سائق «توك توك» بلا قدمين يقهر الإعاقة وينتصر للقمة العيش
«كن كالبيضة لا يزيدك لهيب نار المصائب إلا قوة وصلابة».. جملة تنطبق على سائق توك توك يدعى أبوسريع غريب عبدالفتاح، ذى الـ49 عاما، والذى أصيب بمرض شلل الأطفال حينما كان فى الرابعة من عمره، نتيجة إهمال تشخيصه حينما أصيب بارتفاع فى الحرارة، فأبى مد يده للعامة كالكثيرين وفضل الكسب من عمل يده، بالرغم من صعوبة عمله الذى يحتاج لجهود كبيرة.
يستيقظ كل صباح لتساعده زوجته فى ركوب التوك التوك الخاص به، مودعا ولديه الاثنين بدمعة عجز كونه لم يستطع إلحاقهم بالتعليم لضيق حال المعيشة، وناظرا لابنته بأمل أن تجتهد وتنشلهم فى يوم ما من أيدى الفقر والقهر، فهى الوحيدة من بين أبنائه الثلاث التى تمكن من تحمل عبء تكاليف دراستها.
ويروى أبو سريع، روايته لـ«الزمان»، بابتسامة ممزوجة بالأسى، التى تشرح عدم مقدرته على سداد قسط «التوك توك» البالغ قيمته 27 ألف جنيه، مؤكدا أن معاشه الذى يحصل عليه شهريا لا يكفى احتياجات المعيشة الأساسية من ملبس ومأكل ودواء، وعلى الرغم من ذلك لم يستسلم لنوائب الدهر ومصائبه، بل ما زال يعافر حتى يوفر لأسرته العيشة الهنية.
وبالسؤال عن كيفية قيادته لـ«التوك توك» على الرغم من عدم قدرته على تحريك قدميه للضغط على الفرامل، أوضح أن أحد العمال بورشة المكانيكة ابتكر له يدا حديدية طويلة تمنكه من إيقاف «التوك توك» بأى وقت بديلة للفرامل.