المجرى الملاحى لقناة السويس.. جاهزية عالية.. وتأمين متواصل

المجرى الملاحى لقناة السويس.. جاهزية عالية.. وتأمين متواصل

خبراء: زيارة رئيس الأركان رفعت الروح المعنوية للأفراد القوات المسلحة

رجال كالأسود يواصلون الليل بالنهار للحفاظ على التراب الوطنى.. هذا هو حال جميع رجال القوات المسلحة فى كل بقاع المحروسة،  لكن الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أراد الاطمئنان بنفسه على مستوى جاهزية وكفاءة عناصر تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس ونقاط حرس الحدود بنطاق الجيش الثانى الميدانى؛ وقام بزيارتهم وناقش عددا من الضباط والجنود فى أسلوب تنفيذهم مهامهم القتالية المختلفة وكيفية مواجهـة المواقف الطارئة التى يمكن التعرض لها، والإجراءات المتخذه لتأمين كافة المناطق المحيطة بقطاعات المسئولية.

وأكد رئيس الأركان خلال جولته على أهمية تحلى المقاتلين باليقظة والوعى خلال تنفيذ مهام التأمين وحماية الشريان الحيوى، وأثنى على مستوى عناصر التأمين ومستوى تدريبهم الراقى ويقظتهم التامة بالرغم من صعوبة الأحوال الجوية ومدى تفهمهم لمهامهم الموكلة إليهم، وقد أنهى المرور بمشاركة عناصر التأمين المجرى الملاحى أحد الأنشطة التدريبية.

وتتمثل عملية التأمين فى حراسة ضفتى القناة بمسافة معينة وبشكل مستمر، بخلاف وجود تأمين من داخل مجرى القناة نفسه، بالإضافة لنشر القوات الأمنية للأكمنة الثابتة والمتحركة لتأمين محاور القناة، وتحقيق حالات الاشتباه للعابرين بين الضفة الشرقية والضفة الغربية، والقيام بحملات تمشيطية يومية على المزارع المتاخمة للمجرى الملاحى، وتأمين المحاور البرية الرئيسية التى تربط سيناء بمحافظات القناة والقاهرة والدلتا ومنع الدخول إليها وقت اللزوم إلا بتصاريح للمقيمين بها.

 ويتم التأمين عن طريق استخدام الطائرات واللنشات والمدرعات والمجنزرات وقوات المشاة التى تتعدى 4 آلاف جندى متواجدين بالضفتين الشرقية والغربية للقناة، وباستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات للسيارات المترددة على محاور عبور القناة البرية والمعديات البحرية، وكاميرات المراقبة بعمق 3 كيلومترات على شاطئى القناة فى اتجاه صحراء سيناء والمناطق الزراعية المتاخمة لساحل القناة بالجناين والقنطرة غرب وفايد والبحيرات المرة، وإنشاء التجهيزات الهندسية كالسواتر والحواجز على ضفتى القناة، وإقامة أسوار خرسانية، وأبراج مراقبة لضمان عبور السفن للمجرى الملاحى بأمان تام.

كما يتم إزالة المنازل المتاخمة للمجرى الملاحى، وتعويضهم بمنازل أخرى فى مناطق أبعد عن ضفتى القناة بالاتفاق مع شيوخ القبائل، بهدف كشف الأرض المتاخمة لضفتى القناة، بحيث لا توجد إلا أراضٍ مفتوحة سواء زراعية أو صحراوية لإقامة سياج أمنى بعمق نحو 3 إلى 4 كيلومترات.

ويتولى تأمين المحور الملاحى للقناة الجيش الثالث الميدانى عن طريق قوات تأمين قناة السويس والمنشآت الاقتصادية وقطاع السخنة والقطاع الريفى وقوات تأمين قطاع السويس وذلك فى النطاق الخاص به بدءًا من نهاية نطاق الجيش الثانى وحتى جنوب المخرج الجنوبى للقناة بطول 52 كيلومترا إلى جانب التأمين الداخلى للمجرى الملاحى، وذلك بالتنسيق مع قوات الجيش الثانى وحرس الحدود والقوات البحرية والقوات الجوية والدفاع الجوى والشرطة العسكرية من خلال مركز القيادة المشترك لقوات تأمين المجرى الملاحى، كما تتعاون قوات الجيش مع قوات الشرطة التى يمثلها مديرية أمن السويس، ومديرية أمن الإسماعيلية، ومديرية أمن بورسعيد.

وأوضح اللواء أركان حرب نصر سالم الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، أن أعمال تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس تكون على الطريق إلى معدية القنطرة وسرابيوم للمتجه إلى أرض الفيروز، وهناك يقف رجال من الجيش والشرطة عبر عدد من الأكمنة يتابعون كل صغيرة وكبيرة ويترقبون بعيون الصقور كل المتجه إلى سيناء والخارجين منها عبر هذه المعديات.

وأضاف سالم أن رجال التأمين يقومون من خلال هذه الأكمنة بفحص وتفتيش السيارات وكذلك الركاب والتأكد من هويتهم والتحفظ على المشتبه بهم، وذلك عبر خطة محكمة تغطى طول المجرى الملاحى للقناة، ومن خلال أكثر من كمين وعلى مسافات قريبة من خلال مراقبة كاملة لحركة سير المواطنين أو المتجهين إلى أرض الفيروز وعبر بوابات إلكترونية، مشيرًا إلى أنه يشارك فى تأمين المجرى الملاحى جميع عناصر القوات المسلحة، ومهمتها الأساسية تأمين السفن العابرة لقناة السويس، من وقت دخولها حتى خروجها، ويشهد قافلتين يوميا، يتم تأمينهم بعدة وسائل منها العنصر البشرى وكذلك المعدات الحديثة.

وتابع الخبير العسكرى أن أبطال تأمين المجرى الملاح يقومون بمهامهم من خلال دوريات ثابتة ومتحركة على طول الممر الموازى لمجرى القناة لتأمين السفن العابرة عبر قوافل الشمال أو الجنوب إضافة إلى دوريات أخرى تتحرك داخل المجرى الملاحى وعلى مسافة قريبة لتأمين هذه السفن لضمان عدم تعرضها لأى محاولة لاستهدافها، مشيرًا إلى أن هذا المجرى الملاحى يمثل أهمية كبرى للأمن القومى المصرى، مؤكدين أنهم يشعرون بالفخر من خلال مشاركتهم فى فعاليات العملية الشاملة لتطهير مصر من الإرهاب وخاصة سيناء العزيزة، ولفت إلى أن زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة لعناصر تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس هى دفعة قوية لهذه العناصر ورفع الروح المعنوية لهم، مشيرا إلى أنه يجب تكرار مثل هذه الزيارات بصورة دائمة.

وفى نفس السياق قال العقيد أركان حرب حاتم صابر الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، إن مهمة تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس هى من المهمات الأساسية الموكلة للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة عملت من خلال قوات المجرى الملاحى لقناة السويس على تكثيف أعمال المراقبة والتأمين بالقوات والمعدات على طول المجرى الملاحى من الجانبين؛ لمنع تسلل أى دعم للعناصر الإرهابية من جانب، وتأمين كافة السفن العابرة للقناة، مستخدمة فى ذلك أحدث التقنيات الحديثة، والخطط المتطورة فى سرعة المراقبة والتنفيذ، حيث هناك وحدة مراقبة متكاملة بطول المجرى الملاحى.

وأضاف صابر أن القوات المسلحة والشرطة المدنية تفرض حصارًا وعمليات تكثيف شديدة على كافة خطوط الإمداد المادى واللوجستى والمالى والطبى للعناصر الإرهابية، التى تتلقى ضربات موجعة وخسائر فادحة فى التعداد والمعدات نظرًا لنجاح العملية فى تحقيق أهدافها حتى الآن بشكل متسارع ودقيق، مشيرًا إلى أن رجال القوات المسلحة الباسلة وقوات الأمن الداخلى برعوا فى تأمين حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس، وسلامة منشآت الهيئة الرئيسية فى مختلف مدن القناة، مؤكدا أن القوات المسلحة تؤمن المجرى الملاحى برا وبحرا وجوًا، وأنها قادرة على المساعدة فى إطلاق قطار التنمية والحفاظ عليه.

وعن زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة لعناصر تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، قال العقيد إن هذه الزيارة طبيعية وذلك للاطمئنان على مدى جاهزيتهم لتنفيذ مهامهم، والوقوف على مستوى الكفاءة القتالية للعناصر المشاركة فى أعمال التأمين، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة داعمة معنويًا لأفراد وعناصر تأمين المجرى الملاحى.