الانتخابات التكميلية بالمنوفية تشعل الصراع بين العائلات
الشباب يحتشدون على مرشح واحد لمنع تفتيت الأصوات.. ونواب الدائرة الأربعة يتفقون على دعم شقيق النائب الراحل
أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن خلو مقعد النائب الراحل محمود الخشن عن دائرة أشمون بمحافظة المنوفية، تلك الدائرة التى تضم خمسة نواب وتعتبر من أكبر الدوائر على مستوى الجمهورية، ومن ثم أعلن الراغبون عن خوضهم المنافسة وتقدموا بأوراق الترشح لدى اللجنة، وعلى إثر ذلك اشتعلت المنافسة بين العائلات التى قررت الدفع بمرشحين لخوض المنافسة وحسم المقعد لصالحهم، فيما دشن الشباب مبادرة لرفض المال السياسى الذى ظهر مبكرًا فى المشهد الانتخابى ومحاولة شراء الأصوات والاتفاق مع سماسرة الانتخابات لحسم المقعد لصالح من يدفع أكثر، وهو الدور الذى كشفه بعض الشباب ممن قرروا الدفع بمرشح واحد ممثل عن كتله الشباب الواعى المثقف ودعمه من خلال تصويت داخلى بينهم ليتراجع البقية أمام المرشح الذى يقع عليه الاختيار.
وفى هذا السياق، كشف محمد كشك أحد شباب الدائرة لـ«الزمان»، تفاصيل المعركة الانتخابية التى وصفها بالضارية، قائلا: نواب الدائرة الأربعة كانوا على خلاف طوال السنوات الماضية ومنذ أن تم انتخابهم، وسبب الاختلاف يرجع إلى محاولة كل منهم إلصاق أى خدمة لصالح نفسه، ولم يتفقوا على مصلحة الدائرة إلا الأيام الماضية وذلك لدعم شقيق النائب الراحل.
وأبدى الشاب تعجبه من صنيع نواب الدائرة، ووجه حديثه لهم قائلا: أنتم لم تتفقوا طوال السنوات الماضية على شيء والآن تتفقون على دعم شخص بعينة رغم أنه من المفروض وقوفكم على الحياد، معتبرا أن ذلك يدفع الشباب للانتفا ض على تلك الصفقة وإعلان رفضهم التام لها واختيار عدد من المرشحين والمفاضلة بينهم لدعم أحدهم مقابل مرشح النواب الأربعة.
وتابع كشك: داخل الدائرة هناك عدد من العائلات الكبيرة والتى يخاطب المرشحون ودها للحصول على أصوات أبنائها، وهى عائلات كبيرة وتضم كتلة تصويتية كبيرة يبحث المرشحون حاليا كيفية الاستفادة منها.
ويلتقط الشاب محمود فؤاد طرف الحديث، قائلا: منعًا لتفتيت الأصوات قمنا بإجراء لم تشهده أية انتخابات من قبل، وهو عمل استفتاء داخلى بين الشباب على مستوى 66 قرية لاختيار مرشح واحد فقط لخوض المنافسة ضد شقيق النائب الراحل والذى قرر خوض المنافسة بدعم من النواب الأربعة.
وعن أجواء المشهد الانتخابى، يصف فؤاد الأمر بأنه أشبه بالمسابقة السياسية، إذ يتسارع المرشحون المستقلون إلى تقديم واجب العزاء فى المآتم والتهنئة بالأفراح، وكل على حسب قدرته المالية، لكن بشكل عام هناك اتجاه لدعم المرشح المستقل الذى يتوافق عليه الشباب بالمخالفة لرغبة النواب الأربعة.
واستطرد قائلا: المال السياسى بدأ يظهر فى الدائرة وبعض السماسرة المعروف عنهم العمل لصالح من يدفع أكثر بدأوا فى تصدر المشهد لإحباط المواطنين وتوجيه أصواتهم نحو شخص بعينه، وتنظيم حملات ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعى لضرب مرشحين آخرين، ونحاول جاهدين وبشكل فردى توعيه المواطنين بتلك الحملات الخبيثة.
بدوره، كشف مصدر مقرب من النواب الاربعة لـ«الزمان»، عن كواليس الصفقة السياسية التى تمت بينهم والمرشح أحمد الخشن، قائلا: تم الاتفاق بين النواب الأربعة والمحاسب أحمد الخشن شقيق النائب الراحل محمود الخشن على دعمه كاملا وتنظيم جولات لحشد المؤيدين له، ولم يبادر شقيق النائب بهذا الطلب ولكن جاءت المبادرة من النواب الأربعة حينما توجهوا إلى منزل عائلة الخشن لتقديم واجب العزاء وأعلنوا من تلقاء نفسهم رغبتهم فى تأييده، وتصعيده إلى مقعد شقيقه بمجلس النواب.