لأول مرة 4 جامعات تشترك في مؤتمر عن تنمية الصعيد بالأقصر
عزيز: إنشاء حاضنة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب بسوهاج
حمادة: استعراض رؤية الشباب لتلبية الاحتياجات الفعلية للإقليم
صدقى: تطوير المناهج الدراسية بالجامعات أساس التنمية المستدامة للصعيد
خضارى: التركيز على الاستثمار بالمثلث الذهبى قنا سفاجا القصير
يفتتح اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، يوم 11 مارس مؤتمر تنمية الصعيد بجامعة جنوب الوادى فرع الأقصر، تحت عنوان «برنامج إبداء مستقبلك»، لبحث كيفية جذب شباب الجامعات للعمل الحر، بدلا من البحث عن الوظيفة التقليدية فى القطاعين الخاص والحكومى، بمشاركة محافظى سوهاج وقنا والأقصر وأسوان والوادى الجديد والبحرالأحمر، ورؤساء جامعات أسوان وجنوب الوادى وسوهاج والوادى الجديد.
ويبحث المؤتمر المشكلات الحقيقية التى تواجه فرص الاستثمار على أرض الواقع، ويضع خريطة للمشروعات التى يحتاج إليها الإقليم، ويحدد أولويات التنمية لكل منطقة فى المحافظات الستة، وسبل جذب رجال الأعمال للاستثمار فى محافظات مصر العليا.. «الزمان» التقت بمنسقى المؤتمر للتعرف على دورهم فى التنمية المستدامة.
فى البداية يشير الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج، إلى مشاركة جامعات الوادى الجديد وأسوان وجنوب الوادى وسوهاج، فى إقامة مؤتمر موحد لأول مرة إذ جرت العادة أن تنظم كل جامعة مؤتمرها بعيدا عن الأخرى، مشيرا إلى أنه مؤتمر غير نمطى لا يستهدف فقط تقديم بحوث علمية بل يستهدف وضع حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع لمشاكل التنمية المستدامة بمحافظات مصر العليا الستة.
وأوضح لـ«الزمان» أن الجامعة يوجد بها أكثر من 50 ألف طالب، يملك أغلبهم أفكارا لمشروعات صغيرة ومتوسطة، إلا أنهم لا يجدون حاضنة لتوجيههم، لذلك وقعت الجامعة برتكول تعاون مع وزارة التخطيط من أجل إنشاء صندوق حاضن للمشروعات الصغيرة والمتوسط، وستعرض الجامعة هذه الخدمة خلال المؤتمر ليمتد نشاط الصندوق إلى الجامعات الثلاثة الأخرى، لمساعدة شباب الخريجين فى التعرف على مصادر التمويل التى يمكن أن يحصلوا منها على تمويل لمشروعاتهم.
وأضاف عزيز أن الصندوق سيتولى شرح الموقف القانونى من تنفيذ هذه المشروعات وكيفية توقيع عقود تمويل مع الجهات الداعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لافتا إلى أن الصندوق سيتواصل مع المحافظين الستة لتخصيص الأراضى اللازمة لإقامة المشروعات، ووضع تصور للإمكانات المتاحة بكل محافظة، لتوفر المواد الخام اللازمة لمشروعات الإنتاجية، كما سيعمل على فتح سوق محلية لمنتجات هذه المشروعات، وربط هؤلاء الشباب بشركات الاستثمار الكبرى سواء لدعمهم فنيا أو للمساهمة فى تسويق منتجاتهم.
ولفت رئيس جامعة سوهاج إلى إنشاء الجامعة 3 مراكز للتأهيل الخريجين لسوق العمل، الأول مركز تدريب بكلية الزراعة بالتعاون مع شركة «إن روت» وبدعم من السفارة الهولندية بالقاهرة، لعمل دورات لريادة الأعمال، حيث تم تدريب أكثر من 600 طالب حتى الآن، مضيفا أن المركز الثانى يعمل على تنمية مهارات الطلاب وتأهيلهم للتوظيف، وقام بتنفيذ عدة دورات عن المهارات المطلوبة لسوق العمل كان آخرها تدريب 50 طالبا على دورة مناجم بالمشاركة مع مؤسسة تروس ليكونوا قادة فى مجال ريادة الأعمال.
وأوضح عزيز أن المركز الثالث سيتولى نقل التكنولوجيا وريادة الأعمال وهو وحدة ذات طابع خاص، تقوم بحصر فرص العمل المتاحة فى السوق وعمل تدريب تحويلى للطلاب والخريجين، وقد انتهى من تنظيم 3 دورات فى التبريد والتكييف وصيانة المحمول، بخلاف دورة أفراد أمن تم الإعلان عنها ولكن لم يتم تنفيذها حتى الآن، وأن هناك إقبالا كثيفا من الطلاب على المشاركة فيها.
وقال رئيس جامعة سوهاج إن الجامعة أنشأت مركزا لتنمية مهارات الطلاب بالتعاون مع الجامعة الأمريكية وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية، قام بتدريب 200 طالب رغم أنه بدأ عمله منذ ثلاثة أسابيع فقط، وافتتحه السفير الأمريكى ورئيس الجامعة الأمريكية هذا الأسبوع.
وأشار الدكتور أحمد عزيز إلى إنشاء كلية التجارة وحدة تدريب على العمل المصرفى بالتعاون مع البنك المصرفى لتأهيل الخريجين على كيفية اجتياز الامتحانات فى البنوك وتم الاتفاق على عمل بنك وبورصة افتراضية داخل الجامعة لتدريب طلاب وخريجى كلية التجارة على سوق العمل، لافتا إلى دعم الجامعة هذه المبادرات عن طريق توفير أماكن التدريب دون مقابل، وقيامها بتوفير أماكن لهذه الوحدات ذات الطابع الخاص، وفريق العمل الذى يقوم بتنظيم الدورات داخل هذه الوحدات عن طريق أعضاء التدريس، كما تقوم الجامعة بتوفير الإعلانات الخاصة بالتسويق والتدريب ويكون مجانا دون مقابل.
وأوضح عزيز أن الجامعة تعاقدت مع الكلية الفنية العسكرية على تصنيع كرسٍ متحرك لصعود السلالم لذوى الاحتياجات الخاصة من اختراع وابتكار أحد طلاب الجامعة من خلال بروتوكول التعاون بين جامعة سوهاج والكلية الفنية العسكرية، مشيرا إلى قيام طلاب الجامعة بتنفيذ عدة مشروعات داخل كلية الزراعة مثل تجفيف الحاصلات الزراعية وبيعها فى منافذ الكلية، ومشروع زراعة وتجميع عش الغراب وبيعه بالجامعة وكذلك مشروع الأيس كريم.
ودعا الدكتور أحمد عزيز المستثمرين المصريين إلى توجيه استثماراتهم إلى هذه المحافظات التى تتميز بوجود عدة مناطق صناعية، منها غرب طهطا – غرب جرجا – الكوامل – حى شرق أو الكوثر بسوهاج توفر الأراضى المرفقة دون مقابل طبقا لقرار رئيس الجمهورية وهى ميزة لا تتمتع بها أى محافظة بالوجه البحرى، لافتا إلى وجود طريق يربط سوهاج بالبحر الأحمر حيث ميناء سفاجا للتصدير، كما يوجد بها مطار دولى وشبكة طرق متميزة يمكن أن تساهم فى تحسين عملية التصدير والاستيراد من سوهاج، لافتا إلى وقوع المحافظة فى منتصف الطريق بين القاهرة وأسوان، بالإضافة إلى رخص الأيدى العاملة وتوفرها بشكل كبير، كما تم تطوير البنية التحتية بسوهاج من مياه وصرف صحى وخدمات بشكل أفضل.
وقال رئيس الجامعة إن سوهاج تمتلك مقومات سياحية وأثرية يمكن أن تستثمر، ولكن تمويل البنوك يحتاج إلى تسهيلات بنكية، داعيا أبناء سوهاج إلى توجيه جزء من استثماراتهم لمشروعات المحافظة، مشيرا إلى افتقار أصحاب المشروعات بسوهاج إلى الدعم الفنى، حتى فى ظل توفر رأس المال.
وقال عزيز إن محافظات جنوب الصعيد فى حاجة إلى إقامة المشروعات الخاصة بالحاصلات الزراعية والثروة الحيوانية، وإلى إقامة مشروعات خاصة بالجلود لامتلاك المحافظة كميات كبيرة من الجلود غير المستغلة وإقامة مشروعات صناعة الأثاث والمشروعات الخاصة بالصناعات التكميلية مثل صناعة المسامير والصواميل التى تدخل فى كثير من الصناعات، وكذلك مشروعات المخلفات الزراعية والمخلفات الصلبة وإمكانية إقامة مشروعات كبرى للسماد العضوى.
ونوه الدكتور صدقى حسن على أستاذ الميكروبيولوجى بكلية علوم جامعة الوادى الجديد، ومنسقها بالمؤتمر، إلى استعراض اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية فى المؤتمر برنامج الحكومة لتنمية جنوب الصعيد، وقيام الدكتور مصطفى وزيرى رئيس المجلس الأعلى للآثار بشرح المقومات الأثرية غير المستغلة فى جنوب مصر وسبل تنميتها، فيما يستعرض الدكتور سيد عبد الستار نقيب العلميين الإستراتيجية الواقعية لتنمية جنوب الصعيد، ويحدد الدكتور أحمد حجازى الاستثمار الأخضر وتحديات التنمية بالإقليم.
وأشار صدقى إلى تقدم الجامعة للمؤتمر بدراسات حول أهمية تطوير المناهج الجامعية لإرساء الأمن الفكرى لدى الشباب كمدخل أساسى لتحقيق التنمية المستدامة بمحافظة الوادى الجديد، ودراسات عن شبكة الطرق ودورها فى التنمية المستدامة فى مصر العليا، ودور المرأة فى تحقيق التنمية المستدامة، وأهمية تكوين عناقيد صناعية كأحد صور التحالفات الإستراتيجية فى دعم القدرة التنافسية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مع الإشارة للتجربة الإيطالية فى صناعة الرخام.
وأكد منسق جامعة الوادى الجديد تقدم الجامعة بدراسات عن الأخطار البيئية وأثرها على التراث الحضارى للمناطق الأثرية فى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد باستخدام تقنيات نظم المعلومات والاستشعار عن بعد، وتقدمها بمقترح برنامج لتأهيل معلمى التربية الرياضية بمدارس الدمج لذوى الإعاقات البسيطة بمرحلة التعليم الإعدادى، باعتبارهم عنصر مهم فى التنمية، ورؤية عن كيفية تجويد التعليم الثانوى الفنى الزراعى كأحد مداخل التنمية بمحافظة الوادى الجديد.
وفى سياق متصل أوضح الدكتور حمادة رجب أستاذ التخطيط بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسوان، ومنسق الجامعة بالمؤتمر، أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق أهداف تنمية مصر 2030 التى تهدف إلى تطوير التعليم لمواكبة المتغيرات العالمية، وربطه بسوق العمل، لافتا إلى عرض الجامعة خلال المؤتمر تجربة قيام 25 طالبا من طلابها بحصر احتياجات مركز دراو بمحافظة أسوان على أرض الواقع ووضعهم خطة مستقبلية للنهوض بها.
وأضاف لـ«الزمان» أن الجامعة ستشارك بـ80 بحثا علميا، حول كيفية تنمية الجزر النيلية، والمراكز الحضرية، والريفية، والأثرية، والأودية الجافة، والظهير الصحراوى لمحافظات سوهاج وقنا والأقصر وأسوان، واستغلال المسطحات الخضراء بصورة غير تقليدية.
وقال الدكتور حمادة إن الجامعة ستطرح فى المؤتمر آليات تمويل تسويق المشروعات، وطريقة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج السماد العضوى الصناعى أو الكمبوست من جريد وسعف النخيل، وسيضع خريطة للتنمية المستدامة بالمحافظات الستة، من خلال مائدة مستديرة يشارك فيها رؤساء الجامعات والمحافظين فى نهاية المؤتمر.
من جانبه أكد الدكتور فرج خضارى أاستاذ الهندسة المدنية بجامعة جنوب الوادى ومنسق الجامعة بالمؤتمر، أن الجامعة ستقدم عدة دراسات حول تنمية المثلث الذهبى قنا - سفاجا- القصير، لاستثمار الموارد الطبيعية المنتشرة به، وخاصة الفوسفات والمنجنيز وغيرها من الخامات التعدينية.
وأشار الدكتور خضارى إلى مشاركة 5 طلاب من الجامعة بدراسات تطبيقية، منها مشروع إنتاج السماد العضوى كمخصب طبيعى خالٍ من بقايات الكيماويات والمبيدات، فيما سيتقدم آخر بدراسة عن التنمية السياحية للإقليم، مؤكدا أن الجامعة ستتقدم برؤية حول كيفية استخدام الصخر الزيتى كأحد مصادر الطاقة البديلة على ساحل البحر الأحمر، وسبل تطوير الحرف التراثية فى إقليم جنوب الصعيد، وأولويات المشروعات بجنوب الصعيد باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وستشرح خصائص السكان ومعوقات التنمية فى محافظة قنا.
وأوضح أستاذ الهندسة المدنية أن المؤتمر سيصاحبه معرض للشركات الاستثمارية بالمحافظات الجنوبية، كما سيخصص جلسات لدراسة بعض النماذج الاستثمارية الناجحة بالصعيد، وسيبحث سبل تسويق الكوادر البشرية على اعتبار أن الصعيد يعانى من ارتفاع نسبة البطالة، بالرغم من وجود عدد كبير من الجامعات به، كما يضع برنامجا لاستغلال الجزر النيلية، والظهير الصحراوى لمحافظات سوهاج وقنا والأقصر وأسوان، وطرق تنمية المناطق الأثرية والسياحية، وكيفية الاستفادة من الأودية الجافة التى يتميز بها الإقليم.
وأضاف منسق المؤتمر بجامعة جنوب الوادى أن الجامعة ستقدم دراسة تحليلية تطبيقية لمعوقات صناعة الملابس الجاهزة للأطفال فى محافظة قنـا للنهوض بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتضع برنامجا لتطوير القدرة الإبداعية لمديرى المدارس الثانوية العامة فى ضوء الفكر الإدارى المعاصر، كما تقدم برنامجا للنهوض بسياحة ذوى الاحتياجات الخاصة من منظور جغرافى.