لإنقاذ الأطفال.. مصحة لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية
«كاندى كرش» و«ساب واى» ألعاب تسبب تشوهات بالعامود الفقرى للأطفال.. والمصحة تؤهلهم للاندماج مع المجتمع
مؤسس المصحة: 80% من مدمنى الألعاب الإلكترونية صغار.. و20% يصعب علاجهم خلال فترة قصيرة
الانطواء والصمت أعراض إدمان تظهر على الطفل وتتضاعف مع مرور الوقت.. ويجب تخصيص وقت لممارسة تلك الألعاب
يعيش أغلب أفراد الأسرة المصرية فى العصر الحالى مع انتشار الهواتف الذكية داخل جزر منعزلة، يتابع كل منهم حياته الخاصة عبر شاشة التليفون سواء بالتجول عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال ممارسة واحدة من ألعاب الفيديو جيم، وكان من الطبيعى أن تنتقل تلك الآفة إلى الأطفال ممن أصبحت السيطرة عليهم غاية فى السهولة من خلال إدمان الأطفال الألعاب المطروحة على الهواتف الذكية، فبات من السهل جلوسهم لساعات دون ملل محنيى رؤوسهم على الشاشات، وبينما يحاول الأبوان استعادة أبنائهم من وراء شاشات الهواتف المحمولة أصبح الأمر معقدا ويحتاج إلى تدخل خارجى، ومن هنا جاءت الفكرة لتدشين أول مصحة نفسية لعلاج الأطفال من إدمان الألعاب الإلكترونية وقد رصدت «الزمان» تفاصيل تأسيس تلك المصحة على يد متخصصين فى الطب النفسى، والتى لجأت إليها بعض الأسر ممن أصيب أبناؤهم بتشوهات نفسيه وعزلة اجتماعية.
الدكتور محمد الشامى استشارى الطب النفسى وصاحب المصحة، يوضح لـ«الزمان» أن الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين، فهى تساعد أحيانًا على توسيع مخيلة الطفل والتفكير والقدرة على الاستماع وتحليل المعلومات والتعلم ورفع مستوى الوعى والإدراك من خلال التفاعل البصرى والصوتى والبرامج التعليمية الموجودة على الشبكة العنكبوتية، وذلك فى حال كانت الأسرة تحدد ساعة أو ساعتين على الأكثر لممارسة الطفل ألعاب الفيديو جيم، لكن ما يحدث هو انشغال الطفل بالتابلت أو الهاتف الذكى طوال اليوم فتكون النتيجة سلبية على الناحية الجسدية والنفسية.
وأضاف: من الناحية النفسية يصاب الطفل بعدد من الأمراض ومنها تأخر النطق، فهو لا يتحدث طوال ساعات ممارسة الألعاب على الهاتف، وبالتالى لا يكون فعالا فى الحياة الاجتماعية وداخل الأسرة، وقد يصاب بالتلعثم فى نطق الحروف والكلمات بشكل غير دقيق، وهو ما يعرف بصعوبات التعلم، وبالتالى تضعف علاقه الطفل بمفهوم الأسرة، خاصة أنه مثل الصفحة البيضاء يكتسب ما يكتب فيها، لذا يجب مراقبة ما يشاهدونه على هذه الأجهزة.
وحول مراحل العلاج داخل المصحة، أوضح استشارى الطب النفسى، قائلا: مبدئيًا يجب الإشارة إلى أنها ليست مصحة بالمعنى المفهوم، فالطفل لا يتعرض للاحتجاز لأيام حتى تخرج منه أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية، ولكن ما يحدث هو تحويل الطفل من متلقى معلومة إلى فاعل عن طريق ممارسة تعزيز الذات ويأتى ذلك من خلال الحوار مع الطفل، إذ يتم تقسيمهم إلى شرائح عمرية، مع وضع برامج تناسب كل مرحلة، فهناك شريحة للطفل من ثلاث أعوام إلى أربعة ومن خمسة إلى ستة أعوام ومن سبعة إلى ثمانية سنوات وصولا إلى سن الثانية عشرة.
فيما كشف الدكتور محمد علاء استشارى التخاطب وصعوبات التعلم، الألعاب التى تشوش عقول الأطفال، قائلا: أغلب الأطفال الذين يأتون إلى المصحة مدمنون للعبتى «ساب واى» و«كاندى كرش»، وهى ألعاب تشوش عقل الطفل وتجعل ردود فعله سريعة بما يعزز التصرفات السلبية خاصة فى مرحلة مبكرة لعمر الطفل، هذا إلى جانب دخول الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال تلك الهواتف بما يفتح عقولهم على أمور أكبر من أعمارهم، ومن هنا تجد أطفالا لم يتجاوزوا سن العاشرة ويفكرون فى الارتباط وتكوين علاقات عاطفية.
وتابع: 80% من الأطفال مدمنون للألعاب الإلكترونية، و20% يصعب علاجهم خلال فترة قصيرة، وهو ما يقتضى عزل هؤلاء الأطفال عن الهواتف الذكية تمامًا وممارسة الرياضة.