القوات المسلحة ترهب أعداءها فى ميادين القتال
القوة لمن يحملون السلاح وحدهم الأقوياء من يفرضون الكلمة، بتمام الاستعداد بالكفاءة القتالية والطفرة التسليحية وبناء القواعد العسكرية، هم العازمون على التحدى والقادرون على التصدى براً وبحراً وجواً، أولئك هم القادرون على حماية أمن مصر القومى ضد أى اعتداء خارجى بعزيمة الرجال والإيمان بالله والقوة والسلاح، هكذا تبنى الدول فوق دعائم القوى الصلبة وسط تلاحم شعبى واصطفاف عسكرى وتأهب قتالى دائم لردع أية عدوان يهدد أمن مصر وشعبها العظيم.
قاعدة برنيس العسكرية
"شرفت بافتتاح قاعدة برنيس، وتابعت استعدادات مختلف أسلحة وأفرع القوات المسلحة المصرية، وأود أن أشيد بالأداء المتميز لقواتنا المسلحة واستعدادها الدائم للقيام بواجبها فى الدفاع عن هذا الوطن.. تحيا مصر".. كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد افتتاح القاعدة الذى تم بحضور الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، وعدد من وزراء الدفاع للدول الشقيقة، والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وبإنشاء قاعدة برنيس العسكرية فى الجنوب، بعد قاعدة محمد نجيب التى تم إنشاؤها فى الجانب الغربى، حققت مصر مفهوم امتلاك القدرة على التحرك والمواجهة والتصدى، بما يمثل الضمانة الرئيسية لحسم معركة البقاء والبناء التى انتهجتها الدولة، والتى وضع خطوطها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليتحقق وعد القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة بالانتهاء من إنشاء قاعدة برنيس العسكرية حفاظا على مقدرات واستحقاقات الأمة المصرية على طول سواحل البحر الأحمر وحدود مصر الجنوبية على مساحة 150 ألف فدان، لتمثل انطلاقه عسكرية لجيش وطنى أبى لم يتوانَ عن تطوير منظومته التسليحية والارتقاء بها إلى أعلى معدلات الكفاءة القتالية، بشكل يحق لمصر أن تتفاخر بما وصلت إليه قواتها المسلحة بين أكبر جيوش العالم.
تضم قاعدة برنيس العسكرية فى شقها الجوى عددا من الممرات بطول 3000 متر، وعرض يتراوح ما بين 30 مترا إلى 45 مترا، و2 ترمك، حيث تم إنشاء القاعدة فى زمن قياسى خلال أشهر معدودة لتكون إحدى القلاع العسكرية المصرية على الاتجاه الإستراتيجى الجنوبى بقوة عسكرية ضاربة فى البر والبحر والجو، ارتباطاً بمختلف المتغيرات الإقليمية والدولية مما يعزز التصنيف العالمى للقوات المسلحة المصرية بين مختلف الجيوش العالمية.
وتقع القاعدة على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان، وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكرى وعددا من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة.
كما تضم القاعدة رصيفاً تجارياً بطول 1200 متر وعمق 17 متراً ويشمل مبانى إدارية وخدمية ومحطة استقبال ركاب وأرصفة متعددة الأغراض بطول 300 متر، وأرصفة لتخزين البضائع العامة بطول 400 متر وأرصفة وساحات تخزين الحاويات بطول 500 متر، بالإضافة إلى مطار برنيس الدولى ومحطة لتحلية مياه البحر بطاقة 3400 م3 / يوم وشبكة متكاملة من الطرق الرئيسية.
ويعد الهدف الإستراتيجى لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية، فى حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية، وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية، ومواجهة التحديات الأمنية فى نطاق البحر الأحمر فضلاً عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية 2030.
قاعدة محمد نجيب:
افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى 22 يوليو 2017، وهى ثانى أكبر قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط وأفريقيا بعد قاعدة برنيس، فى مدينة الحمام بمرسى مطروح، غرب الإسكندرية وتحمل اسم اللواء محمد نجيب، وهو أول رئيس لمصر بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، حيث جاءت ثورة 23 يوليو عام 1952 بمبادئها وأهدافها التى ألهمت الشعوب، والتى كان من بينها إقامة جيش وطنى قوى، يحمى أركان الدولة المصرية، ويحمى ترابها المقدس.
وبصدور التوجيهات تم تحويل المدينة العسكرية القديمة بمنطقة الحمام التى تم إنشاؤها عام 1993 إلى قاعدة متكاملة تحت مسمى اللواء محمد نجيب، حيث أنشأت الهيئة الهندسية على مدار عامين جميع مبانى الوحدات المتمركزة بالقاعدة بإجمالى 1155 مبنى ومنشأة، وتطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول 72 كم منها وصلة الطريق الساحلى بطول 11.5 كم وطريق البرقان بطول 12.5 كم، ووصلة العميد بطول 14.6 كم، والباقى طرق داخل القاعدة بلغت 18 كم، مع إنشاء أربع بوابات رئيسية وثمانى بوابات داخلية للوحدات، كما اشتملت الإنشاءات على إعادة تمركز فوج لنقل الدبابات يسع نحو 451 ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية، كذلك إعادة تمركز وحدات أخرى من منطقة كينج مريوط ليكتمل الكيان العسكرى داخل القاعدة.
وبهذا الشكل تم إنشاء أول قاعدة عسكرية متكاملة على أرض مصر يتمركز بها تجميع قتالى قوى يتوفر به المأوى الحضارى وميادين التدريب المجهزة لمختلف العناصر القتالية والتخصصية.
كما يتوفر بقاعدة محمد نجيب الأندية والملاعب الرياضية ووسائل الترفيه ومخازن للأسلحة والمعدات والاحتياجات الإدارية والفنية وعناصر الدعم من القوات الجوية والدفاع الجوى والحرب الإلكترونية، فضلاً عن أنظمة حديثة للقيادة والسيطرة والتعاون بين الأفرع والأسلحة المختلفة.
كما تمثل قاعدة للتدريب المشترك مع القوات المسلحة الأجنبية بشكل حضارى ومتطور يعكس كفاءة القوات المسلحة المصرية، ومواكبتها لكل حديث ومتطور فى الشئون العسكرية، وتمثل قاعدة محمد نجيب تجمعاً عسكرياً قوياً وقادراً على حماية التجمعات السكانية والمنشآت الاقتصادية الاستراتيجية والمشروعات الإنتاجية، فى منطقة غرب الإسكندرية ومن أبرزها محطة الضبعة النووية، وحقول البترول فى الصحراء الغربية، ومدينة العلمين الجديدة، وميناء مرسى الحمراء على البحر المتوسط.
وتمثل قاعدة محمد نجيب عمقاً عسكرياً قوياً للتجميع القتالى للقوات المسلحة على الحدود الغربية لمصر والتى تعتبر من أطول خطوط الحدود المصرية وتحتاج إلى قدرات عسكرية قوية وكافية لتأمين ذلك الاتجاه الحيوى.
تضم المدينة السكنية المخصصة للتدريبات المشتركة بقاعدة محمد نجيب 27 استراحة مخصصة لكبار القادة، و14 عمارة مخصصة للضباط، تم تجهيزها بأثاث فندقى، و15 عمارة مماثلة لضباط الصف، مع رفع كفاءة وتطوير مبنييّن مجهزين لإيواء الجنود بطاقة 1000 فرد، وقاعات للمحاضرات والتدريب.
كما تضم فوجا لنقل الدبابات يسع نحو 451 ناقلة حديثة، لنقل الدبابات الثقيلة، وتحتوى على 50 وحدة للطاقة الشمسية، بها نادى الرئيسى مطور مجهز بحمام سباحة وصالة للمنازلات الرياضية، مزودة بأحدث التقنيات الرياضية والترفيهية.
يوجد بها مسجد يتسع لأكثر من 2000 مصلى، وتضم مزرعة 379 فدانا مزروعة بأشجار مثمرة وأخرى 1600 فدان للنباتات الموسمية، كما تضم 3 أحواض لتكديس المياه العكرة بطاقة 70 ألف م2 لاستخدامها فى الزراعة، وحوض لرى المسطحات الخضراء.
فى 17 أغسطس 2019 افتتح الرئيس السيسى، مشروعات الصوب الزراعية المحمية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام بمحافظة تشمل 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف، بالإضافة إلى مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التى يتم إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور.
ويعد هذا المشروع هو الأكبر فى مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى المساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، فضلًا عن تعظيم الاستفادة من الأراضى المتاحة للأنشطة الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الرى.
كما أنه مشروع من المشروعات القومية شارك فيه عدد من الجهات، ويهدف لإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، فضلًا عن سيادة مفهوم الجودة الفائقة للمنتجات الطازجة، الخالية من الملوثات، وتعظيم الاستفادة من وحدتى الأرض والمياه، وإتاحة فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة.
وكشف اللواء ثروت النصيرى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن القواعد العسكرية، هى مناطق تمركز للقوات يشمل جميع الأسلحة والمعدات بحيث يكون تجميع قتالى مثل قاعدة برنيس، موضحا أنه يشمل قوات برية وبحرية وجوية وقوات خاصة.
وأشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن القواعد تكون منطقة ارتكاز لعمل القوات وفى نفس الوقت تأمين للمنطقة المتواجدين فيها، مشيرا إلى أن قاعدة برنيس تؤمن منطقة البحر الأحمر، وقاعدة محمد نجيب لتأمين المنطقة الشمالية بالبحر المتوسط.
وأوضح اللواء ثروت النصيرى، أن القواعد العسكرية فى مصر، تكون عبارة عن تجميع قتالى الهدف منه حماية المنطقة والسواحل الموجود بها القاعدة داخل الدولة، لافتا إلى أن هناك بعض الدول الكبرى تقوم بعمل قواعد عسكرية خارج منطقتها مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى لديها قواعد عسكرية فى العديد من الدول مثل قطر وسوريا والعراق.
قال اللواء أركان حرب فؤاد فيود، مستشار مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، والخبير العسكرى، إن القواعد العسكرية تحتوى على عناصر متكاملة من القوات المسلحة بكل تخصصاتها، سواء مدفعية أو جوية أو غواصات أو دفاع جوى وغيرها على مساحات واسعة، وتابع، هذا بهدف الانطلاق على اتجاهات العمل الخاصة بها.
وأضاف الخبير العسكرى، أن مهمتها تأمين الاتجاه الاستراتيجى الغربى ستنطلق فى اتجاه الغرب، وفى حالة أن كانت مهمتها الانطلاق فى الاتجاه الجنوبى ستنطلق فى اتجاه الجنوب، وهكذا.
ولفت اللواء فؤاد فيود، إلى أن هناك بعض المغيبين الذين كانوا يتعجبون عندما يتم شراء مقاتلة عسكرية أو إنشاء قواعد عسكرية بحجة أن الدولة فقيرة وتحتاج للأموال التى تنفق على الأسلحة، مؤكدا أنه لو لم تتسلح الدولة بقواعد عسكرية ومقاتلات لكانت عرضة للتدمير من قبل الأعداء المتربصين لنا على الحدود.
وأوضح الخبير العسكرى، أن مصر مهددة من جميع الاتجاهات وتحديدا حدودنا مع ليبيا وما يحدث بها من انتهاكات بسبب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أنه يستخدم الإرهابيين لزعزعة أمن البلاد العربية بمقابل مادى.
ولفت إلى أن قاعدة محمد نجيب تم تسميتها على اسم أول حاكم فى الثورة وهو الرئيس محمد نجيب، وقاعدة برنيس خصصت لمن تسول له نفسه للاعتداء على مصر من الجنوب فى البحر الأحمر.