صفحات ”التواصل”.. سوق الكمامات المضروبة.. المستورد والبراندات .. كلمة السر فى النصب والاحتيال
يبدو أن فيروس "كورونا"، سيظل خلال الفترة الحالية عنوان النصب على المواطنين، فيجد فيه كل الباحثين عن الثراء الفاحش وتكوين الثروات الطائلة ضالتهم، تارة بالترويج لمستلزمات وقائية مغشوشة، وتارة أخرى بوجود كمية محدودة من كمامات وقفازات موصى بها من منظمة الصحة العالمية، وغيرها من وسائل النصب والاحتيال التى يكون ضحيتها الأول المواطن البسيط، ومن جانبه يواجه جهاز حماية المستهلك بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة المعنية بوزارتى التموين والداخلية بعد هذه الوقائع وغيرها كالتى يرتكبها معدومو الضمائر لتعطيش الأسواق منها، بالإضافة إلى قيام مجموعات أخرى بتصنيع كمامات وقفازات فى مصانع بير السلم طبية دون الالتزام بالمواصفات الطبية المعمول بها للإنتاج، واتجه أصحاب المستلزمات الوقائية "المضروبة"، إلى صفحات التواصل الاجتماعى على موقع "فيس بوك"، لترويج منتجاتهم التى تضر أكثر مما تفيد وتقى من العدوى.
فعلى صفحات متفرقة بمواقع التواصل الاجتماعى، تنتشر الإعلانات بصفة يومية مستمرة بشأن توافر نحو 2000 كمامة، ويتم الترويج لها على أنها من أجود الأصناف الطبية المنتشرة بالأسواق، ويتم التأكيد على أنها حاصلة على تصريح من قبل منظمة الصحة العالمية، وتكمن الكارثة التى لم ينتبه إليها أحد أن هذه الإعلانات المضللة تجد صداها بين المواطنين، ورواد صفحات التواصل الاجتماعى.
وأبرز المنتجات التى تروجها هذه الصفحات نوع من الكمامات للأطفال كما يدعى القائمون على الصفحة، ويتم الترويج لكمامة الأطفال بأنها تقوم بحمايتهم بدرجة عالية من فيروس كورونا المستجد، وتتكون من العديد من الطبقات، وتميزها رسومات كارتونية للأطفال، بالإضافة إلى كمامة مصنوعة من القماش يتم ارتداءها لمدة أعوام، وتتميز عن غيرها بإمكانية غسلها وتنظيفها وكيها أكثر من مرة، وتمكن أصحاب هذه الصفحات من النصب على الضحايا من الباحثين عن طرق للوقاية والحماية من أخطار فيروس كورونا القاتل، وخطفت هذه الإعلانات والصفحات التسويقية اهتمام الأمهات الباحثات عن حماية آمنة لأطفالهن بعد ثبوت احتمالية إصابة الأطفال حيث يتسابقون فى اقتناء الكمامات "مجهولة المصدر"، على الرغم من أن سعرها وصل إلى أرقام خيالية وكأنه يتم بيعها فى البورصة حيث ارتفع السعر إلى 450 جنيها، وقامت السيدات باقتنائها من خلال التسوق أون لاين من خلال صفحة تختص بيع ملابس الأطفال.
وبين الإعلانات يجذبك إعلان آخر تعرضه إحدى صفحات الصيدليات والتى تعلن عن توفير كمامة براند بسعر 1000 جنيه، ويتم الترويج لها على أنها تعطى جمالا وإطلالة رائعة للسيدات، ومدون عليها ماركة البراند، بالإضافة إلى أنها آمنة، وتحمى من فيروس كورونا، لأكبر وقت ممكن، ويتم توصيل الكمامات إلى طالبها بطريقة الدليفرى، حتى باب البيت، حيث إن الكارثة بالفعل تكمن فى أن العديد من السيدات طلبن هذه الكمامات اعتقاد منهن أنها براند وسوف تمثل الوقاية الحقيقية لهن ولأسرهن من أى أخطار للوباء لأكبر وقت ممكن من الفيروس، لكنه بعد استخدامها اكتشفن سقوطهن فى شباك النصب على يد مروجى هذه الكمامات، كما تبينوا من أنه لا يمكن استخدامها سوى مرة واحدة.
وتنتشر أيضا صفحات أخرى تزعم قدرتها على توفير 400 علبة كمامة طبية بأسعار مخفضة وبها كبس حرارى يقوم بتنقية الهواء من الفيروسات، ويتم عرض الواحدة بسعر يتجاوز حدود الـ250 جنيها، ويتم طلبها أون لاين وتوصيلها بطريقة الدليفرى.
ويظهر عرض آخر يؤكد أصحابه توافر 2000 كمامة تايوانى غير متوفرة بالصيدليات، وأيضاً البيع أون لاين وسعرها يتجاوز الـ500 جنيه، تستخدم أكثر من مرة، وتجد العديد من المواطنين يتسابقون أيضا فى اقتنائها بعد الترويج لعبارة الكمية محدودة.
لم يقتصر الأمر على صفحات الإنترنت فقط، بل انتشرت الكمامات فى يد الباعة الجائلين أمام أبواب المستشفيات الحكومية، ومحطات مترو السيدة زينب.