مدير وعظ القاهرة: رجال الشرطة هم الدرع الأساسي للوطن.. والقس كاراس: يروي دور أبطال الوطن في معركة الإسماعيلية
عقدت أمس لجنة التنمية البشرية بحزب الحركة الوطنية احتفالية بعيد الشرطة، تحت شعار" يوم الولاء لأبطال الشرطة المصرية" وكان ذلك بمشاركة الأكاديمية العربية للعلوم الأمنية.
حفت الاحتفالية حضور كلًا من اللواء محمد عشماوي، مساعد وزير الداخلية ومدير مركز البحوث الشرطية سابقًا، والدكتور محمد حسين، عضو مجلس إدارة الاكاديمية العربية للعلوم الأمنية، والشيخ عاشور مبروك عبد المنعم، مدير عام إدارة الوعظ بالقاهرة، والقس كاراس لمعي سلامي حمامي، كاهن بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعدد من قيادات الحزب وقيادات الأكاديمية، تحت رعاية اللواء رؤوف السيد علي، رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية.
تمثلت لجنة التنمية البشرية في عدد من القادة، حيث شارك من حزب الحركة الوطنية المصرية المستشار حاتم الدالي نائب رئيس الحزب للشئون السياسية والتنظيم، النائب عبد الإله عبد الحميد أمين عام التنظيم، حنان الشاذلي رئيس لجنة التنمية البشرية، اللواء عبد اللطيف محمد مستشار رئيس الحزب، الدكتورة كوثر الشناوي مساعد رئيس الحزب، الدكتور نور الشيخ أمين التدريب والتثقيف، وائل حوار أمين التواصل السياسي، مها البقلي أمينة المرأة بمحافظة القاهرة وطارق الدندشلي أمين مساعد أمانة المحليات.
قال الشيخ عاشور مبروك، مدير عام إدارة الوعظ بالقاهرة، في افتتاحية الاحتفالية لرجال الشرطة المصرية –بعد تحيتهم- : "إنهم الدرع الأساسي للوطن، والله عز وجل جند هؤلاء الرجال وبذلوا أنفسهم في سبيل حماية الوطن فهم يقفون أمام بيوتنا وبلادنا ونحن في بيوتنا نائمين لكي يحموننا ويجب علينا الاحتفال بهولاء الرجال جميع أيام العام".
وقال القس كاراس لمعي، كاهن بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن عيد الشرطة المصرية وأبطال مصر العظماء يخلد موقعة الإسماعيلية بين بريطانيا ومصر عام 1952، والتي شهدت ملحمة تاريخية بين الشعب والشرطة والجيش، وكانت شاهدًا ودليلًا على اداء رجال الشرطة لواجبهم الوطني على تمام وجهه.
وأضاف أن أحد القادة الإنجليز يدعى "انطوني" كتب تقريرًا قال فيه: "إن الشرطة المصرية انضمت إلى الفدائيين ضد الإنجليز وتم رصد العديد من الأسلحة الموجودة بأقسام الشرطة لاستعمالها من قبل الفدائين، إذًا أقسام الشرطة بضباطها وجنودها وبدون أي تحفظ أو خوف هم الذين يتعاونون مع الفدائيين ضد الإنجليز ولم تمنعهم القوة الغاشمة للإنجليز ولا صغر مدينة الإسكندرية والذي يسهل اكتشاف أمرهم والقبض عليهم لم تمنعهم التعاون مع الفدائيين".
وتابع: "نظرًا للخسائر الفادحة للإنجليز كان قرار الحكومة البريطانية إجلاء الضباط والجنود الإنجليز من مدينة الإسماعيلية وسفرهم إلى بريطانيا، وفي ٢٣ يناير عام ١٩٥٢م وبعد أن وصل خسائر المحتل إلى 43 قتيل و69 جريح أصدرت الحكومة البريطانية قرارًا خطيرًا لنزع أسلحة رجال الشرطة المصرية وإجبارهم على مغادرة مدينة الإسماعيلية وذلك للحد من الأعمال الفدائية، لأنهم أكتشفوا أن الشرطة المصرية كانت سترًا وغطاء للفدائيين".
وأسرد تفاصيل معركة الإسماعيلية قائلًا: "حين نأتي لليوم الأهم وهو الساعة الخامسة صباح يوم الجمعة 25 من يناير عام ١٩٥٢م، كانت القوات الإنجليزية قد حاصرت مدينة الإسماعيلية بالكامل ومبنى المحافظة ومبنى قسم البستان حاليًا مديرية أمن الإسماعيلية بأكثر من 7 ألاف جندي تدعمهم الدبابات والعربات المصفحة، وأمهل "البريجيدير أكس هام" قائد القوات الإنجليزية "مصطفى رفعت" قائد القوات المصرية 5 دقائق فقط لإخلاء مبنى القسم، حيث كان إنذارًا مهينًا لأنه فرض على الشرطة المصرية أن تترك أسلحتها ويخرج رجالها رافعين أيديهم وبالإضافة إلى ذلك أن ينزل علمهم، فكان رد القائد "مصطفى رفعت" "ولا خمسين سنة" وعلى الرغم من الفروق الهائلة فى أعداد القوات والتسليح شرطتنا المصرية كانت تملك سلاحًا لا يملكه الطرف الآخر هو الاستعانة بالله والإيمان بالوطن وبذل آخر قطرات من دمائهم وهي تهون للحفاظ على التراب الوطني".
وأضاف "كاراس لمعي" أن رد البطل "مصطفى رفعت" كان: "لن نستسلم إلا جثثًا هامدة، واشتدت ضراوة المعركة وروى رصاص الإنجليز وسقط خلال مذبحة الإسماعيلية 18 جندي إنجليزي وأصيب 12 آخرين، وللأسف نفذت ذخيرة الأبطال داخل القسم ولم يعد معهم من الذخيرة ما يدافعون به عن القسم وعن أنفسهم، وخرج مصطفى رفعت بكل إباء وهو مرفوع الرأس يقول إن المعركة لم تنته بعد، وأستشهد في المذبحة أكثر من 59 بطلًا مصريًا وأصيب 8 آخرين، ولم يغادر القائد إلا بعد أن أملى شروطه وهي أن يخرج في طابور عسكري ويرفع علم بلاده وتؤدي له التحية العسكرية وأصبح يوم الكرامة والاستشهاد والدماء الذكية، وتحولت هذه المعركة إلى فخر للمصريين".