.

وأشاد اللواء ناجى شهود الخبير الإستراتيجى، بنجاحات تطهير وتعمير سيناء، قائلا إننا نجحنا فى السيطرة على الإرهاب والسواد الأعظم فى منطقة العمليات بشمال سيناء، وأصبحت حاليا تحت السيطرة، مؤكدًا أن الإرهاب ومعدل العمليات الإرهابية فى تناقص وتراجع ملحوظ بنسبة كبيرة.

وأوضح شهود أن الحياة فى سيناء تعود إلى طبيعتها تدريجيا، وأن من الوارد حدوث أى عمليات إرهابية أخرى وهذا طبيعى لأنه لا يمكننا أن نقول إنه تم القضاء على الإرهاب كاملًا.