قنوات تنافس «الأفلام الإباحية» في تقديم إعلانات وبرامج غير لائقة.. خبراء: الدول المتقدمة تضع قواعد للإعلان وتتابعها هيئات متخصصة

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تقديم بعض القنوات الفضائية لإعلانات عن السلوكيات الجنسية بين الرجل والمرأة تتجاوز الحدود الأخلاقية المتعارف عليها في مجتمعاتنا الشرقية بصرف النظر عن البعد الديني ومن المؤسف أن أطفالنا وشبابنا من المراهقين يشاهدون هذه القنوات التي تنافس قنوات "البرنو".. في تقديم الرزيلة، فهل تعني حرية الإعلام أن نسمح للقنوات الفضائية بتدمير أخلاقيات المجتمع؟

الزمان تفتح التحقيق التالي مع خبراء الاجتماع والاعلام ونقاد الفن حول خطورة هذه الظاهرة.

رفضت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي،فرض رقابة علي القنوات الفضائية، لاستحالة تنفيذ ذلك في ظل السماوات المفتوحة، التي تسمح لعشرات القنوات بالنفاذ للمشاهد المصري بعيدا عن سلطة الدولة، مؤكدة أن الرقابة الحقيقية يجب أن تبدأ من الأسرة.

أضافت لـ"الزمان" أنه حتى لو نجحت الرقابة في وقف ما تبثه بعض الفضائيات من مواد إعلانية أو برامج غير لائقة.. فمن سيمنع الاطفال من امساك الموبايل والآيباد الذي أصبح احد مكونات العملية التعليمية الرسمية في مصر، فهل تستطيع الرقابة متابعة كل مواطن في بيته.

أكدت البشلاوي ان الاسرة مطالبة بتربية ابنائها علي الاخلاق وزرع قيمة الضمير في وجدانهم منذ الصغر ، موضحة أن الكثير من الآباء و الأمهات مشغولين عن متابعة أبنائهم ، بصورة تدفعهم الي متابعة تلك القنوات كحب استطلاع.

.طالبت الناقده الأسر المصرية باستثمار أوقات فراغ أبنائهم في رفع مهاراتهم بدلا من اضاعة الوقت في مشاهدة اشياء لا قيمة لها، لافتة الي أن الأم التي تحذر طفلها من تناول الفول بكثرة حتي لا يصاب بمرض انيميا الفول يلتزم ابنها بهذه التعليمات خوفا من الخطر الذي سيسببه له الفول .

أكدت البشلاوي ان الأم اذا أوضحت لأطفالها خطورة مشاهده تلك البرامج المنافية للاداب العامة سيلتزمون، مشددة علي اهمية دور الام في تنشئة ابنائها تنشئة اخلاقية جيدة..اما الام الغير واعية والتي تعطي الريموت كونترول لاطفالها عند عودتها من العمل لمشاهدة الكرتون لا تدرك خطورة قيام أولادها بالبحث في القنوات

وقالت الناقدة الفنية ان افلام الكارتون اصبحت كارثة، بعد ان اصبح العديد منها يقدم مسلسلات ذات محتوي عدواني يزرع في الطفل دون تدري الاسرة حب العنف وكراهية الآخرين .

ويختلف الدكتور صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة، مع البشلاوي حول دور الرقابة علي المصنفات الفنية، مطالبا المجلس الاعلي للاعلام بوقف هذه المهازل لهذه القنوات المجهولة، فمن غير معقول ان يشاهد ابنائنا محتوي غير جيد من قنواتنا المصرية

ناشد استاذ الاعلام رئيس المجلس مكرم محمد احمد باتخاذ خطوات حاسمة لايقاف هذه القنوات الضالة حتي لا تصبح فيروس ينتقل عدواه الي القنوات الأخري لتقديم محتوي غير لائق يتربي عليه جيل المستقبل.

من جانبه أعرب الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الاعلام القدير عن اسفه لما يمر به حال الاعلام المصري ، مؤكدا خضوع تلك الاعلانات في الدول المتقدمة للمتابعة والتدقيق بواسطة هيئات متخصصة للتاكد من عدم مخالفة الاعلان لقيم المجتمع قبل عرضه، مثل هيئة معايير الاعلان في بريطانيا، التي تتابع اي اعلان قبل عرضه فاذا لم يتوافق مع المعايير المعلنة يتم ايقافه فورا والزام القناة بعدم عرضه .

أوضح الدكتور ياسر ان هذه المعايير تتضمن حقوق الملكية الفكرية ، وحماية المنافسة، الاداب العامة والملائمة، ولدينا في مصر الكثير من الانتهاكات وهنا يبرز دور المجلس الاعلي لتنظيم الاعلام لمتابعة هذه الاعلانات.

في سياق متصل طالبت الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ، بوضع هذه الفضائيات تحت رقابة اكثر قوة، خاصة وأن معظم هذه الاعلانات يتم عرضها علي قنوا مشفرة يشاهدها من يريد ولكنها غير متاحة للأطفال .

وقالت عزة كيف يكون الاب والام يشاهدان مسلسلا او فيلما مع ابنائهم وفجأة يظهر لهم علي بنر القناة اعلانات غير لائقة يشاهدها الاطفال، فاين الرقابة من منع انتاج وعرض هذه الاعلانات علي القنوات الفضائية، مشيرة الي ان هذه البرامج تبدو في ظاهرها انها مجرد دعاية لعيادات طبية ولكنها تعرض لادوية لا يصح عرضها في التليفزيون.

من جانبه أكد رئيس المجلس الاعلي لتنظيم الاعلام مكرم محمد احمد قيام المجلس بمتابعة هذه الاعلانات ومن يقصر يتم تحذيره ومن يتعمد الخطأ يتم وقف بثه نهائيا، و سيقوم باتخاذ خطوات تنفيذية حول انتهاكات بعض الفضائيات المغمورة التي تعرض محتوي واعلانات غير لائقة ولا يجب ان تبث علي النايل سات، مؤكدا التزام المجلس بمتابعة كل ما يعرض علي الشاشة الفضية وعدم اقتصار دوره علي مسلسلات رمضان