خبيرة نفسية تكشف التقلبات المزاجية للأطفال فى مرحلة المراهقة
سر أخطر مرحلة طفولية وتأثيرها على الحياة والمجتمع
قالت الدكتورة هالة البرعى، "أستاذ النفسية للأطفال والمراهقين، إن مرحلة الطفولة المبكرة تعد من أهم الفترات فى حياتنا، حيث يتم من خلالها ترسيخ الأساس المعرفى والعاطفى والاجتماعى، الذى نبنى عليه مستقبلنا ومستقبل أطفالنا.
وأكدت أن تنمية دماغ الطفل تعتمد على تنشيط البيئة المحيطة به، خاصة على نوعية الرعاية والتفاعل الذى يحصل عليه الطفل من الوالدين، فالطفل الذى يُحتضن، ويُداعب، وتُوفر له الراحة والحافز البصرى، يتمتع بميزة أساسية وهى نمو التفكير الدماغى له، أكثر ممن فى عمره ولا يحصلون على ما حصل عليه من رعاية واحتضان من والديه وألفة أيضاً، ومن المرجح أن يتمكن الأطفال الذين تتم تربيتهم ورعايتهم جيداً، من تطوير قدراتهم المعرفية واللغوية ومهاراتهم الاجتماعية والعاطفية والتمتع بصحة أفضل، بالإضافة إلى التمتع بتقدير الذات على نحو أفضل.
كما أوضحت، أن كل مجال من هذه المجالات له أهمية بالغة؛ لتشكيل مكوناتنا الفكرية، التى ترسخ لدينا فى الكبر، إذ إن الخبرات التى نكتسبها فى مرحلة الطفولة المبكرة، هى التى تشكل حقاً كيف سنصبح فى نهاية الأمر، وكيف سنتعامل مع من حولنا على هذا الأساس.
ولفتت "البرعى"، إلى أن الدراسات التى أجريت فى البلدان النامية، تربط برامج النماء فى مرحلة الطفولة المبكرة بمستويات أعلى من الالتحاق بالمدارس الابتدائية والأداء التعليمى، التى تؤثر لاحقاً على فرص العمل.
وتابعت: "عندما يبدأ الأطفال الدراسة فى وقت متأخر، ولا تتوفر لديهم الأدوات اللازمة للتعلم، فإن تقدمهم التعليمى سيتأثر سلبا، ومن المرجح أن يتسربوا من المدرسة، مما يسهم فى توسع دائرة الفقر بين الأجيال، ويعد غاية فى الأهمية المكان الذى سيتم إعداد الأطفال فيه، إعداداً كافياً لدخولهم المدارس الابتدائية، وبدء الدراسة فى الوقت المناسب، والحصول على تعليم شامل وعالى الجودة". خاصة أن المجتمعات عليها أن تعالج مشكلة التمييز بين الجنسين منذ الولادة، ومنذ دخولهم رياض الأطفال، حيث يتخذ معظم الأطفال أدورا مقبولة اجتماعياً، ونماذج سلوك يكون لها تأثير هائل على تعليمهم وحياتهم.
واختتمت: "بتهيئة الأطفال لدخول المدرسة بشكل سليم مثل الدول الأوروبية، ومؤخرا أصبح هذا التأهيل بالدول الخليجية، والتى كنا نسبقهم فى التأهيل والتدرج التعليمى، ولكننا فى الوقت الحالى نحتاج إلى تدريب منهجى بشكل منظم قبل الدخول إلى مرحلة الدراسة؛ لأنها تعد المرحلة الأكثر أهمية فى حياة الطفل، ومن ثم الشاب، والذى سيؤثر فيما بعد على البلد، فإننا نسلحهم بالأدوات اللازمة لبناء حياة طيبة؛ ليصبحوا مواطنين منتجين صالحين وطبيعيين، وليأخذوا مواقعهم فى المجتمع العالمى ويشرفوا أوطانهم".