طوابير أصحاب معاشات تكشف غياب المسئولين
نقص ماكينات الصرف الآلى بقرى مصر يجبر كبار السن على الجلوس
كبار السن: نعانى شهريا ونأتى فجرا ونعود إلى منازلنا ظهرًا للحصول على 500 جنيه
نستغيث بالرئيس السيسى لحمايتنا من تجاهل المسئولين
«معاناة ما بعدها معاناة».. هكذا بات حال الآلاف من أصحاب المعاشات داخل بعض القرى والمدن التى لم تشهد حتى الآن تركيب ماكينات الصراف الآلى، وقد أعادت صورة طوابير العواجيز أمام مكتب بريد المحلة إلى الأذهان حجم المعاناة التى لا تزال تعانيها بعض القرى والتى لم تحظ بماكينات صرف آلى، بما يدفعهم إلى اللجوء إلى مكاتب البريد وطوابير الانتظار التى تمتد إلى مئات الأمتار خارج البريد، وسط غياب تام وتجاهل المسئولين عن تلبية عدد من ماكينات الصرف الآلى لحل الأزمة.
«أعيش معاناة شهرية مع طوابير العذاب».. بتلك الكلمات وصف الحاج محمد شعير أحد المقيمين بالمحلة ويأتى لصرف المعاش بشكل منتظم أول كل شهر لتلبية احتياجات أسرته والذى يرى أن المعاش لا يكفى حتى «العيش الحاف».
وقال إنه يتقاضى معاشا شهريا 800 جنيه، وتابع: الحمد لله لأنى أفضل من غيرى، وقبل أن أخرج على المعاش كنت أسمع عن المهازل التى تحدث فى مكتب بريد المحلة، إذ يأتى كبار السن بعد صلاة الفجر ويفترشون الشوارع القريبة من المكتب فى انتظار ساعة فتح الأبواب وينظمون أنفسهم فى طوابير حسب أسبقية الحضور، ولم أتخيل أن أعيش لأكون أحد عناصر هذا المشهد البائس، والذى يمتد لسنوات طويلة، وكلما تحدث الإعلام والصحافة عن الأزمة يأتى المسئول ويعد بحل المشكلة لكن دون فائدة.
وأضاف شعير أنه تواصل مع المسئولين للموافقة على وضع ماكينة صرف آلى لكن دون فائدة وكل مرة تكون الإجابة أن الخطة الموضوعة ستشمل المحلة فى المستقبل القريب ومر علينا عدة أعوام ونحن نسمع نفس الرد، ولم يعد أمامنا إلا الاستغاثة بالرئيس.
ويلتقط أحمد عبداللطيف طرف الحديث، قائلا: نحمى أجسادنا الهزيلة ببطانية نتلحف بها من برودة الطقس، وفى الصيف يتعرض بعضنا لضربات الشمس، ونواب البرلمان لا يفعلون شيئا من أجل المواطن البسيط رغم أن تخصيص ماكينات صرف آلى أبسط ما يكون، لدرجة أن أحدهم تعلل بأن المواطن لا يعرف التعامل معها وهو أمر غير منطقى.
وفى محافظة المنوفية كانت الصورة متشابهة فى قرية أبوصلاح والتى تعانى من إهمال فى البنية التحتية، ونفس الأمر مع معاشات الموظفين، إذ يخرج أهالى القرية بشكل شهرى وفى ساعات النهار الأولى إلى مدينة أشمون للحصول على المعاش من مكتب البريد، حيث تمتد الطوابير خارج المكتب.
عماد حسنى أحد أبناء القرية، يروى تفاصيل المعاناة، قائلا: نخرج فى تمام الساعة الخامسة صباحًا ونستقل مواصلة لمدة 10 دقائق حتى نصل إلى المدينة، وهناك ننتظر أربعة ساعات حتى يفتح مكتب البريد ويكون فى انتظارنا أحد المواطنين يمسك بيده ورقة بيضاء يكتب عليها أسماء الحضور بحسب أسبقية القدوم، ليتم تنظيم طابور للحصول على المعاش.
من جانبه، كشف مصدر حكومى عن خطة الدولة لحل تلك الأزمة والتى تتجدد شهريًا، مؤكدًا أن تغذية القرى بماكينات الصرف الآلى هو الحل المناسب، وهو ما تم إدراجه منذ فترة بخطة الحكومة والبنك الأهلى وبنك مصر وبنك القاهرة ونشر الماكينات يحتاج إلى وقت ودراسات لتحقيق عنصر الأمان لحمايتها من أية عمليات سرقة.
وتابع المصدر: هناك خطة بديلة ومؤقتة وهو مد ساعات العمل داخل مكاتب البريد ساعتين خلال الأربع أيام الأولى من صرف المعاشات لمنع الزحام وتكدس الموظفين على شباك الصرف.