«الملاعب الخماسية» تضع الحكومة فى مأزق برلماني
نواب: إزالة الملاعب يساعد فى إقبال الشباب على الإدمان.. وفرض غرامات حل يرضى الجميع
سادت حالة من الجدل بعد إزالة وزارة الزراعة الملاعب الخماسية المقامة على الأراضى الزراعية، وانتقد برلمانيون إزالتها، وذلك لأن إنشاء الملاعب يساعد الشباب على محاربة الإدمان والجلوس فى المقاهى، باعتبارها المتنفس الوحيد لممارسة الرياضة فى مصر، كما أن إزالة هذه الملاعب سيؤدى إلى مشاكل اجتماعية تتمثل فى ارتفاع نسبة البطالة، موضحين أن العلاقة بين الدولة والشباب قائمة على تفعيل لغة الحوار وتوفير جو صحى لممارسة الرياضة، وقد يؤدى هذا القرار إلى توتر العلاقة بين الشباب والدولة، التى يحرص دائمًا الرئيس السيسى على تحسينها يومًا تلو الآخر، مما جعل الشباب أكثر ثقة فى الدولة المصرية مؤخرًا.
بينما وصف آخرون تأسيس الملاعب على أراضٍ زراعية بالمخالف للقانون وغير آمن، وهو ما يدفع أجهزة الدولة إلى القيام بدروها تجاه المخالفين، مؤكدين أن القانون يلزم من يريد بناء ملعب أن يتبع الإجراءات القانونية وأهمها تأسيس شركة رياضية والحصول على التصاريح القانونية بخصوص التيار الكهربى وتوصيل المياه والمواصفات المستخدمة لأرضية الملعب وعوامل الأمان، وعدم مخالفة القانون بشأن الأرض المقام عليها الملعب.
وتقدم العديد من أعضاء مجلس النواب، بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة إلى وزارة الزراعة لوقف الحملات على تلك الملاعب، خاصة أن الحكومة لم توفر الملاعب البديلة، لممارسة الأنشطة الرياضية فيها، مقترحين فرض الحكومة غرامات على تلك الملاعب، وأن يكون ذلك تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، لتحقيق أكبر مصلحة للجميع، لأن ذلك المقترح يساهم فى ممارسة الشباب للرياضة وحصول الحكومة على موارد مالية، خاصة أن الأرض التى تم إقامة ملاعب عليها لم تعد صالحة للزراعة مرة أخرى.
ومن جانبه، أكد النائب فوزى فتى، أمين سر لجنة الشباب والرياضة السابق بمجلس النواب، أنه يجب مراجعة قرار إزالة الملاعب الخماسية المقامة على الأراضى الزراعية من قِبل وزارة الزراعة، معلنًا رفضه الاعتداء على الأراضى الزراعية، لكنه فى الوقت نفسه يرى أن الآثار السلبية لإزالة الملاعب الخماسية ستكون أكثر خطورة من النواحى المالية والرياضية والاجتماعية.
وأشار فتى إلى أن إنشاء الملاعب يساعد الشباب على محاربة الإدمان والجلوس فى المقاهى، باعتبارها المتنفس الوحيد لممارسة الرياضة فى مصر، إذ أن إزالة هذه الملاعب سيؤدى إلى مشاكل اجتماعية تتمثل فى ارتفاع نسبة البطالة.
وأضاف فتى أنه بدأ النظر فى ملاعب كرة القدم الخماسية حينما قالت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى إن هذه الملاعب أصبحت خطرا على الرقعة الزراعية، وأمرت وزارة الزراعة بتشكيل غرف عمليات مركزية بكل محافظة لرصد وتلقى بلاغات التعديات على الأراضى الزراعية بالوادى والدلتا.
بالإضافة إلى تكثيف حملات الإزالة والتصدى للتعديات الواقعة وقت حدوثها، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية بشأنها وخاصة الملاعب الخماسية، إذ بلغ إجمالى الملاعب المقامة على الأراضى الزراعية 2266 ملعبًا خماسيًا على مساحة 694 فدانا بـ21 محافظة منذ أحداث يناير 2011، حسبما قال التقرير الحكومى للإدارة المركزية لحماية الأراضى.
وأكد محمد زايد، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أنه لا توجد أى فلسفة لإزالة الملاعب الخماسية من الأراضى الزراعية فى بعض المحافظات، خاصة أنه لن يتم الاستفادة من هذه الأراضى فى الزراعة، وبالتالى لن يستفيد منها أيضا الشباب فى ممارسة الرياضة.
وأوضح زايد أن هذه الملاعب تساهم فى حل أزمة مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، والتى لا تستوعب كل الشباب على مستوى مصر، فإزالة هذه الملاعب ستكلف الدولة والمواطنين خسائر فادحة.
وأشار زايد إلى أن هناك قصورا واضحا فى إنشاء ملاعب ملحقة بمراكز الشباب بالقرى والنجوع على مستوى الجمهورية وعدم توفيرها بعدد كافٍ، نتيجة لضعف الميزانية المخصصة من وزارة الشباب، مما استدعى مشاركة المجتمع المدنى فى توفير الملاعب.