الرئيس يؤكد أن المحسوبية لا تعرف طريقا فى القبول بالمدرس العسكرية
القوات المسلحة تدعم صفوفها بخريجى الجامعات
حضر الرئيس عبدالفتاح السيسى، كشف الهيئة لطلاب الحربية والمعاهد العسكرية، والتى اعتبرها خبراء عسكريون لفتة عظيمة لتوصيل رسالة محددة تؤكد على رفض المحسوبية أو الوساطة فى العسكرية.
وكان الرئيس قد وجه فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الحادية والثلاثين، بضم خريجى جامعات مصرية متخصصة ليكونوا ضباطا مقاتلين فى القوات المسلحة، مشددا على مكافحة الفساد والامتناع عن المجاملة.
وفى وقت سابق، أعلن اللواء أشرف فارس مدير الكلية الحربية، مدير مكتب تنسيق الكليات والمعاهد العسكرية عن قبول الكلية الحربية والكلية البحرية لخريجى الجامعات الحكومية للالتحاق والعمل كضباط محاربين وضباط بحريين، وهى سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ الحربية.
اللواء محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة الوطن، والخبير الاستراتيجى والعسكرى، قال لـ"الزمان"، إن الكلية الحربية تقبل الطلاب بعد الثانوية العامة، لإعدادهم وتأهيلهم ليكونوا ضباطا مقاتلين، ويتم قبول خريجى الجامعات حسب التخصصات، مشيرا إلى أن خريج الطب يكون ضابطا طبيبا, وخريج هندسة يكون ضابطا مهندسا، وبكالوريوس تجارة أو حقوق يتم قبولهم للقضاء العسكرى.
ولفت الخبير العسكرى، إلى أن هناك اتجاها لإعطاء فرصة أيضا لخريجى الجامعات المصرية ليكونوا مقاتلين، وهى سابقة جديدة وخطيرة تحدث لتجهيز ضباط متخصصين لمواجهة الحروب الحديثة.
وأشار اللواء الغباشى، إلى أن الحروب الحديثة تتطلب قدرا كبيرا من التكنولوجيا والآلية، فضلا عن أن هناك الكثيرين من أصحاب المؤهلات العليا يرغبون فى أن يكونوا مقاتلين، وهى استجابة طيبة من القيادة السياسية والقائد العام للقوات المسلحة، بعد بحث الأمر فى أن يكونوا ضباطا مقاتلين, وهو حدث جديد نتوقف عنده كثيرا؛ لأنه يهدف إلى زيادة قدر الإعداد والتجهيز الجيد للضابط والقائد ليكون على قدر من الدراسات العلمية والتأهيل العلمى العالى لزيادة الكفاءة القتالية للقوات المسلحة.
وأشاد اللواء، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، كشف الهيئة الخاص بالمتقدمين إلى الكلية الحربية والمعاهد العسكرية، مؤكدا أنها خطوة غير مسبوقة ويعتبر شرف يُحتسب للأبناء من هذه الدفعة، وللطلاب الجدد وضباط المستقبل، مشيرا إلى أن الرئيس يشارك ويُشرف بنفسه على اختيار ضباط المستقبل.
وأضح اللواء الغباشى، أن الرئيس شارك واستفسر من الشباب المتقدم عن رأيهم وأفكارهم فى الأحداث الجارية، واطمأن الرئيس على أن شباب مصر بخير، ولديهم درجة من الوعى والعلم والمعرفة، حيث أن هؤلاء الشباب سيكونون ضباط المستقبل, فيجب أن يكونوا حريصين على الاهتمام بالتفاصيل الصحيحة، والاهتمام بالأخبار الصحيحة من مصادرها.
وتابع الغباشى: "تأكد الرئيس من دراية الشباب بما تم من إنجازات على أرض الواقع لصالح المواطن والتنمية المستدامة، ومن أجل مستقبل مصر، التى هى فى طريقها لتكون قوى سياسية واقتصادية كبيرة".
وأشار الخبير العسكرى، إلى أن زيارة الرئيس للكلية الحربية تعد حدثا غير مسبوق للإشراف بنفسه على كشف الهيئة ومراجعة ما تم من توجيهات للوقوف على أن اختيار ضباط المستقبل يتم على أسس الكفاءة فقط، وهى الكفاءة البدنية والثقافية واللياقة الرياضية وليس على أية بند آخر.
واستطرد: "وهو ما يوضح رسالة هامة وهى أن القوات المسلحة تراعى فى اختياراتها الدقة والانضباط, وتراعى الأسس العلمية والموضوعية فى الاختيار للضباط, وهذا هو أحد السمات الرئيسية لهذه المؤسسة, حيث إنه "لا محسوبية ولا وساطة ولا مجاملة وإنما الاختيار للأفضل علما وصحة ولياقة بدنية".
وأكد على أن هذا سيعطى فرصة متساوية ومتكافئة لجميع أبناء الشعب بمختلف فئاتهم ومحافظاتهم، ولن يكون هناك تمييز سواء على المستوى الاجتماعى أو العقيدة أو اللون، بحيث يتم الانتقاء طبقا للشروط المعلنة بمشاركة رئيس الجمهورية وهو حدث غير مسبوق.
أكد اللواء ثروت النصيرى، الخبير العسكرى، أن سبب الانتصار فى حرب أكتوبر 1973، هو أنه تم الاستعانة بالمؤهلات العليا جنبا إلى جنب مع المؤهلات المتوسطة والعادية، مشيرا إلى أنه من خلال دمج هذه الفئات معا استطاعوا استيعاب أحدث الأسلحة وأحدث أساليب التدريب, وكان حصيلة هذا هو النصر فى المعركة.
وتابع الخبير العسكرى، أن هذا ما كان عليه الوضع منذ 46 عاما مضوا، ولكن الآن مع تطورت الأمور والتكنولوجيا والسلاح المتطور وأجيال الحروب الحديثة مثل الجيل الرابع والخامس، أصبح الأمر يتطلب مقاتلا ذو نوعية خاصة يجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة واستيعاب أحدث ما وصل إليه العصر من علم عسكرى وثقافة عسكرية.
وأوضح اللواء ثروت النصيرى، أنه من المتعارف عليه أن المقاتل يحمل سلاحا فقط, ولكن أن يكون المقاتل ذو ثقافة متحضرة بنوعية حديثة هو ما كان يهدف إليه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الندوة التثقيفية.
وأشار النصيرى، إلى أن التنوع فى القدرات بالنسبة للضباط أمر يفيد القوات المسلحة والوحدة المتواجد فيها, فضلا عن رفع ثقافته والاستفادة من خبراته فى القوات المسلحة، مؤكدا أن التعامل مع مقتضيات العصر الحالى يتطلب ذلك، وتطور السلاح وأجيال الحروب يتطلب هذا التغيير الذى تحدث عنه سيادة الرئيس.
وأشار إلى وجود هذا الضابط التخصصى الذى يحمل معلومات معينة وثقافة محددة فى القوات المسلحة، أعتقد انه سوف يفيد المجتمع العسكرى الموجود فيه, وهى طفرة لم تشهدها القوات المسلحة من قبل".
وأكد أن قرار الرئيس السيسى، يدل على أن القائد الأعلى دائما يفكر فى تطوير وتحديث القوات المسلحة، سواء فى السلاح، مثل حصولنا على الميسترال والغواصات الألمانية وغيرها، مؤكدا أن كل هذا التطور يجب أن يواكبه مقاتلا متعلما ومتخصصا لكى يستطيع أن يستوعب هذه الأسلحة.
كما قال اللواء ثروت النصيرى، إن الجيش المصرى سوف يكون من أقوى وأحدث جيوش العالم وتابع: "وهو الآن الجيش رقم 10 على العالم، ولكن بهذه الطفرة والنقلة النوعية من المتوقع أن يتقدم أكثر من هذا".
وأوضح الخبير العسكرى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رجل ينتمى للمؤسسة العسكرية, لذلك هو حريص على أن تتم اختبارات الكلية الحربية ومراحل الكشف الطبى بشفافية تماما بعيدا عن المجاملات، خاصة إن الأعداد التى تتقدم للكلية الحربية كبيرة جدا وتتطلب الاختبارات فيها إلى الدقة وأن لا ينجح فيها إلا الذى يستحق النجاح.
وأشار الخبير العسكرى، إلى أن الرئيس حريص دائما للتواجد فى الأماكن التى يتم فيها انتقاء الطلبة ليتأكد بنفسه أن كشف الهيئة فى الكليات العسكرية يتم حسب الشروط الموضوعة بعيدا عن المحسوبية أو المجاملات.
أما اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، والخبير العسكرى، قال إن عملية الدمج بين الطلبة الخريجين من الكليات المتخصصة للقوات المسلحة كضباط مقاتلين، هى عملية جيدة وصائبة للجيش، لافتا إلى أن وجهة نظر الرئيس بتدعيم القوات المسلحة بهذه التخصصات أمر صائب.
وأضاف الخبير العسكرى، أن هذا القرار سوف يساعد فى الاستعانة بالضابط الجامعى من خلال تخصصه فى الكوادر العسكرية، مشيرا إلى أن التخصصات المتعددة الموجودة فى التعليم العام حاليا بعضها غير موجود فى القوات المسلحة.
وأوضح مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن القوات المسلحة لا تُخرج ضباطا اجتماعيين، ولكن اليوم نجد أن حرب الجيل الرابع تعمل فى النشاط الاجتماعى، لذلك سوف يتم الاستعانة بهؤلاء الخريجين كضباط مقاتلين ولكن نشاطهم سوف يقتصر على النشاط الاجتماعى.
وبين الغبارى، أن القوات المسلحة، يوجد بها نظام أن أى ضابط تخصصى خريج فنية أو قضاء أو غيرها، يشترط أن يخدم ملازم فى أية فصيلة من فصائل القوات المسلحة المقاتلة، ويستمر على ذلك أكثر من 3 سنوات، بهدف أن يعتاد الخريج حياة الجيش بجميع ما فيها من حسنات أو مميزات أو قسوة، مع جنود القوات المسلحة .