علماء الأزهر يساندون مبارك بعبارات خالدة بعد محاولة اغتياله فى أديس أبابا.. فيديو
«الملك كله بيد الله.. سلمت وسلمت بك مصر.. تقدرون وتضحك الأقدار»
تظل علاقة رؤساء مصر بقيادات المؤسسات الدينية، لها طابع خاص على مدار السنوات الماضية سواء كانت فى عصر الملكية أو بعد التحول إلى الجمهورية بعد ثورة يوليو من عام 1952م، وظلت تلك العلاقات تتأرجح من فترة إلى أخرى.
وكان للرئيس مبارك، الذى ودع عالمنا عن عمر يناهز 92 عاما بعد صراع مع المرض، بمستشفى الجلاء العسكرى، الثلاثاء الماضى، والذى حكم البلاد لثلاثة عقود متواصلة، موقف خلده المصريون فى أذهانهم خاصة بعد محاولة اغتياله فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995م، حيث التقى علماء الأزهر الشريف عقب عودته للقاهرة وعلى رأسهم الدكتور جاد الحق شيخ الأزهر والشيخ محمد متولى الشعراوى.
وعلى نهج هؤلاء، شارك الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى مراسم الجنازة العسكرية، فى منطقة التجمع الخامس، بمسجد المشير طنطاوى، فى جنازة مهيبة جمعت قيادات الدولة وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، معربًا عن خالص تعازيه فى وفاة رئيس الجمهورية الأسبق، الذى وافته المنية، صباح الثلاثاء الماضى، مشيدًا بمسيرته الوطنية وبدوره البارز فى حرب أكتوبر المجيدة، التى أعادت العزة والكرامة للأمة العربية.
محمد متولى الشعراوى
وقال الشيخ محمد متولى الشعراوى، للرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد محاولة اغتيال فاشلة أثناء مشاركته فى القمة الأفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس بابا عام 1995، "إن أذن الراعى قلما تتهيأ للسان الرعية، فمن أعطاه الله أذن راع فليحسن ما يقوله له، وأن يدعو الله له فإن بدعائه له يصلح الله به خلقا كثيرا، وأنا أستعير من المتنبى ما قاله لسيف الدولة، ولا أخصك فى منجى بتهنئة، إذا سلمت فكل الناس قد سلموا، وأنى يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنياى لأستقبل أجل الله، فلن أختم حياتى بنفاق، ولن أبرز عنتريتى باجتراء، ولكنى أقول كلمة موجزة للأمة كلها، حكومة وحزبًا، ومعارضة ورجالًا، وشعبا - آسف أن يكون سلبيًا- أريد منهم أن يعلموا أن الملك كله بيد الله، يؤتيه من يشاء، فلا تأمر لأخذه، ولا كيد للوصول إليه، فإن الحق سبحانه وتعالى حينما حكى حوار إبراهيم للنمرود ماذا قال له؟ أو كالذى حاج إبراهيم فى ربه ــ وهو كافر ــ قال ــ أن أتاه الله الملك، فالملك حين ينزله الله، قال يؤتى الملك من يشاء، فلا تأمر على الله لملك".
وتابع الشعراوى: "لا كيد على الله لحكم، لأنه لن يحكم أحد فى ملك الله إلا بمراد الله، فإن كان عادلًا فقد نفع بعدله، وإن كان جائرا ظالما بشع الظلم وقبحه فى نفوس كل الناس، فيكرهون كل ظالم ولو لم يكن حاكما، ولذلك أقول للقوم جميعا، إننا والحمد لله قد تأكد لنا صدق الله فى كلامه بما جاء من الأحداث، فكيف كنا نفسر قول الله ــ ويمكرون ويمكر الله.. وكيف كنا نفسر ــ إنهم يكيدون كيدا ونكيد كيدا، الله يريد أن يثبت قيوميته على خلقه، فأنا أنصح كل من يجول برأسه أن يكون حاكما، أنصحه بألا تطلبه، بل يجب أن تطلب له، فإن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال من طُلب إلى شىء أعين عليه، ومن طلب شيئا وكل إليه".
واستطرد فى نهاية كلمته قائلا: "يا سيادة الرئيس، آخر ما أحب أن أقوله لك، ولعل هذا يكون آخر لقائى أنا بك، إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك، فليعنك الله على أن تتحمل".
الإمام الأكبر الراحل جاد الحق
"سلمت وسلمت بك مصر بل سلم بكل العالم أجمع دائما فى حفظ الله ورعايته وأسأل الله أن تكون بكل الهداية وبك السلامة لهذا الشعب الذى يلتف حولك.. شكرًا وسلامة الله".. بهذه الكلمات أثنى الإمام الأكبر الراحل جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، على الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، فى عام 1995 فى لقاء رسمى وتحت تأييد شعبى، فى وفد من علماء الدين الإسلامى والمسيحى فى مصر للرئيس مبارك لتهنئته على نجاته من محاولة اغتيال استهدفته على يد الجماعات الأصولية فى العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، عندما كان فى طريقه لحضور مؤتمر القمة الأفريقى.
الشيخ الغزالى
ويقول الشيخ الغزالى، فى اللقاء الذى جمع ثلاثى العصر بالأزهر الشريف، "يسعدنى أن أقف مهنئا الرئيس بيد الله التى انبسطت عليه بالرعاية والحماية والتى أخرست مؤامرات الظلام واستبقت الرجل الكبير ليؤدى رسالته فى حياة هذه الأمة إن الآجال والأرزاق، بيد الله سبحانه لا يملك أحدًا منها شيئا انقطعت قدر الناس عنها وبقى أمر الله وحده إذا كان هناك أوناس ادعوا الذكاء والمهارة والخبس وتأمروا بليل على ان يفعلوا فعلتهم فالأمر كما قال المعرى تقفون والفلك المسخر دائر وتقدرون وتضحك الأقدار ولقد ضحكت الأقدار عندما خاب الشطار وعندما تخمد تأمرهم عن ضياع، ويشاء الله أن نلتقى هنا لكى تترجم الأفئدة عن ما أكن الله فيها كى نؤدى واجب الشكر عمن يستحق الشكر وصلى الله على محمد وآله".