هبوط حاد في بورصات الخليج العربي
جلت بورصات دول الخليج الأحد أدنى مستوى لها منذ سنوات، بعد فشل تحالف "أوبك بلاس" في الاتفاق على خطوات لرفع الأسعار المتأثرة بانتشار فيروس كورونا المستجد.
وأخفقت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن تحالف "اوبك بلاس"، في التوصل الجمعة إلى تفاهم بشأن خفض إضافي في انتاج الخام بغية وضع حد لتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام.
واقترحت أوبك على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضاً جماعياً إضافياً بـ1,5 مليون برميل يوميا حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تمّ التوصل إليه العام 2017 للحفاظ على أسعار مستقرّة في سوق تشهد فائضا في الانتاج، لكن روسيا رفضت ذلك.
وأطلقت السعودية ردّا على الموقف الروسي "حربا نفطية" السبت، بحسب وكالة بلومبرغ، فخفّضت أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياته خلال 20 عاما، في محاولة لتأمين حصّة كبيرة في السوق.
وخفّضت المملكة سعر بيع النفط الخام لشهر نيسان/ابريل لزبائن آسيا بنحو 6 دولارات للبرميل مقارنة بآذار/مارس، و7 دولارات للولايات المتحدة، وبين 6 إلى 8 دولارات لاوروبا الغربية ومنطقة البحر المتوسط حيث تبيع روسيا جزءا كبيرا من انتاجها النفطي.
- "حمام دم" -
وقال بيل فارين-برايس الخبير في شؤون النفط في المنطقة لوكالة فرانس برس إنّ السعودية "تردّ على خروج روسيا من اتفاق خفض الانتاج عبر إشعال حرب أسعار".
وتابع "سيزيدون مستويات الانتاج ويسعون لتعزيز حصتهم في السوق بأي ثمن"، مشيرا الى أن "رفع الانتاج وسط طلب ضعيف بسبب فيروس كورونا المستجد" يهدد "بانهيار" أسعار النفط مع بداية التعاملات الاثنين.
وحذّر من ان "الأمر سيكون أشبه بحمام دم".
منذ مطلع 2017 تعهّدت دول "اوبك بلاس" بأن تخفّض الامدادات في السوق بمعدّل 1,2 مليون برميل يوميا بهدف رفع الاسعار. وفي كانون الأول/ديسمبر، زاد الكارتل العدد 500 ألف برميل يوميا.
لكن تدابير جديدة أكثر صرامة باتت ضرورية إذ تعاني الإيرادات النفطية خصوصا من تباطؤ سريع فرضه وباء كوفيد-19 على الاقتصاد الصيني، أول مستورد عالمي للنفط.
وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أمام الصحافيين الجمعة عقب مفاوضات طويلة في فيينا "بدءاً من الأول من نيسان/ابريل، وبالنظر إلى قرار اليوم، فإنّ لا أحد -- لا دول المنظمة ولا دول تحالف اوبك بلاس -- سيكون مضطرا إلى خفض الانتاج".
وأغلق سعر برميل برنت على 45,27 دولارا الجمعة، وهو الأدنى منذ نحو أربع سنوات.
- هبوط حاد في الخليج-
ووسط مخاوف من انهيار كبير في أسعار النفط مع بداية التعاملات الاثنين، تراجعت الأسواق المالية في الدول الخليجية الغنية بموارد الطاقة في أول أيام تعاملات الاسبوع.
وانخفض مؤشر سوق "تداول" في السعودية، الأكبر في المنطقة، بنسبة 8,3 بالمئة، ليغلق على أدنى مستوى منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وهبط سهم شركة أرامكو إلى ما دون سعر الطرح الرئيسي وهو 32 ريالا (8,5 دولار)، لأول مرة منذ إدراج عملاق النفط السعودي في البورصة في 11 كانون الأول/ديسمبر، فخسر نحو 9 بالمئة من قيمته ليتراجع سعره إلى 30 ريالا في نهاية تعاملات الأحد.
وأرامكو أكبر شركة مدرجة في سوق مالية على مستوى العالم. ومع تراجع سعر سهمها، انخفضت قيمتها الإجمالية إلى ما دون 1,6 تريليون دولار، علما أن السعودية كانت تصر على تقييمها بنحو تريليوني دولار.
ياتي التراجع بعد ساعات من توقيف أمراء يتمتعون بنفوذ كبير في العائلة الحاكمة على خلفية اتهامات بتدبير انقلاب بهدف الإطاحة بولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، نجل الملك والحاكم الفعلي للبلاد.
وقال مسؤولان عربي وغربي لوكالة فرانس برس إنّ الحرس الملكي اعتقل الجمعة شقيق الملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، وابن شقيق الملك وليّ العهد السابق الأمير محمّد بن نايف.
كما اعتُقل أحد أشقّاء الأمير محمّد بن نايف، وهو الأمير نوّاف بن نايف، بحسب ما أكّد المسؤولان اللذان اشترطا عدم ذكر اسميهما.
في الدول الخليجية الاخرى، انخفض مؤشر سوق دبي بنسبة 7,9 بالمئة، وهو التراجع الأكبر منذ نحو ست سنوات، بينما خسر مؤشر سوق أبوظبي 5,4 بالمئة، وسوق قطر 2,9 بالمئة، وبورصة البحرين 3,4 بالمئة، وسوق عمان 2,8 بالمئة.
وأوقفت الكويت التعاملات في منتصف النهار بعدما وصل التراجع إلى 10 بالمئة.
وانخفض سعر سهم مجموعة "إعمار" العقارية الأكبر في الشرق الأوسط ومقرّها دبي بنحو 9,7 بالمئة ليصل إلى 2,97 درهم (81 سنتا)، وهو الأدنى منذ ثماني سنوات.