عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين: نعيش في كابوس ظلام الكيان الصهيوني.. وننتظر دعم مصر والأزهر
عماد يعقوب حمتو: يد واحدة لا تصفق.. نحتاج دعم العرب والمسلمين الكامل للقضية الفلسطينية
عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين: الكيان الصهيوني منع سفر طلابنا لدراسة الطب بجامعة الأزهر
أكد عميد قطاع المعاهد الأزهرية في فلسطين الشيخ عماد يعقوب حمتو، أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم، أن المعاهد الأزهرية فى قطاع غزة على الرغم من مواجهتها لحصار الكيان الصهيونى وتعرضها للغارات الإسرائيلية، إلا إنها حريصة على إكمال المسيرة التعليمة وحفظ طلاب الأزهر من الوقوع فى شراك الجماعات التكفيرية، طالبا مزيدا من الدعم للشعب الفلسطيني من قبل مصر ومؤسسة الأزهر الشريف.
كما باح الشيخ عماد حمتو، بالعديد من المشاكل التى يواجهه الطلاب فى فلسطين، فتم مؤخرا منع طلاب كثيرون للسفر إلى مصر لدراسة الطب بجامعة الأزهر، بسبب المعوقات التى ينثرها الكيان الصهيونى فى طريق هؤلاء البراعم، متمنيا تقوية التواصل ما بين العاملين في معاهد غزة والإخوة العاملين بالأزهر خاصة الوكيل.
بداية.. حدثنا عن ردة فعلك عندما فُتح المسجد الأقصى لأول مرة منذ 16 عاما؟
نحن فخورون بإخواننا وأهلنا فى المسجد الأقصى، بفتحهم لباب الرحمة، مما يعد إنجازا كبيرا، فهم البوابة الأولى للتصدى لأفعال العنف من قبل قوات الاحتلال الصهيونى، ومحاولته في طمس معالم المسجد الأقصى والمرافق التابعة له، وشاهدنا جميعنا كيف تغلب أهالى القدس على خطة تآمر الكيان الإسرائيلى في غلق أبواب الأقصى، واليوم يتجدد الأمل فيهم حين فتحهم لأبواب بعد غلقه إلى ما يقرب لـ16 عاما.
هل طبق نظام التابلت بقطاع المعاهد فى غزة؟
مازال لم ينفذ نظام التابلت لدينا بعد، لكننا على تواصل دائم مع رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، الشيخ على خليل، بالقاهرة، فدائما يلتفت إلى قطاع معاهد غزة لوضع آليات تطوير التعليم الأزهرى لدينا، ولوضع صورة واضحة عن نظام الامتحانات هل سيكون بغزة كما هو مفعل بمصر، أم سيكون النظام القديم المعمول به حاليا نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها قطاع المعاهد هنا.
ما استعدادات فضيلتكم لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية؟
نحن على أتم الجاهزية والاستعداد لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية نتابع خطة المدرسين أول بأول وفق البرامج المطروحة ومدى موائمة هذه الخطة لجهود المعلمين وقيامهم بها وفى ذات الوقت وجهنا لجنة الإشراف والمتابعة لاتخاذ اللازم بشأن وضع جداول للامتحانات التجريبية قبل الأساسية وإضافة بعض دروس التقوية والخصوصية لإمكانية مساعدة طلابنا للحصول على أعلى الدرجات، ونأمل أن يكون هذا العام كسابقه فى تحقيق نتائج تستحق الاحترام والثناء من قبل فضيلة الإمام.
برأيك هل نجح مؤتمر وارسو في تمرير صفقة القرن، وإنهاء القضية الفلسطينية؟
هذه قضية كبرى مر عليها الكثير من المؤامرات والعديد من التشكيكات، وتربص بها أعداء كثيرون، لكن أولا وآخيرا هى قضية الكون أجمع، وقضية القرآن والإنجيل والتوراة -مشيرا فى هذا أن جميع الأديان تحارب من أجلها- فمؤتمر وارسو وغيره من مؤتمرات الظلام مهما حاولوا أن يطفئوا شعاع الأمل الخاص بنا لن يستطيعوا، ونحن دائما نأمل فى مصر خيرا فهى على مر العصور ممدة يدها لدعم القضية الفلسطينية ومازالت حاضرة وحاضنة للمشروع الوطنى الفلسطيني، ونأمل أن نتخطى مؤتمر "وارسو"، ونتائجه الكارثية، و"صفقة القرن"، ومازلنا متمسكين بحقنا الشرعى فى هذه الأرض، ونتمنى أن تعود قضيتنا لتكون واجهة للعرب والمسلمين كافة.
هل المعاهد الفلسطينية تسير على ذات قوانين المعاهد المصرية؟
نحن نسير على ذات القوانين المعمول بها فى المعاهد الأزهرية بمصر، كما أننا نستلم التعليمات اللازمة من قطاع المعاهد فى مصر، التى تخص المناهج التعليمية وسير الامتحانات وضبط العملية التعليمية، بالإضافة إلى اطلاع المسئولين بالقاهرة على ما يحدث داخل المعاهد بغزة.
بالنسبة للمناهج هل هناك مواد جديدة أو موضوعات مستحدثة أضيفت لبعض الصفوف؟
بخصوص المناهج هناك تطور فى بعض الدرس واستحداث للعديد من المواضيع المهمة، واختصار وتخفيف فى بعض كتب المواد مثل اللغة العربية، وإضافة لكتب أخرى، مثل اللغة الإنجليزية والكمياء والفيزياء.
ما أبرز المعوقات التى تعرقل المسيرة التعليمية لديكم فى هذه الفترة؟
ضعف التواصل بعض الشئ مع الإخوة فى قطاع المعاهد الأزهرية، ومشيخة الأزهر ووكيل الأزهر، وهناك العديد من الأمور الخاصة التى تتعلق بالمنحة الأزهرية، التى وفرها لنا شيخ الأزهر وتبلغ 60 منحة منها 20 منحة لدراسة الطب، لكن مازال أبناءنا لايستطيعون السفر للدراسة حتى الآن، على الرغم من من بدء العام الدراسى منذ شهر سبتمبر، فبذلك تأخرت جدا مما يصعب على الطالب استيعاب المناهج كاملة، وذلك لوجود معوقات كثيرة فى المعابر لذا نأمل من الأجهزة الأمنية والسيادية تسهيل إجراءات الخروج لطلابنا، وأن يكون معبر رفح مفتوحا أمام أبناءنا ليدركوت مستقبلهم العلمى، خاصة فى الكليات العملية كالطب سواء فى التخصص البشرى أو الأسنان والصيدلة، فهذه الكليات تحتاج إلى التبكير فى دراسة مناهجها أول باول.
كما أننا نأمل من فضيلة الإمام الأكبر والقائمين فى الأزهر بتذليل هذه العقبات كذلك نحتاج إلى مصر والأزهر فى ظل الحصار والأزمة الاقتصادية والتفقير الذى نعانى منه الآن أن يكونوا بجانبنا الفترة المقبلة، نظرا لاحتيجانا للزى الأزهرى وبعض الاحتياجات العينية، فمصر أم الدنيا معطاءة واعتادنا على دعمها الدائم لنا، كما أننا وضعنا خطة اعطيناها لقطاع المعاهد الأزهرية فى زيارتنا السابقة، فنأمل أن يتم مناقشة احتياجتنا التى عرضناها عليهم من خلال تلك الخطة.
كم عدد الطلاب الدارسين بالمعاهد الأزهرية في فلسطين؟
يوجد 1250 طالب وطالبة فى جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بمعاهد قطاع غزة البالغ عددها 6 معاهد أزهرية.
كيف يتم حماية النشء من الوقوع في براثن الجماعات التكفيرية؟
نحن ملزومون بحماية النشأ بواسطة اتباع المناهج التعليمية الأزهرية التى تحث على الشفافية والفكر الوسطى، والفقه الشافعي والعقيدة الأشعرية، ونحرص على عدم انسياق أبناءنا لبراثن لجماعات المتطرفة والمتشددة فى آراءها أو الإرهابية، كما أن هناك إقبال مكثف على المعاهد الأزهرية فى قطاع غزة، ورغبة كبيرة لدى المواطنين الفلسطينين كى يكون الأزهر فى كل بيت، ونتمنى أن ننجح ليكون لدينا فى كل محافظة أكثر من معهد أزهرى حتى يستضيء الناس بنور وببركة الأزهر.
هل للمعاهد الأزهرية دور في مواجهة الاحتلال الصهيوني؟
نحن في مواجهة مستمرة مع قوات الكيان الإسرائيلي، كما أنه استشهد أحد أبناء المعاهد الأزهرية فى شمال قطاع غزة من خلال القصف الصهيونى أثناء مسيرات العودة، وهو الشهيد عبدالرؤوف صالحة، طفل فى المرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى وقوع العديد من المصابين والجرحى، وتضررت بعض المبانى الخاصة بالمعاهد، فنحن مازلنا نعانى من أفعال العدوان المشينة على المعاهد الأزهرية، ومازلنا أيضا نعيش فى كابوس الظلام وانقطاع الكهرباء والحصار والفقر وقلة الرواتب.
ما كواليس النقل التعسفي والترهيب الوظيفي للمعلمين في معهدي غزة والشمال؟
ليس هناك صحة لما يشاع أن هناك نقل تعسفى أو ترهيب وظيفى، فبعض المدعين يريدون قدر الإمكان تشويه المسيرة التعليمية، ومكتبي رئيس قطاع المعاهد الأزهرية وفضيلة الإمام شيخ الأزهر على اطلاع دائم بشأن ما يخص العملية التعليمية، وبشأن متابعة الجهات السيادية، لكن كما شرحت إننا نعانى من قلة رواتب وفقر وحصار فمن الطبيعى أن يكون هناك احتياجات يطالب بها العاملين.
كيف تواجهون ما يقابل بلدكم من مخاطر مستقبلية الآن على الجانب السياسي والتعليمي والاقتصادي؟
نحن تعودنا على التضحيات والصبر، فأصبحنا نواجه هذه المخاطر بمزيد من الحكمة، لكن يد واحدة لا تصفق، فنحتاج لوجود إخواننا العرب والمسلمين بجانبنا، فى هذا المذبح الكبير، وعدم توفير سبل شماتة العدو فينا لأنه يعتمد على كتل كبيرة من العلاقات والقوى الأخرى من البلدان الأوروبية والأمريكية، فعلينا أن نواجهة كل ذلك معا جامعين جهودنا، فهناك مخاطر تحيط بتطوير التعليم والسياسة لدينا لكننا لن نيأس فى رحمة الله، فالاحتلال الصليبى وقف على هذه الأرض 90 سنة لكنه زال بإذن الله ونحن متأكدين أن مهما طالت هذه المعاناة لكننا مازالت مسيرتنا وشهدائنا عنوان فخر لنا ومتأملين إن ببركتهم أن يعز الله الإسلام والمسلمين وأن يرزقنا صلاة الفاتحين بالمسجد الأقصى.