الجيش المصرى يتسلح بالإنتاج لتغطية احتياجات المصريين

خبراء: يعمل على حماية مقدرات الشعب.. ويحصن الأمة من أى محاولات استقواء.. درع تنموى حصين لحماية الأمن القومى

«ربما يعد المصريون أصلح الأمم لأن يكونوا من خيرة الجنود ومن صفاتهم العسكرية الامتثال للأوامر والشجاعة والثبات عند الخطر والتذرع بالصبر فى مواجهة الخطوب والمحن والإقدام على المخاطرة والاتجاه إلى خط النار وتوسط ميادين القتال بلا وجل ولا تردد».. كلمات سطرتها أنطوان براثيليمى كلوت المعروف بـ«كلوت بك»، الطبيب الفرنسى، عن القوات المسلحة المصرية.

ويسطر الجيش المصرى ملاحم فى دورب الكفاح والثبات والتماسك فى المجالات كافة ما بين الحرب وحماية الحدود إلى المجتمع المدنى ودعم جهود التنمية فى العديد من المجالات، وذلك من خلال الحرص على الاهتمام ببناء قاعدة صناعية وإنتاجية متطورة تلبى جزءًا من احتياجاتها الرئيسية وتخفيف أعباء تدبيرها عن كاهل الدولة، مع معاونة القطاع المدنى لطرح جزء من الطاقات الإنتاجية فى السوق المحلية لتحقيق التوازن والاستقرار النسبى فى الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية خاصة فيما يتعلق بالسلع الإستراتيجية المختلفة.

وتنطلق القوات المسلحة المصرية فى مسيرتها فى مجال التنمية الزراعية والصناعية فى عدة محاور من أهمها التركيز على مشروعات البنية الأساسية وإعطاء عناية خاصة لإقامة مشروعات تنموية بمحافظات مصر، خاصة المناطق الحدودية بما يساعد على تنمية هذه المحافظات وجذب الاستثمارات إليها، والمعاونة فى خلق فرص عمل لشباب الخريجين، مع الاهتمام بالتدريب والتأهيل للكوادر العاملة بهذه المشروعات فى كافة قطاعات العمل والإنتاج.

اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، قال إن مساهمة القوات المسلحة بالمشروعات القومية لا ينتقص من دورها فى حماية الأمن القومى لمصر.

وأكمل سالم لـ«الزمان»: «وإذا كان هناك قوة داخل الجيش المصرى تساهم فى المشروعات القومية فهؤلاء من خارج الوعاء التكميلى له، فتستغلهم القوات المسلحة للعمل لصالح مصر وخدمة المواطن المصرى فى مشاريع تنموية، وهذا يساعد على زيادة الدخل القومى ثم يضاف إلى ميزانية الدولة».

وأوضح أن القوات المسلحة تتولى إدارة المشاريع الكبرى وليس العمل بها، مثل: «الأنفاق، والطرق، وقناة السويس»، مضيفًا أن حفر القناة اشترك فيه 100 شركة مدنية و7 كتائب وهى للمساهمة فقط فى الأعمال التى لا تستطيع الشركات عملها.

وتابع رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن هذا دعم لكل المؤسسات الوطنية والخاصة التى تريد خدمة الوطن، وهذا ينعكس على أداء كل هذه المؤسسات من انضباط والتزام.

ونوه سالم بأن مشاريع القوات المسلحة مثل «مزارع اللحوم أو الدواجن.. وغيرها من مشاريع القوات المسلحة»، هى فقط لتغطية مطالبها من مأكل ومشرب، فمصانع الجيش تعمل للحفاظ على مقدرات المواطنين اليومية.

وأكد أن هذا يمنع من التدخل فى الشأن العسكرى، موضحًا: «إذا اشترت القوات المسلحة من الأسواق الأكل أو الملابس أو الغطاء.. سيقال إن الجيش سيحارب»، فصناعة الجيش ومساهمتها فى المشاريع ليست بدعة بل إن كل جيوش العالم تفعل مثل هذا.

فى نفس السياق، أوضح الخبير العسكرى محمد مختار قنديل أحد أبطال سلاح المهندسين فى حرب أكتوبر، أنه من المعلوم أن القوات المسلحة أكثر جهة مصرية تماسكًا، فأى عمل هندسى يحتاج فى تنفيذه إلى الدقة فى أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة، وهنا تأتى الأفضلية للقوات المسلحة.

وأضاف الخبير العسكرى لـ«الزمان» أن هناك مشاريع قومية تنفذها القوات المسلحة بذاتها، ومشاريع تشرف عليها فقط لضمان خروجها بالشكل المرجو، كأن تقوم مثلًا فى قطاع الطرق بعمل مناقصة بين الشركات ثم تشرف على عمل الشركة التى وقعت عليها المناقصة وتلزمها بالمواصفات القياسية التى وضعت لهذا المشروع.

وبين أنه يتم تلك الشركات عن طريق مهندسين متخصصين داخل القوات المسلحة للإشراف على تلك المشروعات وضمان جودتها.

وأكد أحد أبطال حرب أكتوبر، أن هذا لا يؤثر على الكفاءة القتالية للقوات المصرية فى محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومى المصرى.

اللواء أركان حرب على حفظى محافظ شمال سيناء الأسبق، قال لـ«الزمان» إن المهمة الأولى والرئيسة للقوات المسلحة هى حماية الحدود والوطن والشعب، من أى تهديدات أو تحديات تؤثر على الأمن القومى للدولة، لإتاحة الأمن والاستقرار الذى يساهم فى التنمية بما يؤدى إلى رفاهية الشعب.

وأشاد حفظى بدور القوات المسلحة فى حماية مصر من الإرهاب والأعمال التخريبية، والسير قدمًا نحو التنمية.

وأكد محافظ شمال سيناء الأسبق أن القوات المسلحة تسعى جاهدة لتسيير عجلة التنمية التى هى أساسها المشروعات القومية.

وأوضح اللواء أركان حرب أن الدراسة والتخطيط المسبق والتدقيق ثم متابعة التنفيذ على أرض الواقع للقوات المسلحة جعلها تحقق الأرقام القياسية فى المشاريع القومية خاصة فى عامل القوات إذ أنها تنجز جميع الأعمال التى بها دقة عالية وفى وقت قياسى.