ضحايا صالات الجيم الشعبية «عرض مستمر».. وإصابات لا حصر لها بشكل يومي.. والسبب تعاطي مواد كيماوية محظورة!!
تصنيع أجهزة اللعب داخل ورش بدائية.. تفتقر إلى عنصرى الأمن والآمان.. والتعرض لمزق وانزلاق غضروفى
مصابون: لا يوجد مؤهلين.. وشراء المكملات الغذائية الشغل الشاغل لأصحاب الصالات
خبير: 70% من الصالات غير مرخص.. ويستحوذ على 90% من الممارسين للعبة كمال الاجسام
انتشرت خلال السنوات الأخيرة عشرات بل المئات من صالات الجيم الشعبية المنتشرة فى الشوارع والحوارى بكل أرجاء الجمهورية، دون ترخيص من أى جهة حكومية لتصبح المنافس رقم واحد لصالات الجيم المرخصة والخاضعة للرقابة من قبل الأجهزة التنفيذية، ورغم ذلك تفوقت عليها وحققت أرقاما خيالية فى مبيعات المكملات الغذائية لكبرى الشركات.
وأصبحت تلك الصالات مصدرا لأخطر شيء يتعرض له لاعب كمال الأجسام الهاوى، أولا التعرض لإصابات بسبب اعتماد تلك الصالات على أجهزة مصنعة داخل ورش حدادة على يد أشخاص هواة، وليسوا محترفين، كما هو الحال بالصالات الكبرى، الخطر الثانى هو ترويج أنواع معينة من المواد الكيماوية التى تساهم فى ضخامة العضلات بما يؤدى فى نهاية المطاف إلى هلاك اللاعب الذى يمارس تلك الرياضة على سبيل تحسين وضعه الصحى.
ورصدت «الزمان» بعض ضحايا تلك الصالات الشعبية، وكانت البداية مع المهندس محمد شريف صاحب الثلاثة وثلاثين عامًا، والذى قرر الذهاب إلى أحد صالات الجيم الشعبية الموجودة فى منطقة شبرا الخيمة ليتمكن من تخسيس الكرش، إذ يروى تجربته قائلا إنه توجه لصالة الجيم بناءً على نصيحة الطبيب أخصائى السمنة والنحافة ليمارس بعض الرياضة بشكل منتظم، والطبيعى أن يتولى الكابتن المسئول عن الصالة تدريب المبتدئين، واستدرك: لكنى لم أجد اهتماما واكتفى بتوجيهى وهو جالس على المكتب ومنشغل بهاتفه، وفى البداية يقوم المتدرب بالتسخين على جهاز السحب وهو مربوط بـواير، وقمت بوضع الوزن وبدأت فى السحب وقبل أن أصل للرقم ثمانية انقطع وسقطت على رأسى.
ولفت إلى أنه تجاهل الأمر واستمر فى التمرين بعدها بأيام وأثناء القيام بتمرين عضلة الفخذ على جهاز يسمى سميس، وهو تمرين يساعد كثيرًا فى التخلص من الكرش، ومن المفترض أن الجهاز معبأ بضغط هواء لكى يساعد المتمرن على الوقوف والجلوس بشكل حر، ودون مجهود زائد يؤدى لإصابة، وللأسف لم يكن الجهاز سليما فتعرضت لمزق فى القدم، وعلى أثرها لم يستطع ممارسة اللعبة مرة أخرى، ولجأ إلى الأدوية لتخسيس الكرش بدلا من تلك الصالات التى تفتقر لعنصر الأمان.
يلتقط محمد شديد طرف الحديث، قائلا إنه مارس اللعبة منذ فترة وتابع: تنقلت بين عشرات الصالات فى مدينة الباجور بالمنوفية، ولم أجد واحدة تضم شخصا محترفا يساعد اللاعبين على تأدية التمارين بشكل صحيح، خاصة أن صاحب الصالة يريد التوفير ليحصل على المكسب لوحده دون أن يتكفل بتعيين شخص على الأقل، علمًا بأنه من شروط ترخيص صالة جيم هو أن يكون صاحبها أو أحد المعينين بها من خريجى كلية التربية الرياضية تخصص ألعاب قوى، ولكن هذا ليس المعمول به.
وتابع: رأيت إصابات تحدث أمام عينى وكنت أحد الضحايا فى وقت سابق، وإصابتى كانت عبارة عن مزق فى عضلة الكتف بسبب سقوط البار من الجهاز على كتفى مباشرة، وذلك لأن المصنع أو الورشة التى قامت بتصنيع الجهاز لم تضع فى اعتبارها المسافة الواجب توفيرها بين المكان المخصص لرفع البار وبين مكان وضعه مرة أخرى، مما يجعل يد اللاعب تلتوى بدرجة 180، فيسقط من يده على كتفه وتحدث الإصابة.
فيما أوضح أحمد حسن لاعب كمال أجسام هاوٍ، أن أغلب الصالات الشعبية لا تنظر إلى تشكيل لاعب كما هو الحال فى الصالات المعتمدة والمعروفة، فما يشغل بالهم هو تحقيق مكسب من خلال بيع المكملات الغذائية وحقن النفخ حتى يحصل اللاعب على الجسم المثالى خلال فترة قصيرة، وفيما يخص الأجهزة الموجودة بالصالات فهى من صناعة بعض ورش الحدادة التى تقوم بتصنيع البوابات الحديدية وتقوم بتقليد الأجهزة المعروضة على صفحات الشركات بالإنترنت.
وأشار إلى أن ما يقوم به صاحب الصالة هو التعاقد على شراء أجهزة عبر واحدة من تلك الشركات المعتمدة وإجراء الصفقة على الورق فقط لاستكمال أوراقه لدى جهات الترخيص، وفيما بعد يتفق مع تلك الورش على تصنيع الأجهزة ووضعها بالصالة.
من جانبه، أكد الدكتور رجب حسين الأستاذ بكلية التربية الرياضية جامعة المنوفية، أن 70% من صالات الجيم الشعبية غير مرخص وتمارس عملها بكل أريحية دون متابعة ورقابة مشددة فتكون النتيجة استحواذها على 90% من الممارسين للعبة لعدة أسباب ومنها عدم امتلاك الشباب قيمة اشتراك الصالات المرخصة والمعروفة وفى المقابل إمكانية اللاعب الحضور يوميًا لتلك الصالات الشعبية مقابل 150 جنيها بالشهر الواحد، عكس الصالات المعتمدة وقيمتها 2000 جنيه مقابل 16 جلسة تمرين فقط.
وأشار إلى أن الحل لمواجهة تلك الصالات الشعبية والإصابات التى تحدث للشباب من ورائها هو فتح صالات الجيم بمراكز الشباب وتزويدها بأحدث الأجهزة الآمنة والاستعانة بمدربين خريجى كليات التربية الرياضية، وهو ما سيوفر لتلك المراكز دخلا وفى نفس الوقت يحمى الشباب من مخاطر الصالات الشعبية.