حماية للمواطنين
خطة عاجلة لعزل أعمدة الإنارة على مستوى الجمهورية
خبراء: الحكومة تتحمل تأمين الجزء السفلى وتصميم فتحة الصيانة بعد 2 متر
يبدو أن الظروف الاستثنائية التى تعيشها البلاد نتيجة موجة الطقس السيئ خلال الأيام الماضية، وحديث الخبراء عن تجدد تلك الظاهرة خلال الأعوام المقبلة، سيكون المحرك الرئيسى والفاعل لقيام الحكومة خلال الأيام القادمة، بأكبر حملة لتغطية أعمدة الإنارة بالشوارع، وهو ما علمته "الزمان" من مصادر مطلعة، والتى أكدت حرص الحكومة على تفعيل نظام جديد فى تصميم أعمدة الإنارة، يعتمد بالمقام الأول على العزل الجيد للأسلاك ورفع "شباك الصيانة" لنحو مترين حماية للأطفال، وأن يكون الجزء السفلى من العامود خاليا من أسلاك الكهرباء، مع تقسيم المحافظات إلى شرائح لتفعيل تلك الخطة، والبدء من المحافظات الأكثر تعرضًا لخطر السيول.
وأوضحت المصادر، أنه سيتم تعديل أعمدة الإنارة للتصميم الجديد، مع تعميمه فى المدن الجديدة، وتتحمل وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع المحافظات ووزارة الكهرباء تلك المهمة، وعملية العزل من المتوقع أن تكون ذات تكلفة منخفضة، فهو تعديل بسيط داخل عامود الإنارة ورفع الأسلاك من الأسفل لمنطقة أعلى.
وأضافت، أنه يتم وضع اللمسات الأخيرة على الخطة المزمع تفعيلها العام الجارى، وذلك بعد تقارير حكومية تشير إلى أن موجه السيول التى شهدتها مصر لن تكون الأخيرة، وربما تشهد الأعوام القادمة نفس الموجة، وعليه تم تعديل أولويات الحكومة فى مشروعات البنية التحتية، والاهتمام أولاً بعوامل الأمن والسلامة للحفاظ على حياة المواطنين.
من جانبه، أكد محمد حمدى خبير التنمية المحلية، أن كوارث أعمدة الإنارة مستمرة سواء بالأمطار أو غير الأمطار، والدليل ما يوثقه رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، من لقطات يتم تصويرها لأعمدة إنارة تخرج منها أسلاك عارية، قد تتسبب فى وفاة أحد الأطفال الذين يعبثون بتلك الأعمدة، والحوادث مستمرة طوال العام، ومسألة أن يتم تعديل تصميم العامود ليتم عزله، هو أمر غير مكلف بالمرة للحكومة والأجهزة التنفيذية، وهى مسألة صيانة ليس أكثر، من خلال رفع شباك الصيانة لمسافة آمنة قد تصل لمترين.
ولفت إلى أن عزل الجزء السفلى من العمود من أى أسلاك، أمر فى غاية الخطورة والأهمية أيضًا، حيث استبعاد حدوث أى ماس كهربائى أو صعق شخص يقف إلى جوار العامود أثناء هطول الأمطار، وجميعها حلول بسيطة لكن يتم تجاهلها لمجرد غياب القرارات الإدارية المطلوبة.
ويتفق معه، الدكتور محمد هاشم، استشارى الطرق والكبارى، قائلاً إن عزل أعمدة الإنارة بالنسبة للمدن الجديدة، هو أمر قائم بالفعل وتم الاستفادة من التجارب السابقة فى المدن التى شيدت قبل 2010م، ولم تكن قابلة للعزل وغير مؤهلة للاستعمال فى أوقات السيول، وهو ما تسبب الآن فى حدوث حالات وفاة بالصعق الكهربائى، ومهما كانت تكلفة عزل أعمدة الإنارة، فإنه يتوجب على الحكومة القيام بالأمر حماية للمواطنين.
وكان النائب محمد إسماعيل، قد طالب فى وقت سابق، الحكومة بتفعيل خطة عاجلة لعزل أعمدة الإنارة؛ وذلك لحماية المواطنين من حوادث الصعق الكهربائى، جراء السيول التى من المحتمل أن تشهدها مصر السنوات القادمة، على غرار ما حدث العام الجارى.