المصريون يعتصمون بحبل الله أمام أعداء الوطن
المواطنون يشاركون "خير أجناد الأرض" فى حرب العزة والكرامة
شباب "زمان" يطالب بالتواجد على الجبهة.. ورجال "اليوم" يتصدون لحرب الفتن
أمنيون: اختفاء جرائم السرقة والسطو المسلح والقتل وقت الحرب
دبلوماسيون: الخارجية المصرية بدأت معركتها بعد نكسة 67 من على جبهة القتال
إعلاميون: إعلام أكتوبر 73 ينتصر على إعلامنا الحالى
مستثمرون: رجال الصناعة والتجارة ضربوا المثل العليا فى الوطنية
فنانون: نحتاج أعمالًا فنية ترسخ مبادئ الوطنية والانتماء
انتصارات أكتوبر شهدت ملحمة أمنية بين الجيش والشرطة
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا".. بهذا الأمر الإلهى واجه المصريون كبرى المعارك وتغلبوا على كل المحن التى كانت تؤرق البلاد، فبالاتحاد والترابط حطم الجيش المصرى أسطورة اليهود التى لا تقهر، وسجلوا انتصارا عظيما لا زال محيرا لكل جيوش العالم، وما زالت الكثير من القوى العظمى تبحث عن طرق لفك لوغاريتمات هذا الانتصار العظيم الذى أعاد الأرض وصان العرض، وهذا ليس غريبا على أهل مصر وجيشها الذى يضم خير أجناد الأرض.
مصر "الوطن والمواطن"، دحرت العدو الصهيونى بوحدة الصف، وحققت المعجزات بالاعتصام بحبل الله، ولا ينكر أحد أن وحدة الصف جاءت بانتصار ليس بعده انتصار، ولنتفق على أن معانى الأمن والاستقرار على أرض الكنانة لا تأتى صدفة، لكنها تأتى تكريما للبلد التى اختصها المولى عز وجل بخصائص التقديس، كما أن نعم الأمن والاستقرار تأتى نتيجة طبيعية لوحدة الصف والترابط الذى يميز المصريين دون غيرهم، تصديقا لقول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-، عندما أشار إلى أهل مصر قائلا: إنهم فى رباط إلى يوم الدين، وما شهدته مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة كان خير شاهد على وطنية المؤسسات فالكل كان متأهبا للزود عن تراب مصر الحبيبة، والكل كان يمارس دوره الوطنى لرفع راية النصر فى حرب العزة والكرامة التى خاضتها مصر "الوطن والمواطن".
ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة تؤتى بظلالها فى الوقت الذى تحارب مصر بمؤسساتها وشعبها الزحف الإرهابى الذى يسعى بمحاولاته الحثيثة لإثارة الفتن واقتلاع جذور الاستقرار الذى يؤرق جماعات الشر وسفك الدماء، وهذه الحرب لا تقل شراسة عن حرب أكتوبر، وتتطلب تكاملا فى الأدوار، فالأسرة تشارك بتربية أبنائها على حب الوطن، والمؤسسات التربوية تؤسس فى نفوس طلابها معانى الوطنية، وترسى المؤسسات الدينية معنى الوسطية فى الدين السمح النابذ للعنف، فجميع مؤسسات الدولة فى أكتوبر 2019، مطلوب منها الاتحاد لمواجهة الفكر الإرهابى، ومحاولات تجنيد الشباب المصرى.
"الزمان"، تعرض خلال السطور التالية حقيقة الدور الوطنى الذى لعبته مؤسسات الدولة والمصريين خلال انتصارات أكتوبر 73، وطبيعة الدور الوطنى الذى تحتاجه مصر حاليا فى أكتوبر 2019، لمواجهة الفكر التخريبى، ومجابهة الإرهاب وقوى الشر الباحثة عن فرص إشعال الفتن على أرض الكنانة.
كشف عدد من المواطنين الدور الكبير الذى لعبه شباب أكتوبر 73 لمساندة الدولة فى حربها ضد المستعمر الغاشم، وأعلنوا استياءهم من بعض الشباب الغارق فى الموضة والمهموم بالسهر والفرفشة متجاهلا دوره فى أمن وتأمين مصر ومساندة وطنه فى الوصول إلى أقصى درجات الاستقرار، مشددين على أهمية دور الأسرة ومؤسسات الدولة المختلفة لتدريب الشباب على وأد الفتن ومواجهة الشائعات التى تريد بمصر سوء.
فداء الوطن
مروة حسن عبدالصمد، مدرسة لغة إنجليزية بالتربية والتعليم، ترى أن المواطن المصرى فى أكتوبر 73، كان على دراية بحجم المسئولية التى تقع على كاهله، وكان للأسرة دور كبير فى تأهيل شبابها على الوطنية والالتزام، وكان الصغير قبل الكبير جاهزا لتقديم روحه ودمه فداء للوطن، حيث لم يكن الوطن أرض نعيش عليها لكنه معنى يحيا بالقلوب.
وأكدت عبدالصمد، استياءها للحالة المتردية التى وصل إليها الكثير من الشباب المصرى، الذى يقلد الغرب تقليدا أعمى بما يتنافى مع العادات والتقاليد الشرقية الأصيلة، مشيرة إلى أن هذا الشباب يسهم فى إنجاح خطط الأعداء لإثارة الفتن على أرض الكنانة، من خلال الترويج العلنى للشائعات التى تبث سمومها جماعات سفك الدماء والجماعات التخريبية.
محمد عبدالحليم، بالمعاش، يقول إن شباب اليوم بائس ويائس ومهموم بالموضة والسهر والفرفشة، وغير مهتم بأحوال البلد بل والأدهى من ذلك فهو تستخدمه جماعات الشر والدم، ليكون الوقود الواضح فى حرببها ضد أمن واستقرار مصر، حيث يروج الشائعات التى تثير الفتن بين الآمنين، مشيرا إلى أن شباب أكتوبر 73، كان لهم دور غالب فى صوت المعركة التى انتهت بالانتصار الذى أبهر جيوش العالم.
وتابع: "ليت الشباب يعود يوما، فكان الشيخ فى الكتاب يربى فينا معنى الوطنية والانتماء، وكانت أسرنا ترسخ فى عقولنا مبادئ الوطنية، بالإضافة إلى المدرسة التى كانت تلعب دورا كبيرا فى إرساء معانى الوطنية والانتماء، بالإضافة إلى إمام المسجد الذى كان يمتعنا بروايات عن تحرير الأرض وفضل الانتماء للأوطان".
وشدد عبدالحليم، على ضرورة أن تعيد مؤسسات الدولة خططها السابقة لمشاركة الدولة فى حربها ضد الإرهاب، وتفعيل مبدأ أن الجميع شركاء فى حرب تحرير الوجدان من الفكر الإرهابى الذى يهدد البلاد.
معادن المصريين
سعيد الحداد، تاجر، يؤكد أن معدن المصريين دائما ما يظهر وقت الشدائد، فمنذ نكسة 67، وحتى أكتوبر 73، شارك الجميع فى إعادة بناء الجيش القوى لرد الكرامة للمصريين، وهو ما يؤكد على مدى الوطنبة التى يتمتع بها المصريين والترابط والتراحم الذى يجمعهم، مشيرا إلى أن وقت الحرب عرض الشباب والكبار أنفسهم للذهاب إلى الجبهة والمشاركة فى حرب العزة والكرامة.
وأشار إلى أن ما تشهده اليوم البلاد من حروب ومواجهات خفية تقودها جماعات سفك الدماء والشرور تتطلب الاتحاد بين المصريين ومؤسسات الدولة كاملة لمواجهة خطر الشائعات التى تقوم ببثها الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن دماء الشهداء التى روت أرض سيناء ستكون شاهدة على نجاح حرب المصريين ضد الإرهاب.
دور وطنى
لا يختلف أحد على الدور الوطنى الذى لعبته المؤسسات التعليمية بداية من مرحلة الروضة وحتى الجامعة، خلال أكتوبر 73، ولا ينكر أحد المساندة الكبيرة التى قدمتها هذه المؤسسات التربوية والتعليمية للدولة المصرية والجيش المصرى العظيم ليحقق الانتصار الذى فاق الأحلام، وصان خلاله العرض وأعاد الأرض،إذ كانت هذه المؤسسات متنوعة الجهود والمتحدة فى الرسالة الوطنية، ملاذا للطلاب والعاملين والشباب لشحذ هممهم وتذكيرهم بنيل الشهادة والدفاع والزود عن الأوطان، بل لم تكتف هذه المؤسسات الوطنية وقت الحرب بدورها التعليمى والشفهى إذ جاوزته إلى بروزها كحصن أمين يختبئ فيه المواطنون حال تصاعد الغارات الإسرائيلية على القاهرة ومدن مصر المختلفة هربا من قذائف المستعمر الغاشم الذى لم تأخذه فى الأطفال ولا الشباب لومة لائم.
وما أشبه اليوم بالبارحة ففى الوقت الذى ينال فيه الإرهاب من الكنائس والمساجد سواء فى العباسية أو فى بئر العبد على الحدود المصرية الشرقية، كانت مدرسة بحر البقر منذ عقود على موعد مع صبيحة وساعة تجرد فيها الكيان الصهيونى من كل مشاعر الإنسانية وأمطر أطفال مصر الصغار بقذائف جعلت المدرسة بمن فيها حطاما كالرميم، وكانت جريمة كبرى انتهك فيها الصهاينة القانون الدولى ومعاهداته ومواثيقه، لتشهد المدارس أبشع جريمة عرفتها دور العلم فى العالم قاطبة والطفولة على وجه الخصوص، كما كانت المدارس المصرية والجامعات المختلفة منابرا لتشجيع الشباب على الانضمام لجيش مصر، وإظهار شرف الجندية المصرية، والتأكيد على أن الموت فوق حبات رمال سيناء وإسقاط آخر جندى من جنود العدو شرف كبير لكل مصرى، كما أن تطهير سيناء من دنس الصهاينة، حلم كل مصرى وطنى شريف، إذ تم تنظيم المؤتمرات والندوات الأسبوعية والتى كانت أحيانا تعقد بشكل يومى، واستضافت الجامعات رجال الدين المصريين الذين ألقوا خطبهم الرنانة التى أخذت بمشاعر الشباب نحو الصحوة والإفاقة واستنهاض الهمم فى وجه المحتل صاحب الوجه القبيح الدميم.
وبين ما لعبته المدارس والجامعات المصرية من أدوار صعبة فى تلك الفترة المتأزمة من تاريخ البلاد التى استطاعت مصر خلالها أن تحول المستحيل إلى ما هو ممكن وأن تقهر عدوا يفوقها عشرات المرات فى العدة والعتاد، تحمل مؤسسات مصر عموما والتعليمية منها خاصة على عاتقها دورا يشبه هذا الدور ووجه الشبه بينهما هو العدو الذى تحاربه "الإرهاب"، الذى كان وما زال يستهدف الشباب على الجبهات وفى أرض سيناء الحبيبة، فضلا عما تواجهه مصر من حرب شعواء بقيادة إعلام مدفوع الأجر يسخر قنواته وشبابه المغيب ليل نهار على "السوشيال ميديا" والفضائيات من خارج الوطن وداخله للنيل من الشعب المصرى وجيشه.
خبراء التعليم والتربية يروون كيف تعاملت المدرسة والجامعة المصرية مع حرب مصر ضد العدوان الإسرائيلى قديما وما ينبغى أن تقوم به خلال الأيام التى نعاصرها من حرب شعواء بالوكالة أضرمت ضد مصر بهدف إسقاطها وفتح باب الشغب والفوضى على مصراعيه تحت رايات الإعلام المأجور الذى ينفذ أجنداته ويستخدم كافة حروب الجيل الرابع بتقنياته المتنوعة للنصر ولو بشكل مؤقت.
تنقية المناهج
محمد عطية، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بمحافظة القاهرة، يؤكد أن المؤسسات التعليمية فى مصر قامت بدور كبير يفخر به كل مصرى إبان الحروب التى شهدتها مصر ليس فى حرب 73 فقط بل منذ أيام الحملة الفرنسية، حيث كانت البعثات التعليمية فى مصر تشارك فى الدفاع والزود عن مصر رغم أنهم ليسوا مصريين، وكان لشهداء التعليم والجامعات نصيب الأسد فى نيل هذا التكريم الكبير.
وأضاف عطية، أن مصر تواجه حملة إعلامية شرسة من جهة ومن الأخرى تواجه الدواعش فى سيناء الذين تقف المنصات الإعلامية المأجورة لمؤازرتهم كل ساعة على الهواء من قنوات معلومة لا داعى لذكرها لأن المصريين يعرفونها جيدا، مشيرا إلى أن دور المؤسسات التعليمية كان فى تنقية مناهجها والتركيز على التربية الوطنية والعسكرية لمواجهة هذه الحروب.
وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بمحافظة القاهرة، أن مصر لن تتجاوز هذه المحنة سوى بالتكاتف والتلاحم وتوحيد الصفوف والعمل كالكيان الواحد لصد خطر الإرهاب الذى صدته ممثلا فى إسرائيل قبل ذلك، ولقنتها وللعالم كله درسا عسكريا يتم تدريسه من وقتها وإلى الآن فى الأكاديميات العسكرية العالمية، مشيدا بدور الجامعات المصرية والمساجد آنذاك فى شحذ همم المصريين، مؤكدا على الدور الذى يجب أن نتعلمه من الانتصار الخالد الذى يعد فخر للأمة كلها على العدو الصهيونى والذى انتزعناه بعد تلاحم على كافة الأصعدة التعليمية والعسكرية والدينية والوطنية.
وتابع عطية: "هناك دروس مستفادة من حرب أكتوبر 73 كان أهمها أن الجيش درع الوطن المحتمى فى شعبه فإذا سقط سقط الوطن كله"، مشددا على ضرورة نبذ الشائعات جانبا وتفعيل كل المناهج التعليمية التى تنمى قيم الولاء والانتماء للوطن وعدم ترك الفرصة أمام العملاء والمخربين للنيل من استقراره وعودة الفوضى مرة أخرى.
الإيمان والعقيدة
النائب عبدالرحمن البرعى، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، يرى أن العدو الصهيونى كان بارعا فى إطلاق الشائعات التى تشبه كثيرا ما تواجهه مصر خلال الأيام الماضية ولولا الإيمان والعقيدة القتالية للشعب والجيش لكانت مصر فى خبر كان، مشيرا إلى أنه يجب أن ندحض كل الشائعات ونفند حجج العناصر التخريبية التى تعمل ضد مصلحة الوطن، وهى كذلك مهمة ليست سهلة على المصريين، مشددا على ضرورة التسلح للرد على مكائد مروجى الشائعات على السوشيال ميديا وضربها فى مقتل قبل أن يتلقاها الجمهور بصدر رحب وتصبح لديه من المسلمات التى لا تقبل التشكيك.
وأضاف البرعى، أن وزارة التربية والتعليم تحمل على عاتقها حملا كبيرا تجاه كل ما يواجه الطلاب من غزو فكرى وتعليمى مدفوع الأجر أيضا، ومن مافيا الكتب الخارجية التى تتلاعب بأحلام الطلاب ومستقبلهم، موضحا أن مجلس الوزراء بالتعاون مع وزارة التعليم كذلك واجها كما كبيرا من الشائعات خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه لم يتبق من تلك الشائعات شيئا حيث تم كشف الحقائق الغائبة عن جميعها وتوضيح الصورة كاملة للرأى العام، قائلا: وهو ما نأمل تطبيقه فى كل وقت أن يتم الرد على جميع الشائعات مهما كان حجمها ومصدرها سواء كان من الخارج أو الداخل.
وأشار عضو لجنة التعليم بالبرلمان، إلى أن العدو الصهيونى يتربص بالمصريين والقارة الإفريقية إذ يقدم الدعم لكل الجامعات فيها، ويدعم طلابها بملايين الدولارات لاستخدامهم فى بث السموم بمفاصلها، وهو ما نأمل أن يتصدى له الرئيس عبدالفتاح السيسى، تزامنا مع رئاسته للاتحاد الإفريقى، مؤكدا أن الأجندات والمخططات الصهيوأمريكية ضد التعليم تتخذ من الشائعات طريقا لها وتتخذ من المغيبين أسلحة لتوجيهها وتنفيذ مخططاتها التخريبية فى الوطن المصرى وكذلك من خلال مناهجها وكتبها التى تعتمد عليها كالقذائف التى تدفع بها نحو الدول، مشيرا إلى أنها لا تستهدف قطاعات التعليم فقط، بل تستهدف الدول بكامل مؤسساتها سواء الأمنية أو الخدمية.
الجهل التكنولوجى
الخبير التعليمى، طارق نور الدين، معاون وزير التعليم الأسبق، يقول: المنظومة التعليمية الحديثة بكامل مرفقاتها باتت هدفا لكل أعداء التطوير بما فيها من تابلت وبنوك معرفة وبنية تحتية وأنشطة طلابية، مشيرا إلى أن أعداء مصر فى الخارج والداخل ينتظرون سقوط التعليم ليعم الجهل بالتكنولوجيا الحديثة قطاعات الدولة كاملة.
وأضاف نور الدين، أن انتصارات أكتوبر كانت انعكاسا واضحا لانتصار الإرادة الشعبية فى مصر ودور المؤسسات التعليمية فى الكفاح ضد المحتل وتنمية الانتماء للوطن والدفاع عن أراضية، الأمر الذى خلدته مناهجها فى التاريخ والعلوم والجغرافيا، منوها إلى دور الأعداء فى الخارج الذين يجب أن تجابهه مصر لحماية المنظومة التعليمية الجديدة من السقوط والتى تحمل أفكارا ستغير ملامح التعليم، موضحا أن دحر هؤلاء الأعداء لن يكون سوى بالالتفاف حول التطوير وعدم الاستماع لمدعى الوطنية والهاربين الفارين من العدالة فى الخارج.
وأشار معاون وزير التعليم الأسبق، إلى أن مؤسسات التعليم فى مصر بدءً من الكتاتيب وحتى الجامعات كانت فى حالة تأهب قصوى إبان حرب أكتوبر المجيدة ومن قبلها وكانت تسخر كافة طاقاتها المناهجية والتعليمية والدينية لبث روح الدفاع عن الوطن من القيادات وحتى الشباب والأطفال، قائلا: "ما أحوجنا هذه الفترة للتسلح بالعلم والتربية والتعليم فى وجه الإرهاب المسلح عسكريا وفكريا وإعلاميا"، مؤكدا أنه يجب أن يكون النشء والشباب على نفس مستوى المسئولية التى تحملها الدولة بكافة مؤسساتها.
وأجمع خبراء التربة والتعليم، على أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، حرصت على تدريس تفاصيل عن أحداث حرب 6 أكتوبر 1973 فى المناهج التعليمية لطلاب المراحل المختلفة، حيث يتم استعراض الأسباب التى أدت إلى حرب أكتوبر، وأحداث هذه الحرب على الجبهة المصرية، وعوامل نجاحها والوصول إلى قمة الانتصار بعد التسلح بالقوة والعزيمة والإرادة، بالإضافة إلى الحديث عن كفاح الشعب المصرى لتحرير أراضيه، كما يكشف المنهج الذى تعتمد عليه الوزارة فى تدريس حرب العزة والكرامة قيام الحرب بعد رفض إسرائيل مفاوضات التسوية السلمية واستمرار احتلالها للأراضى العربية، كما قامت بهدف تحرير الأراضى العربية التى احتلتها إسرائيل فى حرب يونيو 1967، وإزالة آثار العدوان، وإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم التى فرضت على المنطقة، ورد كرامة الجندى المصرى والعربى، وإعادة الملاحة البحرية فى قناة السويس.
الانتصار الفنى
وعلى الصعيد الفنى، كانت الجهات الإنتاجية الفنية التابعة لقطاع الإنتاج بالتليفزيون تنتج سنويا عددا من الأغانى الوطنية التى تؤرخ لانتصار العزة والكرامة، وكانت هناك عشرات الأغنيات الوطنية التى كانت تحفز الجنود على العطاء وتعطى أملا للمصريين أن الثأر من العدو الصهيونى قادم.. هذه كانت رؤية المنتمين للمجال الفنى، والذين اتفقوا على أن الوقت الحالى يحتاج إلى المزيد من الأعمال الفنية الوطنية التى تغيب عن الساحة حاليا بشكل لافت للأنظار، خاصة إن الحرب الحالية لا تقل كثيرا فى خطورتها عن حرب أكتوبر المجيدة.
المطربة نادية مصطفى، تعرب عن سعادتها واعتزازها بما قدمته من الأغانى الوطنية والأغانى التى تختص انتصارات أكتوبر، ومنها "ادعو لمصر"، و"أنا بنت مصر"، بالإضافة إلى الدويتو الذى شاركت خلاله المطرب الكبير "مدحت صالح"، حيث غرد الإثنان كلمات أغنية "تعيشى يا مصر".
وكشفت نادية، عن حزنها لاختفاء الأغانى الوطنية الجديدة عن الساحة، وأرجعت السبب فى ذلك إلى عدم وجود شعراء وكتاب لهذا النوع المهم جدا من الأغانى وأيضا اختفاء الملحنين الذين يمكنهم تقديم مثل هذه الألحان الوطنية التى تختلف كثيرا عن غيرها من الألحان، وتساءلت نادية مصطفى قائلة: لماذا لا يوجد ملحنين أمثال عمار الشريعى، ومحمد سلطان، وحلمى بكر، وجمال سلامة ؟، وتابعت: أين جهات الإنتاج الوطنية لإنتاج الأغانى الوطنية؟، فبعد أن ابتعدت جهات الإنتاج الخاصة التى تحب الوطن وقطاع الإنتاج الذى كان ينتج الأغانى ويقيم الحفلات الوطنية كل عام فى احتفالات انتصارات أكتوبر المجيدة، ما زال الوسط يحتاج إلى المزيد من هذه الأعمال الفنية الوطنية.
وأكدت نادية، أن هذه الأغانى الوطنية كان يتم تقديمها مرة واحدة كل عام بالتليفزيون المصرى، والآن وبعد اكتساح الفضائيات ومتابعة الناس لها وابتعادهم عن متابعة التليفزيون الشعبى فإن هناك جيلا حرمته الظروف من متابعة تلك الأغنيات الوطنية، وطالبت الشعراء والملحنين بتقديم الأغانى الوطنية التى تحمل الكلمات المميزة التى تعبر عن الانتماء وحب الأوطان، كما طالبت الملحنين الجدد بالإعداد للألحان اللازمة لذلك، وتابعت: للأسف اكتساح المهرجانات الآن للساحة يسيطر على أذن الشباب، ويجب تغيير خريطة الفن والطرب فى مصر والعودة إلى الأغانى الوطنية والفن الوطنى الهادف، والباحث عن استقرار وأمن وأمان الوطن.
وعن دور نقابة الموسيقيين، قالت عضو مجلس النقابة نادية مصطفى، إن دور النقابة ليس الإنتاج، مشيرة إلى أن كل فنان ومطرب يدرك دوره جيدا فى مساندة الدولة فى حربها ضد قوى الشر، مؤكدة على اختفاء الإنتاج للأغانى الوطنية، نتيجة ابتعاد المنتجين عن الساحة بسبب قراصنة الألبومات، وناشدت التليفزيون، بضرورة إذاعة الأغانى الوطنية القديمة باستمرار لأنها تنمى الحس الوطنى للمواطنين، وخاصة من الشباب الذى لم يعاصر انتصارات أكتوبر المجيدة.
المطرب اللبنانى أركان فؤاد، يؤكد أنه على الرغم من أن جنسيته الأولى هى اللبنانية إلا أنه مصرى الهوية، مشيرا إلى فخره واعتزازه بما قدمه من أغنيات وطنية منذ قدومه إلى مصر، حيث شعر منذ اللحظة الأولى التى وطأت قدماه إليها بالانتماء، مضيفا أنه قدم العديد من الأغانى الوطنية التى تجسد انتصارات أكتوبر، ومنها "مصر السلام" و"أكتوبر يا حبيبى"، وطالب فؤاد، المسئولين عن صناعة الأغنية بالعودة مرة أخرى إلى إنتاج الأغانى الوطنية.
وكشف أركان فؤاد، عن استيائه من أغلب شعراء الأغانى الجدد حيث وصفهم بالمتسرعين فى تقديم الأغانى "الهابطة"، وطالبهم بالتمهل وتقديم الأغانى اللائقة بالوطن وبحجم الانتصارات الوطنية، وتساءل مستنكرا: أين سيد حجاب، وعبدالسلام أمين، فهما وغيرهم من الأجيال القديمة شعراء لن يتكرروا وقدموا العديد من الأغانى الوطنية المميزة، وتمنى أركان فؤاد، أن تظهر من جديد فكرة إعادة إنتاج الأغنية الوطنية على الساحة.
أحداث التحول المبهر
الناقدة الفنية، ماجدة موريس، تقول : للسينما دور كبير خلال حرب أكتوبر، حيث تم إنتاج عشرات الأفلام التى ترصد أحداث ما قبل وبعد أكتوبر1973، ومن أهم هذه الأفلام "أعنية على الممر" والذى يعد أول الأفلام التاريخية التى تروى فترة أحداث ما بين هزيمة 67 ونصر أكتوبر، حيث انقطع الاتصال بين الجنود والقادة فى هذا الوقت فأثر هذا على حالتهم النفسية، وكان الهدف منه رفع الروح المعنوية لدى الشعب والجنود لاستكمال المسيرة وتحقيق النصر.
وأضافت "موريس" أن السينما اكتفت برصيد ضئيل من الأفلام بعد سنوات الحرب، ولم تستمر صناعة السينما فى إنتاج أعمال أخرى ترصد الحرب أو تبعاتها أو حتى عمليات السلام التى سعت لاسترداد سيناء، وهو الأمر الذى يجب أن ينتبه إليه صناع السينما، موضحة أن شركات الإنتاج عاجزة عن تقديم أفلام تاريخية تجسد حرب أكتوبر.
وأكدت موريس، أن هناك قصصا حقيقية كثيرة تستحق تنفيذها لأعمال سينمائية لأن هذا ينمى الدافع الوطنى لدى شبابنا، وأن من أهم الأفلام التى قدمتها السينما المصرية فيلم أغنية على الممر عام 1972 وفيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى والعمر لحظة وفيلم الطريق إلى إيلات، بجانب الأفلام التسجيلية كـ"صائد الدبابات" لخيرى بشارة .
الناقدة الفنية حنان شومان، ترى أن من أسباب قلة الأعمال التاريخية عن أكتوبر يرجع إلى نوعية الأفلام المقدمة حاليا والمنتج الذى لا يسمح بإنتاج أفلام حربية، بجانب ضعف الكتابة والسيناريو ومكونات الفيلم الحربى، مؤكدة أن أسوأ ما يمكن إنتاجه من الأفلام التى ترتبط بالتاريخ فى وقت الحدث بسبب سرعة إنتاج الفيلم وعدم الدراسة الجيدة لعمل فيلم جيد.
واضافت شومان، أن من أفضل الأفلام من وجهة نظرها هو فيلم "حكايات الغريب"، بطولة الفنان محمود الجندى وقصة الأديب جمال الغيطانى لما فيه من روح وواقعية وكان من إنتاج التليفزيون المصرى، ولكن للأسف أفضل الأفلام التى جسدت انتصار أكتوبر قد يكون مقبول.
الإعلام والنكسة
كان للإعلام دور كبير فى انتصار أكتوبر 1973، خاصة الإعلام الحربى، وإلى جانبه المؤسسات القومية الصحفية التى ساندت الدولة حق مساندة، وإن كان هذا الدور غير مباشر، ولكن هذا لا يلغى أهميتها، فبعد هزيمة مصر فى يونيو 1967، فقد الإعلام المصرى مصداقيته لدى الجماهير على خلفية الأخبار التى لحقت هزيمة يونيو 1967 ورسم صورة غير حقيقية عن الإنتصارات وضعف إمكانات العدو الإسرائيلى وإقناع الشعب المصرى بأن القوات الإسرائيلية غير مؤهلة لخوض حرب ضد مصر، ففى الساعات الأولى من صباح الخامس من يونيه، أعلنت بيانات الإعلام أن القوات المسلحة أسقطت 250 طائرة إسرائيلية فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلى للعالم أجمع من خلال المراسلين الأجانب أن إسرائيل دولة لا تقوى على الحرب ولا تريدها ولعل التهويل فى قوات الجيش المصرى وتهوين قوات العدو، كان سببا واضحا لتساهل الجنود أثناء الحرب، مما أحدث الهزيمة، فكانت بداية الحرب النفسية التى مارسها الكيان الصهيونى ضد الشعب المصرى وبدأت حرب الاستنزاف والتى كانت بمثاببة ضربة البداية لانتصار أكتوبر 73، وتلك المرة كان الإعلام يقظًا صادقا فيما ينقل من معلومات صادقة بشأن المواجهات التى تشهدها الجبهة حتى لا تتأثر الروح المعنوية للجنود، وكان هذا الهدف دائمًا نصب عين المراسل الحربى.
وبعد مرور أربعة عقود وستة سنوات، ومع تطور أدوات العمل الصحفى والإعلامى لا يزال إعلام أكتوبر 73 متفوقًا على الإعلام المعاصر، ففى الحالة الأولى استطاع الإعلام أن يقوم بدور بالغ الحساسية من خلال تعبئة المواطنين وحشدهم على قلب رجل واحد بمختلف التيارات السياسية، بعكس المرحلة التى نعيشها والتى يراها خبراء أن سببا كبيرا من الأزمة الحالية غياب أصحاب الخبرات والمهارات عن الساحة الإعلامية بما ترتب عليه تناول عشوائى لبعض الموضوعات التى قد ترتبط بعدد من قضايا الأمن القومى ومنها أزمة "سد النهضة"، ومحاولة استغلال تلك القضية من جانب الإعلام الأجنبى الموالى لقطر وتركيا لتصفية حسابات مع النظام السياسى.
الدكتور أشرف البوهى، أستاذ الصحافة بكلية آداب المنوفية، يقول: فى حرب أكتوبر 1973 عمل الإعلام المصرى على توحيد الجبهة الداخلية أولا وتوحيد الصف وتهيئة الأوضاع الداخلية واستعادة ثقة الجماهير من جديد وضمان دعم الشعب لقوات الجيش والوقوف بجانبه أثناء الحرب، وقد استطاع خلال برامجه فى الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، أن يتجه إلى الجماهير التى تباينت خصائصها تباينا واضحا ليستعيد ثقته، فأصبح مضمون الرسالة الإعلامية واضحا لا غموض فيه، حيث كانت الرسالة موجهة فى الأساس ضد العدو، حيث استفاد الإعلام من أخطائه فلم يكررها فعلى الرغم من الانتصارات العظيمة التى حققها الجيش المصرى على الحدود إلا أن الإعلام كان حريصا فى نقل الأخبار إلى الشعب المصرى بموضوعية شديدة دون تهويل فى نقل المعلومات فلم يكن مبالغا فى نقله لأحداث الحرب، مثلما حدث فى يونيه 1967، على الرغم من وجود صور حية تثبت هذه الانتصارات.
إعلام أكتوبر متفوق
وأضاف البوهى: كان الإعلام الحربى أيضًا متعمدًا أن ينقل المعلومات التى يتداولها الإعلام الأجنبى، ونقل الوصف الذى خرج به الإعلام الأجنبى للحرب التى تخوضها مصر ضد إسرائيل حتى لا يشارك فى ترويج معلومة من شأنها استعطاف الدول الأجنبية للوقوف إلى جوار إسرائيل وإظهارها بمظهر الدولة التى أنهكتها الحرب.
ولفت إلى أن إعلام مصر فى الوقت الراهن ربما يكون مدركا لحجم المخاطر والمؤامرات التى تحيط بالوطن، لكنه يفتقر إلى آليات التناول الإعلامى، واختيار الموضوعات، فما الفائدة من نشر تسريبات لجنود أثناء التعرض لهجمات إرهابية، وهو أمر من شأنه التأثير على الروح المعنوية خاصة وأنه خطأ يجب ألا يمر مرور الكرام، ولماذا لا نعظم الدور الذى تقوم به القوات المسلحة، للرد على المشككين من خلال الحوارات الإعلامية " بصورها المختلفة "، مع متخصصين فى الشأن العسكرى وفتح قنوات اتصال مباشرة وندوات لبيان ضخامة الأحداث التى تواجهها البلاد، ومن ثم وفقًا للأدوات والإمكانات التى امتلكها إعلام 73 وإعلام 2019، وبكل صدق أقول: إن إعلام حرب 73 انتصر للدولة والمواطن وللقضية العربية بعكس إعلامنا المعاصر.
السوشيال ميديا
الدكتور ياسر سليمان، أستاذ العلاقات العامة بجامعة بدر يقول: نحمد الله أن مواقع التواصل الاجتماعى لم تكن موجودة فى حرب أكتوبر 73، فلك أن تتخيل الدور القذر الذى يمكن أن تقوم به فى مثل هذه المعركة وقبلها فى تحطيم الروح المعنوية للجنود والمواطنين على حد سواء، فالسوشيال ميديا، سلاح للأسف لا يستعمل حتى الآن إلا فى نقل الشائعات وتداولها دون التحقق منها على الرغم من أن رئيس الجمهورية حذر من تلك الوسيلة مرارًا وتكرارا، وكان آخرها خلال فعاليات مؤتمر الشباب الأخير للرد على الاتهامات التى أطلقها المقاول الهارب محمد على، ومن ثم على افتراض جدلاً أن وسائل التواصل الاجتماعى كانت موجودة فى أيام الحرب لكانت سيناريوهات الحرب غير محمودة العواقب، لأن الغالبية من أبناء هذا الوطن يقومون بنشر الشائعة دون دراية، وأبسطها المقاطع المصورة لحيوانات يظنها البعض تتكلم مثل الإنسان، وهو أمر غير مقبول.
البث المباشر
وأضاف سليمان، أن دور وسائل التواصل الاجتماعى فى عصرنا الحالى بالغ الأهمية والحساسية، فكل شخص لديه قائمة أصدقاء تضم 5 آلاف صديق فهو لا يقل أهمية عن مطبوعة أسبوعية تقوم بتوزيع 5 آلاف نسخة على الجماهير وبغض النظر عن حجم التفاعل مع منشوراتك من عدمه لكن يكفى أن 5 آلاف صديق قد شاهدوا ما تكتب وهنا تجدر الإشارة إلى خطورة استعمال البث المباشر الذى استعمله بعض المواطنين فى التظاهرات التى شاهدناها فى 21 سبتمبر، وبالتالى يجب البحث عن كيفية تطويع هذه الأدوات وخلق رأى عام واعى وفاهم لمجريات الأحداث وخطورة تلك المواقع فى ضرب الاستقرار.
وحول دور الإعلام فى مساندة الدولة عام 73 وفى وقتنا الحالى، يؤكد سليمان، إنه بالنسبة للنموذج الأول استطاع أن يقوم بدورة على أكمل وجه وتعبئة المواطنين والمؤسسات لدعم المجهود الحربى، أما الثانى ورغم تعدد القنوات الفضائية الخاصة والحكومية والصحف القومية والخاصة والحزبية لكن لا يزال أمامه تحدى كبير للتفوق على القنوات المعادية لمصر والتى تدعى أنها تنقل الحقيقة فيما تختص فقط بوضع السم للمصريين فى العسل.
الإعلام والتغيير
الدكتور عبدالسلام مبروك، أستاذ الصحافة بآداب سوهاج، يرى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تغييرا فى الساحة الإعلامية والسياسية بما يتناسب مع المرحلة التى نعيشها، وهى قضية سوف يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقال: أعتقد أن هذا الملف سوف يفتح نهاية العام الجارى ومع بداية العام المقبل، خاصة إن القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب لا تحتمل تداول معلومات خاطئة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فى حرب 73 وقصص البطولة فى حرب الاستنزاف والموثقة بالصور لم يكن المراسل الحربى يهتم بنشر القصة إلا بعد الرجوع إلى القوات المسلحة للحصول على الموافقة، وذلك تدقيقًا للمعلومات، علمًا بأن أحد أسباب إحباط المواطنين فى نكسة 67 هو عدم التنسيق بين الجهات الرسمية والإعلامية فى ذلك الوقت، وهو ما ترتب عليه نشر البيانات الحنجورية التى تسبت فى إثارة حماس المواطنين.
وأضاف مبروك: كان الإعلام فى حرب 73 حريصا على المصداقية والالتزام بالدقة، كما اقتصرت إذاعة البيانات على المذيعين فقط، ولا داعى لأن تقوم المذيعات بالإذاعة خشية الانفعال، خصوصا وقد تقع أحداث ليس بها انتصارات فيصعب عليهن التحكم فى مشاعرهن، وقد تم السماح للمذيعات بإذاعة للبيانات بعد يوم 10 أكتوبر بعدما تحقق النصر.
وعن الدور الذى يقوم به إعلام أكتوبر 2019 لدعم مؤسسات الدولة، يوضح مبروك قائلا: لا توجد أجندة واضحة إلا عند الإعلام الممول ضد مصر، وربما نحتاج لضخ الدماء الجديدة، ومثال حى على ذلك الحوار الإعلامى الذى أجرته المذيعة "آية عبدالرحمن" مع الرئيس السيسى أثناء عودته من المطار وقدرتها على إدارة حوار سريع شامل كل المحاور وفى دقائق معدودة.
اقتصاد الحرب
رجال الأعمال شركاء فى التنمية، ولهم نصيب فى الدور الوطنى لمواجهة الأزمات التى تحيط بالبلاد.. بهذه الكلمات كشف بعض رجال الأعمال عن المواقف البطولية لقطاع الصناعة والتجارة خلال حرب أكتوبر 73، والذى شهد مساندة حقيقية للجيش المصرى خلال حربه ضد العدو الصهيونى، مشيرين إلى أن دور القطاع الاقتصادى حاليا مهم لمساندة الدولة خلال حربها ضد جماعات الشر والإرهاب التى تبث سمومها فى القطاعات المتنوعة وأولها القطاع الاقتصادى.
جمال بيومى، الرئيس السابق لاتحاد المستثمرين العرب، أن الدولة فى فترة حرب أكتوبر ٧٣ كانت تعانى من العديد من الأزمات وعلى رأسها تدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث عايشها مصطلح "اقتصاد الحرب" بمعنى أن أغلب موارد الدولة كانت تتجه إلى تلبية احتياجات الجيش مع تطبيق حالة من التقشف، مشيرا إلى أن الزعيم الراحل أنور السادات صرح قائلا: الدولة كانت على وشك الإفلاس، لكننا استطعنا عبور هذه المرحلة مع مساعدة التحالف العربى من سوريا والكويت والسعودية وغيرهم.
وأضاف بيومى، أن مصر لم تكن تمتلك السلاح الكافى للحرب، حيث كانت الإمدادات الروسية شحيحة جدا على عكس ما يقال، حتى تردد أن مصر عندما اتخذت قرار وقف إطلاق النار لم يكن لديها العتاد الكافى لمواصلة الحرب.
الوضع الأفضل
وتابع بيومى: نحن نعيش فى أوضاع أفضل الآن حيث تشهد البلاد إنشاء العديد من الطرق والكبارى ومحطات توليد الكهرباء الضخمة، كما وصل الاحتياطى النقدى وحجم تمويلات المصريين فى الخارج إلى مستوى غير مسبوق، كما تؤدى السياحة وحجم الصادرات بشكل لا بأس به مع ضرورة تنشيطها أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ومنظمة الوحدة الإفريقية تسهل إنشاء مناطق التجارة الحرة إفريقيا وما تمثله من عائد اقتصادى مهم لكل دول القارة.
وأوضح بيومى، أن دور رجال الأعمال فى مساندة الاقتصاد القومى يتمثل فى عدة أمور منها الالتزام بدفع الضرائب والتبرع فى المشاريع التنموية مثل صندوق تحيا مصر، بالإضافة إلى مساعدة الأسر الفقيرة قدر الإمكان وتوفير مرتبات مجزية للعاملين بالمؤسسة.
وأكد بيومى، أن الإعلام فشل فى نقل صورة رجال الأعمال، إذ يتم التركيز على الرسائل السلبية فقط التى تبث روح الكراهية بين طبقات المجتمع المختلفة من الفقير إلى الغنى، لافتا إلى أن المستثمر يحتاج الى رسالة طمأنينة من الدولة لضمان استمرارية أعماله.
على غنيم، عضو لجنة غرفة السياحة والفنادق، يؤكد أن رجال الأعمال لم يتأخروا عن مساعدة الدولة فى أوقات الأزمات باعتبار ذلك رجل وطنى، موضحا أن دور رجل الأعمال الأول يتمثل فى الحفاظ على نجاح استثماره ومصانع والعمل على توسيعها مما يعمل على دوران عجلة الإنتاج وخلق العديد من فرص العمل التى تساعد فى تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
الدين شريك أساسى
رجال الدعوة شركاء فى وقت الحرب والسلم، وتقع على كاهلهم مسئولية كبرى، حيث يسهمون بصور كبيرة فى رفع الروح المعنوية للمصريين، ويدربونهم على مواجهة الشائعات، تفعيلا لقول الخالق عزوجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".. بهذه الرؤية عبر رجال الدين عن دور الأزهر ودور العبادة فى مساندة الدولة وقت السلم والحرب.
الشيخ فؤاد عبدالعظيم، عضو المجلس العلمى بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ووكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقران الكريم الأسبق، يرى أن انتصار أكتوبر 73 شهد الكثير من المواقف الدينية والوطنية التى تهتز لها القلوب، مشيراً إلى أن ذلك لم يأت من فراغ، وإنما كان باستعداد تام مادى ومعنوى، مصداقاً لقول الحق جل جلاله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، لافتاً إلى أن الأزهر دوره لا ينقطع، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد من على المسلمين بأن جعل البيت الحرام قبلتهم فى الصلاة، فقد من عليهم أيضاً بأن جعل الأزهر الشريف قبلتهم فى العلم، فهو الذى حمل لواء الإسلام والمسلمين، وحافظ على القرآن الكريم وسنة النبى صلى الله عليه وسلم، وقد كان كذلك وسيظل إلى يوم الدين إن شاء الله.