الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

سيناء طاهرة بدماء الشهداء.. تضحيات رجال الداخلية تخلد في ذاكرة التاريخ

حتى لا تكون فتنة

الدماء الطاهرة تغسل أرض مصر من دنس الإرهاب

بالسلاح والفكر والبناء نحارب الإرهاب

تضحيات رجال الداخلية تخلد فى ذاكرة التاريخ.. وكفاح المؤسسات الدينية يبدأ بالخطاب الدينى

خبراء: محاربة الفكر بالفكر وتنقية المكتبات العامة والخاصة من مجلدات التطرف

وضع إستراتيجية جديدة للتناول الإعلامى.. وتدشين مرصد إعلامى

حادثة الدرب الأحمر لن تضر الاقتصاد.. وتزيد من عزيمة الشعب

«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» صدق الله العظيم.. لا تزال مصر تخوض حربها المقدسة لتطهير الوطن من دنس الإرهاب والجماعات المتطرفة لعامها الخامس على التوالى منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التى سيطرت على مقاليد البلاد لعام عززت خلاله مراكز الجماعات المتطرفة ودعمتها لتكوين ميليشيات مسلحة.

وفى المقابل قدمت مصر خيرة شبابها للتصدى لـ«المرض الخبيث»، شهداء ومصابين جراء العمليات الإرهابية الخسيسة، وكانت الحادثة الأخيرة بمنطقة الدرب الأحمر دليلا كافيا للعالم العربى والغربى بأن مصر لا تزال تحارب الإرهاب نيابة عن العالم بعدما تسللت عناصر أجنبية منتمية لداعش بدعم قوى دولية إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما حذرت منه قوى دولية وحذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الكلمة التى ألقاها فى مؤتمر ميونخ للأمن خلال الأيام القليلة الماضية ليعقبها اجتماع عاجل فور عودته إلى القاهرة مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو الاجتماع الذى حمل دلالات كثيرة.

وعلى ضوء الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب وفلول الجماعات المتطرفة، ترصد «الزمان» فى السطور التالية تفاصيل الملحمة التاريخية وسبل المواجهة الفكرية والأمنية والعسكرية للجماعات المتطرفة واستعادة الشباب من براثن تلك الجماعات والدور المنوط على وسائل الإعلام لمساندة الدولة فى تلك الحرب، وزوايا أخرى نلقى الضوء عليها، إلى جانب تضحيات رجال الداخلية.

المواجهة الفكرية للإرهاب

فتحت الدولة المصرية منابر الحوار وحملات تنقيه المجلدات والتى بدأت من مكتبات قصور الثقافة على مستوى المحافظات، إذ أوضح مصدر مطلع بوزارة الثقافة، أن الوزارة وفى ضوء عملها لمساندة الدولة فى حربها ضد الإرهاب شنت فى وقت سابق حملة لتنقية المكتبات على مستوى الجمهورية من مجلدات سيد قطب صاحب الفكر التكفيرى والأب الروحى له، إذ تم رصد عدد من المجلدات انتشرت فى بعض قصور الثقافة وتم التخلص منها، وقد وجدت الدعم خلال حكم الإخوان ووجدت طريقها إلى المكتبات العامة والخاصة وكان على الدولة أن تحاصر تلك المجلدات التى تعتبر الخطوة الأولى نحو طريق التطرف والإرهاب.

وتابع المصدر: «هناك مشروع حكومى آخر لمواجهة الإرهاب بالفكر من خلال تعميم تجربة أكشاك الثقافة، بميادين المحافظات على مستوى الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان، وهو المشروع الذى يسمح للشباب باقتناء المجلدات التى تحارب الفكر المتطرف».

وأوضح محمود نوفل أحد المثقفين، أن الفترة الراهنة تحتاج إلى المواجهة الفكرية وقوة الكلمة إلى جانب المواجهة الأمنية، خاصة أن تاريخ الإسلام فى عصوره التأسيسية شهد انفتاحا على جميع الثقافات والحضارات، والسير على نفس النهج سوف يساعدنا فى حصار التطرف والإرهاب.

وأشار إلى أن هناك قراءات وتحليلات معاصرة لأدباء مصريين لمواجهة الفكر المتطرف، مطالبا بدعم هذا الفصيل من المثقفين بفتح منابر إعلامية رسمية لهم واستضافتهم لتكوين فكر مستنير قائم على احترام المجتمع وتقاليدة ونشر مفهوم الإسلام الوسطى بعيدًا عن التعصب.

إستراتيجية الإعلام

فيما رصدت «الزمان» دراسة تحليلية لبيان الدور الواجب على الإعلام فى مواجهة الإرهاب والتطرف والصادرة عن مركز الصفوة للرأى العام، إذ كشفت الدراسة عن غياب إستراتيجية إعلامية متكاملة ترشّد أداء الإعلام المصرى فى تناول قضايا الإرهاب، والافتقار إلى كود مهنى يرشّد أداء الإعلاميين فى التعامل مع قضايا الإرهاب، وقد طالبت الدراسة بإعداد إستراتيجية متكاملة توضح الأدوار المنوط بوسائل الإعلام القيام بها للتصدى للإرهاب، إلى جانب تحديد المهام المنوطة بكافة الجهات الرسمية ومؤسسات الاتصال المباشر القيام بها لضمان مشاركتها الفعالة فى مواجهة الإرهاب مثل المساجد والكنائس والجامعات والمدارس والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى ومراكز الشباب.

وأكدت الدراسة ضرورة إعداد دليل مهنى يرشد أداء الإعلاميين فى التعامل مع حوداث وقضايا الإرهاب، وأهمية تأسيس مرصد قومى يعنى برصد وتحليل المحتوى الإعلامى المتعلق بالإرهاب.

وقد أشارت الدراسة إلى تحديد مسارين، الأول على مستوى الإعلام متضمنة قائمة محددة بالبرامج التفصيلية المنوط بالإعلاميين القيام بها فى إطار الأدوار المحددة لهم، وكذلك آليات التنفيذ، كما تتضمن الأساليب المبتكرة التى يمكن للإعلاميين الاعتماد عليها فى مخاطبة الرأى العام على نحو يؤسس لثقافة مجتمعة تدعم قيم التسامح والاعتدال، وتنبذ الإرهاب، وتحارب التطرف بمختلف صوره.

كما أوضحت الدراسة أن الدليل المهنى يشمل مجموعة المبادئ المهنية التى ترشّد أداء الإعلاميين فى تغطية حوادث الإرهاب، سواء على مستوى المبادئ المهنية الحاكمة لنقل تفاصيل الحادث الإرهابى، أو المهارات المهنية الخاصة بتعامل الإعلاميين مع مواقع التواصل الاجتماعى بشأن ما يتعلق بالإرهاب، أو آليات تعامل الإعلاميين مع صور الجثامين والمصابين، وكيفية تعامل الإعلاميين مع المصابين والناجين من الحادث، وآليات التعامل الإعلامى مع أهالى وأقارب منفذى العمليات الإرهابية، ومهارات التعامل مع التسجيلات والمشاهد الدموية والتهديدات التى تبثها الجماعات الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو وسائل إعلامها.

فيما أوضح أحمد الدمياطى الباحث بشئون الإعلام، أن ميثاق الشرف الإعلامى وإستراتيجية التعامل مع قضايا الإرهاب لا تزال غائبة عن مجتمع رجال الصحافة والإعلام، ولا بد من وجود دورات تدريبية لتحديد المسارات الصحيحة التى يجب السير بها أثناء تغطية حوادث الإرهاب.

خبراء أمن: العمليات الإرهابية لم ولن ترهب رجال الداخلية البواسل

تضحيات رجال الداخلية كانت واضحة وضوح الشمس فى حرب مصر على الإرهاب، وآخر تلك التضحيات تفجير الدرب الأحمر، إذ كان ذلك الإرهابى الذى يدعى الحسن عبدالله، مستقلا دراجته التى تنقل بها فى أنحاء متفرقة بالقاهرة والجيزة، وكان يسعى لإلحاق التخريب والدمار بهذا الوطن، إذ وضع عبوة هيكلية أمام مسجد الاستقامة بالجيزة قاصدًا بها تخويف وترويع المواطنين، لكن يقظة رجال الأمن والشرطة كانت للإرهابى بالمرصاد، إذ اكتشف رجال الأمن تلك العبوة وتخلصوا منها دون سقوط ضحايا ليمنعوا كارثة دفع فيها 3 من أبطال الشرطة حياتهم بعد أن فجر ذلك الانتحارى نفسه، واستشهد أمينا شرطة أحدهما بمباحث القاهرة والآخر بقطاع الأمن الوطنى وضابط بالأمن الوطنى أيضا، كما أصيب 3 آخرين، إلا أنه تم إنقاذ المنطقة من كارثة محققة، إضافة إلى نجاح أجهزة الأمن فى إبطال مفعول كميات من المواد المتفجرة والمستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة بمنزل ذلك الإرهابى فى الدرب الأحمر.

شدد اللواء عمرو الزيات الخبير الأمنى، على دور منظمات المجتمع المدنى والإعلام، قائلا: يجب أن يقوموا بعقد ندوات للتعريف بخطورة الإرهاب الذى تواجهه الدولة، لأن العمليات الإرهابية تنعكس على اقتصاديات الدولة وخاصة مجال السياحة .

وأضاف الزيات أنه على المواطن دور أمنى أيضا وهو الإبلاغ عن التحركات والتصرفات الغريبة دون تردد أو خوف، لأن هذه النماذج تؤثر على كافة مفاصل الدولة.

كما حذر اللواء عمرو الزيات من اللجان الإلكترونية الإخوانية والتى تبث سمومها على الشعب المصرى، كما أنها تحاول إظهار الدولة المصرية فى صورة أنها غير قادرة على حماية المواطنين، وطالب بمواجهة الشائعات الإخوانية القذرة، وراهن على إعلامنا الشريف بأنه قادر على ذلك، وعلى المواطن ألا يلتفت لها أيضا.

وأضاف الزيات أن جهاز الشرطة يتمتع بروح معنوية عالية، ولا ترهبهم العمليات الإرهابية الخسيسة، ولم يرهق عزيمتهم سقوط زملائهم شهداء أمامهم، بل يزدادون إصرارا على مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، حتى لو ارتوت كل ثرى البلاد بدمائهم الطاهرة.

ونوه الخبير الأمنى إلى أن أكبر دليل على محبة الشعب المصرى لجهاز الشرطه وفخرهم واعتزازهم بشرطتهم هو استمرار تقدم الشباب المصرى والعائلات المصرية للالتحاق بكلية الشرطة رغم المواجهات العنيفة والأعداد الكبيرة للشهداء.

أما اللواء أشرف أمين مساعد وزير الداخلية الأسبق، قال إن عمل الشرطة الحفاظ على المواطن وممتلكاته ويدفع أبناء الداخلية أرواحهم ثمنا لذلك، فى سبيل رسالة سامية وغاية نبيلة لرجال الوطن الأبطال.

وأشار أمين إلى أن جهاز الشرطة وجه عدة ضربات استباقية للأوكار الإرهابية الحقيرة، ويكفى أن العناصر لم تسيطر على شبر واحد فى مصر، لأنهم يخرجون من جحورهم مثل الفئران وينفذون جرائمهم الإرهابية ثم يعودون ثانية إلى تلك الجحور، بالإضافة إلى أن مصر لم تستعن بأى قوى خارجية لمساعدتها فى مكافحة الإرهاب، فهى قادرة عليه كما أنها ضربت الإرهاب فى ليبيا.

وأكد أنه بالرغم من النجاحات التى حققها جهاز الشرطة فى مكافحة الإرهاب، فلا يزال يحتاج إلى توفير الإمكانيات التى تساعده على الارتقاء بأعماله لأقصى درجة، من كاميرات مراقبة ورادارات حديثة ووسائل الاتصالات وسيارات دفع رباعى، ولا بد من توافر منظومة متكاملة للتدريب والتسلح بأسلحة حديثة، لأن الجماعة الإرهابية تحارب الشرطة والمصريين الآمنين بالصواريخ والآربى جى ومدافع الهاون بناء على مخططات مدروسة من قبل أجهزة مخابرات أجنبية.

فيما أكد اللواء أشرف السعيد رئيس شبكة جهاز المعلومات بوزارة الداخلية الأسبق والمحاضر بأكاديمية الشرطة أن دور المواطن لا يقل أهمية عن دور رجل الشرطة، وقد حذر السعيد من الأشخاص الذين يقومون بتأجير الشقق المفروشة دون أن يتم فحصهم من قبل رجال الأمن.

وأضاف السعيد أن رجل الشرطة كما رأينا فى عملية الدرب الأحمر الإرهابية ضحى بنفسه من أجل إنقاذ مئات المواطنين، مطالبا المواطنين بدعم رجال الشرطة.

ضيق الخناق على الإرهابيين

ومن جانبه توقع سالم الزايط الدرسى المحلل السياسى والدبلوماسى الليبى زيادة تضيق الخناق على الجماعات الإرهابية خلال الفترة المقبلة ما يكبدهم خسائر فادحة وتدميرا لبنيتهم وقطعا لجميع خطوط التواصل والإمداد سواء فى ليبيا وسوريا.

وأضاف الدرسى أن التشديدات والتضييقات على الإرهابيين خلال الفترة الماضية تسببت فى تشتيت أفكارهم، وفى هذه الحالة يتم استعمال آخر خطط لهم وهو ما يعرف بالإرهاب الأحمر، هو تنفيد عمليات انتحارية داخل المدن، وشدد على ضرورة مقاومتهم عربيا والتوحد ووضع خطط مسبقة للتصدى لهم وإفشال هذه العمليات والفكر التطرف التكفيرى.

وبين أن هناك أصعدة كثيرة للحرب على الإرهاب منها الوعى الثقافى والدينى وكذلك الاجتماعى، مؤكدا أن الأهم هو توحيد جهود الدول العربية من حيث الخبرات الأمنية بإنشاء غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات، ووضع خطط احترازية لمجابهة العمليات، وانتشال الإرهاب من جذوره.

وفى السياق نفسه، قال إبراهيم كابان، الباحث الكردى السورى ورئيس موقع الجيوإستراتيجى، إن ما يحدث حاليا نتيجة تضييق الخناق على الإرهابيين فى سوريا والمنطقة، مشيرا إلى أن هناك دولا راعية للإرهابين فى سوريا ولها أهداف ضد مصر على رأسها تركيا.

وأضاف كابان أن مصر تواجه التدخلات فى الشأن العربى وإنشاء جماعات إسلامية على رأسها جماعة الإخوان مما يستفز الدول التى لها مصالح فى المنطقة والراعية للإرهاب.

وتابع كابان أن تركيا وقطر هما الراعيتان الأساسيتان للإرهاب فى المنطقة العربية وخاصة لوجود أطماع كثيرة لهما بإقامة دولة عثمانية جديدة.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد أبو زيد الباحث فى إدارة الأزمات والأمن الإقليمى، إن المحاولات الفاشلة للإرهابيين فى مصر نتيجة تضييق الخناق عليهم فى المنطقة العربية ككل والقضاء على أوكارهم.

وأضاف أبو زيد أن فشل العملية الإرهابية يدلل على أن النجاح الشامل للضربات الاستبقاية لأجهزة الأمن خلال الأشهر الماضية، إذ نجحت فى القضاء على 105 إرهابيين خلال 100 يوم، مما أدى إلى تفكيك الخلايا الإرهابية بشكل ملحوظ، وجعلهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، واللجوء إلى تنفيذ عمليات فاشلة ويسهل اصطيادهم قبل تنفيذها.

وأشار إلى أن التعاون العربى فى مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على المنابع المختلفة لتمويله هى الحل، كما فعل الرباعى العربى مع قطر، مطالبا بتوحد عربى قوى للتصدى للفيروس الذى ينتشر بدولنا العربية بأذرع عربية وعثمانية.

الدرب الأحمر لن يؤثر على الوضع الاقتصادى

تربط العديد من المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولى التوقعات المستقبلية الإيجابية لوضع الاقتصاد المصرى بالحفاظ على الأمن فى مصر مما يدعم الاستقرار الاقتصادى وزيادة الاستثمار الأجنبى المباشر باعتبار مصر سوقا إقليمية مهمة.

وكانت مصر قد شهدت تراجعا فى السنوات الماضية، أبرزها خروج الأموال الأجنبية وتراجع عائدات السياحة، بسبب اشتداد العمليات الإرهابية، لكن الوضع بدأ فى التحسن مع انحسار تلك الجماعات.

وتحسن ترتيب مصر مؤخرا فى مؤشر الأمن والسلام المجتمعى خلال الفترة ٢٠١٤-٢٠١٨، إذ حققت مصر المركز ١١٢ من بين ٢٦٣ دولة، مرتفعة بذلك ٤ ترتيبات عن عام ٢٠١٧، فضلًا عن تحسن ترتيبها وفقًا لمؤشرات الأمن وسيادة القانون خلال التقرير لعام 2018.

وحول تأثير حادثة الدرب الأحمر، قال شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادى، إن الحوادث الإرهابية تقع فى كل مكان فى العالم لكنها لا تزال تصدر صورة سلبية عن الوضع الداخلى الذى يؤثر بدوره على الاقتصاد، خاصة أن مصر الآن فى حالة التعافى اقتصاديا وأمنيا .

وتابع أن خطورة هذه العمليات يعود إلى وقوعها فى قلب العاصمة وعلى فترات متقاربة، إذ سبق التفجير الإرهابى بالدرب الأحمر حادث المريوطية الذى راح ضحيته عدد من السياح، ثم مسجد الاستقامة، مشيرا إلى أنه رغم أن هذه العمليات لا تخلف عددا كبيرا من الضحايا، لكنها تصدر صورة سيئة.

وأضاف أن الوضع فى سيناء مختلف، حيث يتعامل المجتمع الدولى مع شمال سيناء تحديدا كنمطقة حرب أو عمليات، ويتفهم طبيعة العمليات والحوادث التى تقع بها، بما يشمل ذلك من ارتفاع أعداد الشهداء وحدة العمليات.

وأشار إلى أن العمليات الإرهابية الأخيرة لن تتسبب فى تراجع التحسن الاقتصادى بشكل حاد خاصة فيما يتعلق بجذب مصر للاستثمارات الأجنبية حتى هذه اللحظة، ولكن الخطورة تكمن فى استمرارها مستقبلا.

ولفت الدمرداش إلى أن قطاع السياحة قد يعتبر الأكثر تضررا جراء هذه العمليات، خصوصا أنها وقعت فى منطقة قريبة من الحسين ومزارات سياحية.

وأكد أن السياحة كانت قد شهدت طفرة بالفعل فى الفترة الماضية، فى ظل توقعات بارتفاع عدد السياح فى الموسم السياحى المقبل.

ومن ناحيته قال محمد ماهر، الخبير الاقتصادى، إن مصر ما زالت فى مرحلة الحرب على الإرهاب، ولم تحقق الاستقرار الأمنى الكامل، لذا من الطبيعى حدوث عمليات على فترات متباعدة، مستبعدا تأثيرها على الوضع الاقتصادى العام أو أداء مصر فى المؤشرات الدولية .

 وأضاف أن جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية ووجوده فى المؤتمرات والمنتديات العالمية، بالإضافة إلى شركات الترويج التى تتعاون معها بعض الهيئات الحكومية مثل وزارة الاستثمار، تلعب دورا مهما فى معالجة الصورة السلبية الت تتسبب بها هذه الحوادث.

كبح جماح الإرهاب والتطرف

ورغم أن قادة المؤسسة الدينية فى مصر المتمثلة فى الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قد بُحت أصواتهم فى التحذير من التطرف والإرهاب خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه مع كل حادث إرهابى نجد من يعولون على قصور الخطاب الدينى، الأمر الذى جعل الناس ينقسمون إلى فريقين فى وجهة النظر، فالبعض ينظر إلى المؤسسة الدينية على أنها مظلومة، وأنها تفعل ما بوسعها، والبعض الآخر يراها مقصرة فى هذا الملف.

لكن فى كل الأحوال فإن استمرار الأحداث الإرهابية ينذر بخطر فكرى يتفشى فى أوساط معينة فى المجتمع، هذه الأوساط تعانى - بما لا يدع مجالًا للشك- من قلة الوزع الدينى وقلة الوعى والإدراك، فهذه هى الفئة الوحيدة التى يسهل استقطابها واجتذابها إلى هذه الجماعات المتطرفة، التى تعتقد أنها تقدم نفسها قربانًا لله، لأن منفذى هذه العمليات الإرهابية، لا سيما الذين يتبنون منهم التفجيرات الانتحارية، لا يمكن أن يضحوا بأنفسهم إلا دفاعًا عن معتقدات مغلوطة راسخة فى عقولهم.

بدوره، أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أن مواجهة الفكر المتطرف تحتاج إلى جهدٍ كبير وتعاون بين كافة مؤسسات الدولة، وفى سبيل ذلك انتهجت دار الإفتاء المصرية مسارات متنوعة بمعاونة أذرعها البحثية متمثلة فى مراكز الدار البحثية ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة الذى يعتنى بدوره بتحديد مختلف ظواهر التطرف وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، ومقولاتها وادعاءاتها، وصولا إلى تقديم أطر وأسباب علاج تلك الظاهرة، وتقديم برامج عمل وخطوات لتحقيق هذا الهدف، كما يقدم المرصد العون والدعم للمؤسسات الدينية والاجتماعية المصرية فى مواجهة تلك الظاهرة وآثارها، بالإضافة إلى تقديم أنماط التشدد والمتشددين، ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمى والمتبنى لهذا الفكر.

وأكد نجم لــ«الزمان» أن دار الإفتاء عملت على استحداث وسائل جديدة تواكب العصر وتسهم فى إيصال رسالتها للكافة، إذ أصدرت عددا من الدراسات النوعية الهادفة لتفكيك الفكر المتطرف ودحض دعاوى الإرهابيين، كما أطلق خلال العام الماضى عددًا من المشروعات التى تعالج عمق قضية التطرف، وعمل على تفكيك تلك الأفكار الهدامة والتفسيرات الشاذة، فجاءت فكرة إطلاق المؤشر العالمى للفتوى كأول مؤشر من نوعه مَعْنى برصد فتاوى أى محيط جغرافى بشكل إحصائى دقيق، وكذلك دشنت الدار وحدة «الرسوم المتحركة» التى خصصت لإنتاج أفلام «موشن جرافيك» ترد على الفتاوى المتطرفة وتدحض الأفكار الشاذة بأسلوب مبسط يصل إلى الجميع.

وأضاف نجم لــ«الزمان» أن دار الإفتاء فعّلت منذ سنوات عدة بروتوكولات تعاون بين الدار ووزارة الشباب، لعقد مجالس إفتائية تعقد فى مراكز الشباب، إيمانًا من الدار بأن الشباب جزء من الحل وليسوا هم المشكلة، وتنعقد هذه المجالس بشكل أسبوعى وتستهدف تغطية مراكز الشباب والتفاعل معهم فى مختلف محافظات الجمهورية، ويتم من خلالها مناقشة قضايا مهمة تهتم بالمجتمع والشباب ومواجهة ظاهرة الإلحاد، فضلا عن عقد مجالس إفتائية بالمساجد بحضور عالم من علماء الدار أو الأزهر، يجيب على أسئلة الحضور فى مختلف المجالات التى تشغل بالهم.

فيما قال اللواء شكرى جندى، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الإرهاب الذى تعانى منه مصر ينبغى أن تشارك فيه جميع المؤسسات وليس الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف فقط، بل يجب أن تشارك فيه وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى ووزارة الثقافة والإعلام والجميع بلا استثناء، مشيرًا إلى أن الإرهاب فى مصر خلفه أجهزة مخابراتية تعمل ليل نهار فى محاولة لإسقاط الدولة المصرية، لكن نوجه للجميع رسالة مفادها أن مصر لن تسقط ولن تركع أبدًا، وحب المصريين لبلادهم والانتماء المتواجد لدى الجميع هو خير شاهدٍ على صدق هذه الرسالة.

وأوضح جندى لــ«الزمان» أن استشراء الإرهاب فى مجتمعاتنا رغم أن قادة المؤسسة الدينية «شيخ الأزهر، وفضيلة المفتى، ووزير الأوقاف» قد بح صوتهم فى الحديث عنه، لا يعنى أن هناك تقصيرا فى الخطاب الدينى، فالخطاب الدينى فى مصر يعمل عليه الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ليل نهار، فالقصة ليست مقتصرة على الخطاب الدينى وحده، لكن القصة تكمن فى ترصد الأجهزة الخارجية، وواصل: «جميع بلاد العالم يوجد بها مثل هذه الأحداث الإرهابية، ومصر هى الأقل على مستوى العالم».

وأضاف عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن مصر تحارب ضد التطرف والإرهاب بمفردها، والجيش المصرى والشرطة المصرية كفيلان بهذه المهمة السامية، مؤكدًا أن هناك خطوات تتبناها اللجنة الدينية للتعامل مع هذا الملف، إذ تتواصل اللجنة بصفة مستمرة مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية والمؤسسة الدينية بشكل عام، من أجل توجيه المصريين وزرع وتوليد الانتماء لدى كل مصرى، فحب الوطن فرض على الجميع وهو من صميم الدين.

ما زال أبطالها يطهرون أرضها من دنس الإرهاب

سيناء الطاهرة بدماء الشهداء

رجال القوات المسلحة على قلب رجل واحد فى مواجهة طيور الظلام

خبراء: يقظة تؤكد نجاح السياسة المصرية فى التصدى للإرهاب الغاشم.. والأعمال الخبيثة لن تزيد المصريين إلا ثباتًا

المصريون  يودعون الشهداء بـ«لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله»

«أنا خريج مدرعة.. أنا اسمى سعيد وإمبارح مت شهيد.. قتلونى فى لحظة غدر.. أنا وصاحبى مفيد.. كان نفسى أشوف أمى بس مليش نصيب.. وأقلها إنى فى العريش وعلى ما تخفيش.. بدرس فى الجيش.. معنى كلمة وطن وشهيد.. وقاعد جنبى صاحبى مفيد.. وكمان شكرى ومحمد وعيد.. راكب على مدرعة زى الأسد.. بقلب شديد.. بس وقت التخرج بإيد ربنا وليس بإيد العبيد.. وإمبارح تخرجت من المدرعة برتبة شهيد.. حاضن سلاحى.. ورافع علم وطنى الحبيب» كلمات للشاعر محمد شعبان إبراهيم، والتى كتبها رثاءً لشهداء القوات المسلحة الأبطال فى سيناء، فهم أصحاب المنازل العالية، والمكانة الرفيعة، والفضائل الكثيرة التى لا تحصى فضلًا من الله الواحد الأحد، وهم من يدافعون عن الأوطان ويقدمون أرواحهم من أجل أن ينعم غيرهم بالحياة والأمن والاستقرار، وليس من يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ويسعون إلى القتل والترويع وتخريب الأوطان.. إنهم خير أجناد الأرض الذين يبذلون دماءهم لتطهير سيناء من الإرهاب والشرور والفتن، ويقوم الوطن لينحنى إجلالًا لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلًا من تلك الشموس.

وتصدى الأبطال لرصاصات الإرهاب الغادر بأرواح الذكية ودمائهم الطاهرة وهم فى عز الزهور ليسطروا أروع دروب الكفاح ليناولوا مرتبة الشهيد وهى عند الله كبيرة، فقد أعد الله للشهيد فى سبيله جنة ومرتبة مع الأنبياء والصديقين، لأنهم بذلوا أنفسهم فى سبيل الله، ليفوزوا بجنات رب العالمين فسبحانه يقول: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾.. ويقول: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

ودعت أرض الكنانة شهداء الوطن الأطهار الذين روت دماءهم أرض سيناء الأبية والتى تعد رمزًا لعظمة مصر وجيشها الذى لم يقبل بديلًا عن تحرير الأرض وهذا الجزء الغالى من الوطن على أعتاب مستقبل مشرق وتنمية شاملة.

واستشهد وأصيب 15 عسكريًا، بالإضافة إلى 7 عناصر إرهابية إثر هجوم فى شمال سيناء، وقال العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، إن عناصر إرهابية هاجمت أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء، وتصدت قوة الارتكاز الأمنى لتلك العناصر واشتبكت معها.

وتابع: «الارتكازات الأمنية تمكنت من القضاء على 7 أفراد تكفيريين، ونتيجة لتبادل إطلاق النيران، تم استشهاد ضابط وإصابة 14 فردا آخرين».

المحافظات تودع بـ«لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله»

شيّع الآلاف فى عدد من المحافظات جنازة 16 ضابطًا ومجندًا إلى مثواهم الأخيرة، استشهدوا خلال تصديهم لهجوم إرهابى على أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء، وسط هتافات منددة بالإرهاب وطالبت بالقصاص لأرواحهم التى بذلت للدفاع عن تراب الوطن.

شارك أهالى مراكز أبوحماد وفاقوس وكفر صقر فى تشييع جثامين 3 مجندين من الشهداء فى جنازات عسكرية وشعبية مهيبة، وقدم الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، برفقته اللواء جرير مصطفى، مدير الأمن، واللواء دكتور حسين الجندى، السكرتير العام، والعقيد رضا الحسينى، المستشار العسكرى، وعدد من القيادات الأمنية واجب العزاء والمواساة للأسر وأهالى القرى.

وخرج جثمان العريف عبدالرحمن سليمان، 22 عامًا، من المسجد الكبير بقرية منزل نعيم، ملفوفًا بعلم مصر، وردد المشيعون هتافات «لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله» و«يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح»، وقال والده إن ابنه كان يعينه على أعباء الحياة؛ كونه أكبر أشقائه الثلاثة، واستكمل باكيًا: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى حرمونى من نور عينى.. الجيران طلبوا منه التأجيل علشان يساعدنى فى المصاريف والإنفاق على أشقائه، لكنه أصر على تأدية الخدمة العسكرية وكان معايا يوم الأربعاء اللى فات وكلمنى يوم الجمعة يطمن عليّا.. فى الجنة ونعيمها يا عبدالرحمن».

كما شيع أهالى قرية السلطان خضر بمركز كفر صقر جثمان محمد عبدالعزيز محمد على، وقال عمّه إن والد الشهيد يعمل موظفًا ولديه 3 أبناء، و«محمد» أكبرهم، وكان محبوبًا بين أصدقائه وأهالى القرية، ويتمتع بالطيبة وحُسن الخُلق «حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى حرمونا من ابننا الغالى».

وفى القليوبية، شارك أهالى مدينة الخصوص فى تشييع جثمان المجند علاء عزت عبدالله، فى جنازة عسكرية مهيبة تقدمها اللواء رضا طبلية، مدير الأمن، وعدد من الأجهزة الشعبية والتنفيذية والقيادات الأمنية، إذ أكد العديد منهم أنه كان يتمتع بدماثة الخلق، معربين عن تضحيته الغالية بروحه فى سبيل وطنه، وأضاف والده: «أحتسب ابنى عند الله شهيدًا؛ فهو ليس غاليًا على مصر».

وودع أهالى قرية الدير بمركز طوخ، المجند أحمد عبدالهادى فؤاد عبدالفتاح، إلى مثواه الأخير، وأطلقت السيدات الزغاريد وسط دموع ذويه وأقاربه، وطلبت زوجته عدم الصراخ على الإطلاق، مؤكدة أنه كان يتبقى له 20 يومًا فقط على إنهاء خدمته العسكرية، لكن القدر لم يمهله ومات بطلًا و«ضحى بنفسه عشان بلده».

واستقبل أهالى قرية مطاى البلد فى المنيا، جثمان المجند عرفات عبدالمنعم محمود عبدالحميد، بهتافات «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله» و«لا لا للإرهاب»، وأدّى العميد أكرم على، المستشار العسكرى بالمحافظة، صلاة الجنازة على الشهيد بالمسجد الكبير بالقرية، وتم دفن جثمانه بمقابر الأسرة بالمقابر المقامة بجوار القرية.

وسادت حالة من الحزن قرية الزينة التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة، انتظارًا لوصول جثمان محمد إبراهيم جمعة سعفان، إذ توافد الأهالى القرية والقرى المجاورة إلى منزل أسرة الشهيد منذ الصباح، للمشاركة فى صلاة الجنازة وتوديعه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة، وكانت والدته فى حالة انهيار تام، ودعت ربها باكية: «يا رب احمى زمايله يا رب.. ربنا يحمى زمايلك يا ولدى على قد ما حكيتلى عنهم».

وقالت: «الله يرحمه كان هيخلص الجيش يوم 25 مايو الجاى، آخر مرّة اتصل بيا الضهر قبل الحادث بيوم، وكان كويس.. ماكنش عايز ينقل من سيناء لوحدته فى القاهرة، وكان بيقولى دايمًا أنا عايز أموت شهيد، قولت له يا ابنى إحنا عملنا لك الشقة، قال الشقة دى عشان أخويا، لأنى عايز أستشهد زى زمايلى فى سينا، وفى آخر إجازة كان بيدعى لزمايله ربنا يسترها عليهم، ورجعلهم مات معاهم»، بينما طالب والده بالقصاص العادل.

وفى سوهاج، شارك الآلاف من أهالى مركز جهينة، فى تشييع جثمان المجند طه إبراهيم خضيرى عبداللاه، الذى استشهد فى الهجوم الإرهابى على كمين أمنى بالعريش، فى حين تأهب أهالى قرية «إدفا» بمركز سوهاج للمشاركة فى تشييع جثمان الشهيد أحمد عدلى حسان ابن القرية الذى استشهد فى نفس الحادث وتأخر وصول جثمانه.

وقد وصل جثمان الشهيد الأول إلى مطار سوهاج الدولى على متن طائرة عسكرية، وأقيمت له مراسم جنازة عسكرية بالمطار، بحضور اللواء يسرى خضر، سكرتير عام المحافظة، نائبا عن المحافظ، الدكتور أحمد الأنصارى، والمستشار العسكرى للمحافظة، وأهالى الشهيدين، وبعدها تم حمل جثمان الشهيد ملفوفا فى علم مصر، ونقله بسيارة إسعاف لدفنه بمسقط رأسه بقرية «نزة الدقيشية» بمركز جهينة، واستقبل الأهالى جثمان الشهيد بحالة من الحزن والبكاء الشديدين، وأقيمت صلاة الجنازة على الجثمان، وتم حمله لدفنه فى مقابر عائلته فى جنازة شعبية شارك فيها آلاف الأشخاص، وعدد من المسئولين التنفيذيين، ورجال الأمن وأفراد من الشرطة العسكرية، وردد المشاركون فى الجنازة هتافات تطالب بالقصاص والثأر من جماعات الإرهاب ومن يدعهما.

ردع الإرهاب ومدرسة الشباب

وقال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كانت على أتم الاستعداد لمواجهة أى عمليات إرهابية، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع عبوة بمسجد الاستقامة فى الجيزة بنجاح تام بعد تفجيرها تلك العبوة دون حدوث أى خسائر.

وأضاف اللواء أن الهدف من هذه التفجيرات والعمليات الإرهابية هو ظهور مصر بصورة سلبية أمام العالم والإيحاء بأنها دولة غير آمنة ومستقرة.

ومن جانبه، أشاد اللواء محمد مختار قنديل الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، بيقظة الجنود المصريين، محذرا فى الوقت نفسه من العمليات الغادرة، وقال: يجب أن نكون متيقظين وبحذر شديد مع المراقبة والانتشار الواسع من قوات الجيش بكل أفرعها والشرطة المدنية.

وأضاف: «كلما نجحت مصر فى القضاء على الإرهاب نجد استمرارًا فى تهديد مصر بكل السبل والأساليب، فالإرهاب لا يختار مكانًا بذاته، وعلى رغم أن مصر مقصودة بأكملها إلا أن الإرهاب لم ينفذ مهامه حتى هذه اللحظة».

وأشار إلى أن القوات المسلحة أظهرت جاهزيتها الكاملة على جميع الاتجاهات الإستراتيجية لقطع الدعم من أى اتجاه عن التنظيمات الإرهابية فى سيناء أو أى مكان آخر.

وقال اللواء طه محمد السيد الخبير العسكرى والمحلل الإستراتيجى، إن حجم القضاء على الأفراد التكفيريين والأسلحة التى تم القضاء عليها ينذر بوجود يقظة كبيرة داخل صفوف القوات المسلحة، مؤكدًا أن هذا هو أقوى سلاح لردع الإرهابين داخل سيناء، مشيدًا بشجاعة قواتنا المسلحة قائلًا: «استطاعت إحباط تلك العمليات، وبدأت الحياة تعود إلى سيناء بصورة شبه طبيعية».

واستطرد: «لم تنته عمليات التطهير بعد ومستمرة على الرغم من تباعد توقيتات البيانات العسكرية على الرغم من نسبة النجاحات الملموسة على أرض الواقع».

وفى نفس السياق، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، إن تكرار هذه العمليات الإرهابية الهدف منها هو النيل من عزيمة والشعب المصرى وعرقلة جهوده فى التنمية والتقدم بالبلاد، مشيرا إلى أن مصر وشعبها لن يستسلموا لهذا الإرهاب الأسود، حتى لو وصل الأمر لتقديم خيرة أبنائها من الجيش والشرطة شهداء فداء للوطن.

وأضاف: «عند شن الجماعات الإرهابية عمليات مشابهة، هذا لا يعنى نجاح المخطط الإرهابى، بل على العكس هذا يؤكد نجاح السياسة المصرية فى التصدى للإرهاب الغاشم، ولكن هذه هى الحرب سجال فتارة خسارة وتارة مكسب» .

من ناحيته، لفت العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إلى ضرورة تسليط الضوء على حادثتين وقعا فى الأيام الماضية، أولاهما كانت ضرب قوى أمنية بعبوة بدائية الصنع بمحيط مسجد الاستقامة فى ميدان الجيزة، والثانى الحادث الإرهابى فى سيناء، لافتًا إلى أن هذه العلميات الإجرامية المتتالية تؤكد نجاح السياسة المصرية الدولية والإقليمية فى محاربة الإرهاب .

وأكد أن الغرض من هذه الحوادث الإرهابية إثارة الرأى العام، خاصة بعد نجاح الشعب المصرى بفضل جهود القوات المسلحة والشرطة فى محاربة الإرهاب، والسير قدمًا فى عمليات التقدم والبناء فى جميع ربوع مصر، لافتًا إلى أن كثرة هذه العمليات لن تؤثر فى عزيمة الشعب المصرى.

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy