خبير سياسي لـ«الزمان»: هناك بدائل ومسارات لصفقة القرن
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، بعد الانتخابات الإسرائيلية التي سيتم إجراؤها في 9 أبريل المقبل، يتأهب الجانب الأمريكي للإعلان عن "صفقة القرن"، وسيبدأ جاريد كوشينير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ، والمبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ، وجيسون غرينيلات في الترويج لها في الفترة من 15-30 أبريل، وسيقومان بزيارة للمنطقة.
وأضاف فهمي في تصريح خاص لـ«الزمان»، أن الجديد في صفقة القرن أن الإدارة الأمريكية بعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وتشكيل الحكومة سيكون ليس لديها مبرر في تأجيل الإعلان عن الصفقة وعقدها، ومحاولة نشرها بصورة كبيرة، وأنه الجانب الفلسطيني وبعض مواقف الدول العربية ترفض الصفقة قبل أن تبدأ لكننا اعتدنا أن الإدارة الأمريكية تعلن مشروعاتها دون أن تضع في اعتباراتها المواقف الأخرى للدول الأخرى، على سبيل المثال إعلان أمريكا أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل دون أن يكون هناك موقفًا مقابل، كذلك قاموا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس دون أن يكون هناك مناقشة أوطرح، فالقضية ليست في أن تحصل أمريكا على دعم أو موافقة من الجانب العربي أو الفلسطيني، لكنهم في الأمر الواقع ينفّذون استراتيجيات.
وأشار إلى أن صفقة القرن إذا لم تنجح فسيكون هناك بدائل ومسارات لصفقة القرن، وهي تنفيذها على الأرض دون الحصول على موافقة من أي طرف من الأطراف، من خلال بعض الإجراءات الإنفصالية مثل تعميق فكرة أن القدس عاصمة لإسرائيل من خلال إغلاق مناطق في القدس بصورة كاملة، أو يطردوا آلاف الأسر، وعمل استيطان أفقي في منطقة شرق القدس، فكل ذلك من إجراءات سياسة الأمر الواقع، وهم بالفعل يقوموا بذلك الآن من خلال إغلاق بعض المناطق في القدس، وطرد آلاف الأسرالمقدسية، ويطرحون مكانهم مدينة العاذرية، لذا ليس هناك نقاش حول ضرورة موافقة الجانب العربي، فالأمر ليس في موافقة الأطراف الأخرى لأنهم لديهم المسارات البديلة في حالة فشل الصفقة.
وأوضح فهمي أن الجانب الفلسطيني قد أعلن رفضه للصفقة فيما تسرب من أخبار، وأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أيًا كانت، وبطبيعة الحال فإنه من المتوقع أن يستمر نتانياهو، ففي حال استمرار نتانياهو فهذا معناه أنه لن يتغير شيء، أي أن المعادلة الداخلية في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لن تؤثر على تنفيذ الصفقة أو تناولها أو الاقتراب منها، بالعكس ستستمر وسيكون هناك فرصة لتنفيذها لأن اليمين الإسرائيلي سيعجل بصورة أو بأخرى في تنفيذ الصفقة.