الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تطبيقات إلكترونية لقياس ضغط الدم تغتال المصريين

«الضغط والسكر ودرجات الحرارة».. أشهر التطبيقات المنتشرة على الهواتف.. التعامل معها كأدوات قياس دقيقة كارثة

خبراء: تعتمد على قراءات خيالية.. وصيادلة يعتمدون عليها عن جهل.. واستخدامها فى تشخيص الحالات أزمة كبرى

انتشرت فى الآونة الاخيرة تطبيقات طرحتها الشركات على الهواتف الذكية وهى تستخدم فى قياس «ضغط الدم وضربات القلب ودرجة الحرارة»، ورغم أن الطريقة المعتادة لقراءة تلك الأرقام معقدة تحتاج إلى أجهزة متخصصة لمعرفة ضغط الدم وضربات القلب ودرجة الحرارة، إلا أن أصحاب الهواتف الذكية باتوا يعتمدون على تلك التطبيقات التى تمنحهم قراءات سريعة خاصة مرضى الضغط والقلب.

وفى مشهد كوميدى لا يصدقه عقل ولا منطق فكانت النتيجة تشخيص خاطئ يترتب عليه مضاعفات طبية للمريض، وربما للشخص السليم بعدما يطالعه التطبيق قراءات خيالية تفيد إصابته بارتفاع ضغط الدم أو زيادة ضربات القلب بما يدخله فى دوامة الأطباء والعلاج التى لا تنتهى.

وتلقى «الزمان» الضوء على خطورة تطبيقات القياس والتى انتشرت على الهواتف الذكية، وكانت البداية من تطبيق قياس ضربات القلب والذى هو تجسيد مصغر لجهاز رسم القلب المعقد الذى يحتاج الطبيب إلى توصيل أسلاك على صدر المريض، ليتمكن من قراءة ضربات القلب بعناية إلا أن تطبيق قياس ضربات القلب لخص تلك العملية المعقدة وجعلها بسيطة للغاية، من خلال وضع يد الإنسان على الشاشة والضغط على «زر» ابدأ لتخرج النتيجة بالنسبة المئوية لتشير إلى كفاءة ضربات القلب من خلال مؤشر يظهر على الشاشة مرقم من 20% إلى 50% ومن 60% إلى 100%، وهو ما دفع بـ«أحمد عبدالغنى» صاحب الـ46 عاما لاستخدام التطبيق للاطمئنان على صحته بعدما عرف أنه مصاب بضيق فى الشريان التاجى، ويحتاج إلى قياس ضربات القلب بين الحين والآخر.

يروى عبدالغنى تجربته مع هذا التطبيق، قائلا إن التطبيق يسمح لى معرفة ضربات القلب والحالة الصحية له بمجرد فتح البرنامج ووضع إبهامى على الشاشة، وكنت أتعامل مع الأرقام فى البداية بشكل مسلم لا شك فيه، وبعد فترة عرفت من الطبيب المعالج أن تلك البرامج تمثل خطورة على صحة الإنسان، إذ يتعامل معها البعض بشكل مسلم به، وللأسف وصل الأمر ببعض العاملين فى الصيدليات إلى استخدام نفس التطبيق بحجة أن الهواتف الذكية تحتوى على حساسات ذكية تمكنها من قراءة تلك الأرقام، وواصل: «ثبت لى وبالتجربة العملية أن تلك التطبيقات تعطى أرقاما وهمية تعتمد على الأرقام الشائعة بين مرضى القلب، إذ يسألك فى البداية هل أنت مريض قلب أم لا؟ فيما لا تسأل برامج أخرى».

وأضاف أنه عرف أنها تعطى ارقاما وهمية من خلال رسم القلب الذى كان يضطر للقيام به بين الحين والآخر وقبل القيام بعملية القسطرة سأل الطبيب الجراح عن «تطبيق قياس ضربات القلب» وأكد أن تلك التطبيقات وهمية ولا تعطى نتائج دقيقة على الإطلاق ولا يمكن الاعتماد عليها ولو بشكل ثانوى.

فيما التقط المهندس محمد عبدالله، طرف الحديث، وهو متخصص فى البرمجيات، قائلا إنه من باب الفضول قمت بتحميل تلك التطبيقات قبل أن تنتشر بين المواطنين أصحاب الهواتف الذكية، وجربتها أكثر من مرة وفى المقابل كنت أقوم بقياس ضغط الدم بواسطة الجهاز المتعارف عليه طبيًا، وكانت النتائج متقاربة فى بعض الأحيان وغير متطابقة على الإطلاق فى أحيان أخرى، ولأنى عملت لفترة فى «الهارد وير» عرفت أن أجهزة الأيفون والأجهزة الذكية الأخرى تحتوى على حساسات حرارة للحفاظ على درجة حرارة الهاتف من انفجار البطارية.

وأضاف أنه من خلال الحساسات تتعرف التطبيقات على جسم الإنسان وتقوم بقياس سرعة النبضات ولكن تعطى نتائج غير دقيقة خاصة أن المستخدم لا يكون فى حالة استقرار بدنى طوال الوقت وربما يقوم بقياس ضربات القلب، وهو يسير فى الطريق فتعطى النتائج أن ضربات القلب سريعة وعكس الشيء مع قياس ضغط الدم وتقوم بقياسه بعد صعود سلم مرتفع.

وعن ضحايا تلك البرامج المستخدمة فى القياس، يشير الدكتور إسلام الحبشى صيدلى، إلى خطورتها حال تم الاعتماد عليها كأدوات قياس دقيقة، قائلا إنه لا يجوز على الإطلاق الاعتماد على تلك التطبيقات كمسلم بها ويجب الذهاب إلى الأجهزة المتعارف عليها لقياس ضربات القلب وقياس ضغط الدم، وتابع: سمعت مؤخرًا عن وجود تطبيق لقياس نسبة السكر فى الجسم، وهى أشياء مثيرة للضحك، فهى تحاليل وتجارب طبية تحتاج إلى تدخل العنصر البشرى ولا يمكن الاعتماد على تطبيقات القياس بشكل مبالغ فيه، ويمكن استعمالها على سبيل التجربة أو الاطلاع فقط، وليس على سبيل الاعتماد عليها بشكل أساسى.

وأضاف الطبيب الصيدلى أن تطبيقات القياس مقترنة بالشركات صاحبة الامتياز والتى قامت بحملة ترويجية بين مستخدمى الهواتف الذكية، ورغم أنها حذرت من الاعتماد عليها بشكل أساسى وضرورة الرجوع إلى الطبيب المتخصص، لكن تمادينا كمصريين فى الاعتماد على تلك التطبيقات، فكانت النتيجة المترتبة على الأمر إصابة المواطنين بتوتر وقلق حينما يجد نفسه مصابا بمرض الضغط أو عدم انتظام ضربات القلب.

click here click here click here nawy nawy nawy