سبوبة المدربين الإلكترونية تنتعش بعد غلق صالات الجيم
المصريون يتغلبون على مشاكل السمنة «أون لاين»
ما أن أغلقت صالات الجيم الموجودة داخل الأندية الرياضية، والقائمة لذاتها خارج أسوار النوادى، حتى انتعشت سبوبة مدربى "الأون لاين"، المتخصصين فى منح النصائح لعمل قوام رياضى للجنسين، ورغم نبل الهدف والذى يحصل صاحبه فى المقابل على أموال، إلا أن البعض اقتحم المجال بغرض "السبوبة"، دون دراية بأن النظام الغذائى الذى يصلح لشخص بعينه قد لا يصلح لآخر، وهو ما يشكل تهديدا لصحة المستهلك، ويهدد سمعة المدربين المعتمدين لدى مؤسسات مرموقة.
وأوضح الكابتن رفاعى صلاح، "مدرب كمال أجسام"، أن قبل غلق صالات الجيم، كانت سبوبة مدربى "الأون لاين" محدودة، بمعنى وجود 10 أشخاص داخل صالة الجيم الرياضية، مقابل 1 يمارس التمارين أون لاين مع أحد المدربين، أما الآن وبعد غلق صالات الجيم، تحول العدد كله إلى الأون لاين، وهنا يمكن التمييز بين مدرب فاهم للمجال، ويعطى نصائح بناء على معطيات المتدرب، من حيث الوزن والطول ونسبة الدهون ومعدل الحرق، والنظام الغذائى الذى يتماشى مع الشخص، وآخر غير فاهم، وهذا قد يؤدى بالمتدرب فى النهاية إلى الوفاة- لا قدر الله- وهذا فى حالات نادرة، أو حدوث مضاعفات طبية بسبب استعمال حوارق للدهون.
وأضاف، أن الآمر تحول إلى سبوبة، فقد يدفع بالمدرب الأون لاين إلى توجيه المتدرب إلى رجيم قاسٍ؛ للحصول على نتيجة سريعة؛ من أجل التقاط صورة للمتدرب قبل النظام وبعد النظام الغذائى؛ من أجل الحصول على مزيد من المتدربين الأون لاين، وفى المقابل يحصل المدرب على أمواله عن طريق "فودافون كاش"، ويمكن القول إن بعض المدربين الذين لا يفهمون فى المجال سوى بعض العناوين العريضة، أصبحوا من ذوى الأملاك، ويركبون أفخم السيارات نتيجة اقتحامهم هذا المجال.
ولفت إلى أن المدرب الخاص أيضًا، واحد من مظاهر السبوبة التى انتشرت، وحولت رياضة كمال الأجسام من هواية وثقافة يجب تعميمها بين الشباب، إلى مهنة تؤسس لقاعدة الغابة والقوى بها يأكل الضعيف، ومن ثم انتشرت المكملات الغذائية المضروبة، وحقن "البامبويز"، التى تنتهى باللاعب إلى بتر ذراعه نتيجة تليف الأنسجة.
ويتفق معه الدكتور سامح على، "أخصائى سمنة ونحافة"، قائلاً إن البعض يمارس مهنة الطب بدون ترخيص، فما بالك بمجال التخسيس، وعليه فإن ظهور مدربى الأون لاين بالوقت الراهن، ما هو إلا امتداد لفكرة غياب الرقابة على الأشياء، سواء كانت مرتبطة بصحة الإنسان أو النظام الغذائى، والمدرب الأون لاين دائمًا ما يهتم أولاً بالمظهر، وأن يبرز مجموعة من صوره على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى الآخرى؛ ليظهر مفتول العضلات؛ لإقناع المتابعين بأن المتابعة الأون لاين سوف تنتهى بهم لتلك النتيجة، مقدمًا لهم مجموعة نصائح عامة يعلمها القاصى والدانى فى مجال كمال الأجسام، ويمنع عنهم نصائح أخرى تكون مقابل المال.
وأضاف، أنه ليس كل شخص يصلح أن يكون مدرب "أون لاين"، ولا بد من توافر مجموعة خصائص، أهمها أن يكون دارسا للمجال، بأن يكون خريجا فى كلية التربية الرياضية مثلاً، أو علاج طبيعى أو أخصائى سمنة ونحافة، وأن يكون ممارسا وليس خريجا فقط؛ وذلك حتى يكون فاهما ومدركا لطبيعة الجسم البشرى ومكوناته، وطبيعة التمثيل الغذائى اللازم لهذا الجسد، لكن أن يقوم أحدهم بقراءة صفحة أو اثنتين، ويطلق على نفسه مدربا، فهذا أمر يجب أن يخضع لرقابة وتقنين من جانب وزارة الصحة، وإخضاعهم للامتحانات؛ للحصول على ترخيص مزاولة مهنة، أو يكون لهم نقابة أو رابطة ولوائح تطبق عليهم لحماية المواطنين من براثن بعضهم.
فيما أوضح الدكتور أحمد المرسى، "استشارى العلاج الطبيعى"، أن إصابات متدربى الأون لاين، تحتاج لفترة طويلة من العلاج الطبيعى، حيث لا تخضع للعلاج بشكل مباشر كما هو الحال فى صالات الجيم، مثل التواء القدم أو خلع الكتف، ويضطر المتدرب للانتظار لحين الذهاب إلى الطبيب، ويكون قد أصيب بمضاعفات طبية.
وأضاف: "نحن أطباء متخصصون فى علاج السمنة والنحافة أو العلاج الطبيعى، نسدد الضرائب للدولة، وفى حال حصول مدربى الأون لاين على أموال مقابل النصائح التى يقدمونها، فلا بد من تسديدهم للضرائب".