نكشف سر جمع الحكومة معلومات عن أقارب الموظفين
فى إطار سعى الأجهزة الحكومية إلى تدشين قاعدة معلومات عن الموظفين، بدأ الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة جمع المعلومات عن الموظفين وأقاربهم بالهيكل الإدارى للدولة، وذلك بعدما تيقنت الدولة إلى حقيقة مفادها أنه لا إصلاح إدارى إلا بجمع المعلومات الدقيقة عن الموظفين علمًا بأن المعلومات الموجودة فى الدفاتر قديمة وعفى عليها الزمن.
وحصلت «الزمان» على مستند يوضح الأوراق المطلوبة من كل موظف وهو عبارة عن استمارة تعارف ثلاثية تتضمن معلومات عن الموظف وشقيقاته وأزواجهن.
وفى ضوء ما ورد بالمستند، أكد مصدر حكومى لـ«الزمان» أنه تم تعميم استمارة التعارف بين الموظفين داخل الأجهزة الحكومية وتشمل البيانات التالية: الالتزام بتدوين أسماء الأشقاء الذكور والإناث رباعيًا حتى وإن كان الشخص متوفى، وكذلك الأخوات غير الأشقاء، مع الالتزام بتدوين بيانات أزواج الأخوات الإناث كاملة، وكذا بيانات الأعمام والأخوال الذكور فقط، وإرسال صورة شخصية حديثة، وتوضيح العناوين المفصلة للموظف مع صورة بطاقة الرقم القومى، وأرقام تليفونات صاحب الوثيقة، والتوقيع على الوثيقة بعد ملئها.
وتابع المصدر: الحكومة تسعى لتدشين أكبر قاعدة بيانات بالشرق الأوسط مستفيدة من الموظفين وجمع المعلومات من خلالهم ومطابقتها بالبيانات التى تجمعها لجنة حصر موظفى الحكومة، على أن يتم تعميم وثيقة التعارف تلك بجميع المصالح الحكومية والوزارات وذلك للاستفادة من البيانات فى مشروعات مستقبلية تتبناها الدولة مثل الدعم، ومشروعات أخرى لم يتم الكشف عنها، وتعتمد فى المقام الأول على البيانات.
واستطرد المصدر: إدارة الموارد البشرية أو ما تعرف بشئون العاملين هى المنوطة بتوزيع استمارة التعارف، وقد واجهت الاستمارة فى البداية عشرات الاستفسارات، خاصة أن بعض أقارب الموظفين يعملون بجهات سيادية ولا يجوز الكشف عن هويتهم حرصًا على حياتهم الشخصية والعائلية، إلا أن ذلك لن يمنع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة من تعميم التجربة دون إبداء أسباب واضحة للموظفين.
من جانبه، علق الدكتور محمد حماد الخبير بالتنمية الإدارية، على ذلك الأمر، قائلا لـ«الزمان» إن الدولة تعمل على استكمال قواعد البيانات خلال الفترة المقبلة، وقد ظهر ذلك فى حملة تنقية بطاقات التموين وعجز الحكومة عن توفير البيانات الدقيقة، مشيرًا إلى أن توزيع استمارة تعارف وجمع معلومات عن أقارب الموظفين حل مثالى ليصبح لدينا قاعدة بيانات ومن خلالها نستطيع خوض مشروعات تنموية وتوصيل الدعم لمستحقيه، علمًا بأن البيانات لا بد أن تكون متضمنة وظيفة الشخص المذكورة فى استمارة التعارف والتى تضمن أعلى مستوى فى دقة البيانات المجمعة.
وتابع حماد: ربما تكون جمع بيانات الموظفين وأقاربهم حتى الدرجة الثانية مثار تساؤلات واستفسارات خاصة أنها المرة الأولى، لكن على كل حال فهى تتماشى مع سياسة الدولة بالوقت الحالى وهو إعادة جمع المعلومات والبيانات من جديد، والتى عفى عليها الزمن دون تحديث.