الغلاء يحرم الفقراء من الملابس الشتوية.. و 20% زيادة في الأسعار
غلاء الملابس الشتوية تكوى جيوب الفقراء
20% زيادة فى أسعار الملابس مقارنة بالعام الماضى
خبراء: ارتفاع فواتير الكهرباء والمواصلات والمحروقات سر الأزمة
وتوقعات بزيادة الأسعار مع خول الموسم الشتوى
حالة من الركود التام تسيطر على سوق الملابس الشتوية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضى بنسبة تتعدى 20%، إذ أصبح شراء الملابس عائقا كبيرا أمام فئة كبيرة من المواطنين، ويعكر فرحة الأسر الفقيرة، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة لأصحاب المحال، بينما يقف التاجر فى حذر وترقب لحين وصول أول زبون يكسر هذه الموجة من الركود، ولكن المواطنين ينشغلون هذه الأيام بشراء احتياجات المدارس والجامعات.
يحيى الزنانيرى، رئيس منتجى الملابس الجاهزة، ونائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، قال إن موسم الملابس الشتوى يشهد هذا العام زيادة كبيرة فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى، بنسبة تتراوح من 15 و20% لجميع المنتجات.
وأضاف الزنانيرى، لـ«الزمان» أن سبب ارتفاع أسعار الملابس، يرجع إلى زيادة أسعار الكهرباء والمواصلات والمحروقات، ما أثر على المصانع المنتجة، وهو ما استدعى تحريك أسعار الملابس للزيادة، لافتًا إلى أن الملابس المصنعة محليًا تصل إلى 80% من السوق هذا العام، مقابل 50% قبل التعويم، متوقعًا أن يزيد نصيب الصناعة المصرية بالسوق مقابل المستورد.
وأشار رئيس منتجى الملابس الجاهزة إلى أن حجم الاستيراد من الخارج غير محدد نتيجة لجوء بعض التجار للتهريب، ولكنه يتراوح بين 7 و8 مليارات دولار، بينما تصدر مصر بنحو 1.4 مليار دولار سنويا، متوقعًا أن تشهد سوق الملابس إقبالا ضعيفا وشبه معدوم طوال الموسم من قبل الجماهير.
ولفت إلى أنه سيكون هناك تنسيق بين وزارة التموين والتجارة الداخلية لتقديم موعد الأوكازيون الشتوى، ليكون أول يناير 2019، بدلا من الأسبوع الأول من فبراير بهدف زيادة المبيعات وتحريك السوق.
وفى سياق آخر، أكد محمد عبد السلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، وصاحب مبادرة لبيع ملابس الشتاء بالتقسيط، أنه لا توجد زيادة بأسعار ملابس الموسم الشتوى هذا العام مقارنة بأسعار الموسم الماضى، بسبب حالة الركود التى تمر بها السوق، متوقعًا زيادة إقبال المواطنين على شراء الملابس الشتوية بعد الانتهاء من موسم المولد النبوى، خاصة أن التركيز حاليًا على كيفية شراء حلوى المولد.
وأوضح رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات لـ«الزمان» أن تخفيضات الجمعة السوداء أو ما يطلق عليه «البلاك فرايدى» نظام فاشل ومجرد خدعة يقع فيها المواطنين، إذ تقوم بعض المحلات التى تحمل علامات تجارية شهيرة برفع أسعار الملابس قبلها بأيام وتقوم بوضع تخفيضات وهمية على القطعة لتنشيط حركة البيع فى نفس اليوم، متابعا: عروض «بلاك فرايدى» مجرد وسيلة لاستقطاب المراهقين فقط.
وعن مبادرة بيع ملابس الشتاء بالتقسيط، أوضح عبد السلام فشلها لعدم إيجاد الآليات اللازمة للتنفيذ من خلال بطاقات الائتمان البنكية والتى لا تتوفر إلا مع عدد محدود من المواطنين، وليسوا من الطبقة المستهدفة بالتقسيط، وهم الطبقة المتوسطة والأقل دخلا، فهؤلاء فى الأغلب لا يتعاملون مع البنوك.
وعلى الأرض، أكد محسن محمد صاحب أحد المحلات فى وسط البلد، أن نسبة الإقبال على شراء الملابس هذا العام تراجعت بنسبة كبيرة مقارنه بالعام الماضى، مشيرًا إلى أن هناك فتيات تدخل المحال يبحثن عن أقل سعر للقياس وفتيات أخريات يكتفين بالفرجة والسؤال عن الأسعار فقط ويقترحن التقسيط.
بينما قال منعم مرغنى، بائع فى أحد محال بنفس المنطقة، إن معظم المحلات التجارية عرضت الملابس الشتوية منذ شهر تقريبًا، ولكنها لم تحقق مبيعات تذكر حتى الآن، لافتًا إلى أن المحال تعرض أسعار الجاكت الجلد الحريمى بأسعار تبدأ من 650 جنيها وتصل إلى أكثر من 1500 جنيه، والبوكليت البناتى يبدأ من 250 جنيها وحتى 600 جنيه، أما بالنسبه للسويت شيرت يبدأ من 200 جنيه، أما ملابس الرجالى فلا تختلف كثيرًا عن الحريمى، ويبدأ الجاكيت الجلد الرجالى بـ600 جنيه ويصل إلى 1350 جنيها، والبوكليت الرجالى من 250 جنيها ويصل إلى 500 جنيه، والسويت شيرت بـ250 جنيها.
وأوضح أحمد حاتم صاحب محل ملابس أن الأسعار مرتفعة هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الاستيراد والمصاريف، مشيرًا إلى أن التجار أيضا يقومون بشراء الملابس بأسعار مرتفعة، ولا يستطيعون البيع بالخسارة لوجود الإيجارات والعمالة والفواتير الأخرى وأسرهم أيضا.
«أنا نازلة بـ800 جنيه مش عارفة أجيب بيهم إيه بصراحة» بهذه الكلمات بدأت هبة عبد الراضى موظفة اعتراضها على أسعار الملابس الشتوية هذا العام، مشيرة أن الأسعار تفوق ميزانيتها، وتابعت: «مش قدامى غير أنى أجيب كل شهر قطعة بالحال ده».
هدير يحيى، طالبة تقف أمام استاند الجواكت ويبدو أنها تحسب كم يبلغ معها من الأموال، قالت إن والدها أعطاها 1000 جنيه لشراء الملابس الشتوية ولكنها تفاجأت بزيادة الأسعار التى تفوق الـ25%، وبالفعل اختارت 3 قطع بسعر 1200 جنيهًا، وقررت أن تتفاوض مع صاحب المحل على تخفيض أسعار ما اختارته.
وفى السياق نفسه، قررت دينا حلمى استخدام ملابس العام الماضى إلى حين بدء موسم التخفيضات، قائلة: «بصراحة الأسعار مش مشجعة خالص وهنتظر(sale) عشان أشترى»، لافتة إلى أنها قامت بشراء جاكت جلد شتوى العام الماضى بـ500 جنيه، ورأته معروضا هذا العام بـ1100 جنيه بأحد محال وسط البلد.
كما قالت هند محمد، طالبة جامعية، إنها اقترحت على مجموعة من زملائها الذهب إلى «الوكالة» لشهرتها بانخفاض الأسعار، متابعة: «أنا نزلت مصدقتش الأسعار فعلا الغلاء محاصر كل القطع سواء كان الملابس أو الشنط والجزم».
بينما أكد عبد الرحمن فتحى، أب لثلاثة أطفال وموظف حكومى، لا يتعدى راتبه 2000 جنيه، أن أسعار الملابس الأطفالى ارتفعت إلى حد الجنون فوصل الطقم الواحد إلى أكثر من 400 جنيه، متابعًا: «أنا دخلت جمعية عشان أعرف أجيب لأبنائى الثلاثة دفعة واحدة».
محسن أحمد، زبون آخر، يقول إن أسعار الملابس أصبحت كالوحش الذى ينهش فى أجساد الآباء، ويضيف أنه تفاوض مع أحد أصحاب المحلات المجاورة بمنزله فى منطقة باب اللوق بأن يأخذ كل شهر مجموعة من الملابس التى تكفى احتيجاته هو وأبناؤه وزوجته ويقسطها خلال 3 أشهر.