مافيا المكملات الغذائية يقضون على بطلات الجمباز والباليه
هرمون ذكورى ينخر فى صحة الفتيات الرياضيات
الضحايا: خدعونا ولم نعرف أنها تسبب العقم.. ومقرر المجلس القومى للسكان: كارثة بكل المقايس
أعلن الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، عن تشكيل لجنة لوضع آلية لتقنين استيراد المكملات الغذائية من الخارج، تكون فى إطار عمل مشترك بين وزارة الشباب والرياضة والمالية والصحة والتجارة والصناعة واللجنة الأوليمبية والمنظمة المصرية لمكافحة المنشطات مع الاتحادات الرياضية، للحد من انتشار المكملات الغذائية للألعاب الرياضية.
«الزمان» تقصت عن أسباب القرار حول تلك العقاقير، والتى تبين خطورتها بعدما اتضح زيف ادعاءات أنها تمنح اللياقة والليونة للاعبات، ومدى ضررها على صحتهن.
ضحايا الأوهام
تروى آيات محمد البالغة من العمر 29 عاما وتقيم بالمهندسين لـ«الزمان» قائلة: «ألعب الجمباز منذ أن كان عمرى 6 أعوام، وكان من أفضل الألعاب المناسبة لى، وعقب وصولى عمر 16 عاما لم أستطع حينها التوافق بين اللعب والتمرين والبطولات والمذكرة وأصدقائى، فعرض علىّ حينها كابتن الفريق مكملات غذائية تباع داخل صالة الجمباز بأحد الأندية الشهيرة وتدعى كبسول «أماينو أسيد»، وبالفعل ظللت منتظمة على أخذ الكبسولة لمدة 10 أعوام، وعقب الحصول عليها كنت أشعر بطاقة أستطيع من خلالها فعل كل شيء فى آن واحد، ولكنى توقفت عن تناولها عقب أن وجدت العديد من أصدقائى أصيبوا بمرض الفشل الكلوى، بل كان هناك هرمون ذكورى يتم استخلاصه من الدم، ويتم به حقن الكتلات العضلية لفتيات أيضا وكانت تلك الحقنة تتوافر مع كابتن الفريق حينها، واكتشفت أنها تسبب عقما، وهذا ما حدث معى»، وتابعت: «مر على زواجى 4 أعوام ولم أنجب وجميع الأطباء أكدوا لى أن ذلك بسبب حقن الهرمون الذكورى بجسدى الذى كنت حصلت عليه أثناء تمرين الجمباز، ما تسبب فى ارتفاع نسبة هرمون الذكورة وعمل خلل فى هرمونات جسدى، وتسبب بحدوث عقم ولم يحدث هذا معى فقط، بل حدث مع العديد من الفتيات».
بينما تؤكد ميادة حسين البالغة من العمر 32 عاما أنها أيضا إحدى لاعبات الباليه إذ هوته منذ 20 عاما، وتحكى قائلة: «أثناء فترة التمرين بإحدى المرات جاء صيدلى إلى الصالة وأخذ أموالا طائلة مقابل إعطاء كبسولات غذائية، وحقن هرمونية لفتيات كى يحقق لهن طاقة أثناء التمرين، ويجعلهن أكثر حركة»، واستكملت: «كنت أحصل على حقنة واحدة أسبوعيا بمبلغ 100 جنيه، إلا أن سعرها وصل حاليا إلى 2500 جنيه، وبالفعل العديد من الأطباء أكدوا لى أنى عقيمة ولن أستطيع الإنجاب بسبب خلل فى الهرمونات، وأرجعوا سبب ذلك إلى تلك الحقنة»، ولفتت إلى أن هناك المئات من الفتيات ما يزلن يحصلن على الكبسولات والحقن كى تحقق لهن ما يردن، وبالفعل هناك من عانين من الفشل الكلوى وأخريات من العقم.
وخلال حديثها لـ«الزمان» تعالت صوت بكاء منار يعقوب البالغة من العمر 50 عاما، إذ تؤكد أن بناتها الثلاث لم ينجبن بسبب العقاقير التى حصلن عليها أثناء ممارستهن الباليه، بعد اعتقاد منهن أنها تمنحهن اللياقة والليونة كى يتميزن فى تلك اللعبة.
«مافيا الأدوية هم سبب ما نحن فيه».. أولى الكلمات التى تحدثت بها هبة مجدى إحدى مدربات الجمباز بأحد الأندية الشهيرة، والتى أكدت أن المكملات الغذائية الذى يتم بيعها داخل صالات الجمباز والباليه هى أحد أسباب تدهور اللعبة وتراجعها، وإصابة الفتيات بالعقم والفشل الكلوى، وأيضا بات العديد من الأمهات يحذرن فتياتهن من تلك اللعبة، والمخاطر التى بها.
كارثة صحية
فى نفس السياق، صرح الدكتور عمر حسن استشارى وأستاذ النساء والتوليد بالقصر العينى، ومقرر المجلس القومى للسكان، بأن المكملات الغذائية من أخطر ما يمكن إذ أنها تسببت بالفعل فى العقم، وتؤثر على الهرمونات الأنوثية وتصيبها بالخلل، والكارثة أن الفتيات يعتقدن أن تلك المكملات تحقق الطاقة لهن، ولكن هذا الأمر غير صحيح بل تؤثر فى الهرمونات الأنوثية وتسبب بالفعل على المدى البعيد الفشل الكلوى.
وأكد الطبيب الاستشارى أن الكثير من الصالات الرياضية يتم بها نشر ادعاءات عن المكملات الغذائية الرياضية، والتى شاع انتشارها بين الرياضيين بهدف الحصول على نتيجة سريعة وفعالة تحقق لهم الشكل الذى يحلمون به، وجميع هؤلاء هم ضحايا أوهام كاذبة، كما أن من يبيعها من الرياضيين المسؤولين فى الصالات الرياضية لا يتمتعون بالخبرة الكافية التى تؤهلهم لوصفها، كما أن المعلومات التى يروجونها عن هذه المنتجات معلومات خاطئة بعيدة عن سلامة الرياضى.
وأضاف: «الكثير من هذه المنتجات تباع فى الأندية من دون أن تكون مرخصة، ولا نعرف مصدر هذه المنتجات، والتى قد تكون مغشوشة، وثبت فى الدول المتقدمة أنها منشطات مضرة بالصحة، ونشهد نحن مضاعفاتها فى مستشفياتنا من خلال الحالات التى تأتى إلى المستشفيات، إذ هناك الكثير ممن ينساقون وراءها تحت مسميات غير صحيحة، ولهذا على الرياضيين الابتعاد عنها واقتنائها من الصيدليات تحت وصفات طبية».