خطيب المسجد الحرام: لا تحسبوا كورونا شرا خالصا ففيها 13 درسا وعبرة
قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم؛إمام وخطيب المسجد الحرام، إن تلك الجائحة التي حلت بعالمنا اليوم لا تحسبوها شرًا محضًا، بل إن لنا في طياتها دروسًا وعبرًا ما كنا لنتعلمها قبل ذلكم، مع إيماننا بمولانا أنه قد أعطانا كثيرًا وأخذ منا قليلًا.
وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن مما علمتنا إياه تلك الجائحة أثر الوعي في سلامة المجتمعات، فإننا متى جعلنا الوعي ذا بال في تصرفاتنا فلن نخفِقَ -بإذن الله- في التعامل مع النوازل والخطوب، فبالوعي يعرِفُ أحدنا متى يرفعُ بصرَه ومتى يُرخِيه.؟.
وتابع: ويعرِفُ مصلحةَ دفعه الأخطار قبل وقوعها، وأنها أعلى وأَولَى من رفعها بعد وقوعها، فمَن وُفق في وعيه وُفق في حذره، فأحسن قراءة ما بين سطور الأزمات، ومن ثم نجح في إدارتها، وخرج منها بأقل الجراح والخسائر، فإن الوعيَ والحذَر أمران زائِدان على مُجرَّد السمع والإبصار، فما كلُّ مَن يُبصِر يعِي ويحذَرُ ما يُبصِرُه، ولا كلُّ منَ يسمَعُ كذلكم.
وأضاف أن ممّا علمتنا إياه تلك الجائحة: أن الإنسان في حقيقته يستطيع العيش دون كثير من المكملات والتحسينيات التي كان يخالها في دائرة الحاجيات والضرورات، وأنه كان في غفلة بالغة عن إعمال مفهوم الادخار في حياته وحسن تصريف كسبه، ولا غرو فإن مثل تلكم الجائحة ستوقظه من غفلته فيعمل في مستقبل دنياه مفهوم الادخار ليعزز به احتباس جزء من كسبه للتخفف به من أعباء مستقبله خشيةَ نوازل تَطْرُق بابَه أو تَحُلُّ قريبًا من داره.
وأشار إلى أن في مثل ذلك حُسْنَ تصرُّف وإتقانًا في إدارة الرزق، وتميزًا في توجيه مُدَّخَراته الوجهةَ التي يتقن بها الفرز بين ضروراته وحاجياته وتحسيناته التي تتزاحم عليه بين أزمة وأخرى، فإنه لن يستقيم أمر معاشه ما لم يوازن بين إنفاقه وتوزيعه وادخاره، كيف لا وقد جاء في الصحيحين أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «كلوا وأطعموا وادخروا».