«مواصلات مجانية».. مبادرة لخدمة الجيش الأبيض
مواطنون يتبرعون بتوصيل الأطباء والممرضين مجانًا
مشاركون لـ«الزمان»: نحتاج إلى تعميم التجربة على مستوى الجمهورية.. ومحافظة المنوفية شهدت ميلاد الفكرة
أمام مستشفى حميات أشمون بمحافظة المنوفية، وقفت سيارة ماركة "سوزوكى" 7 ركاب، تنادى على الأطباء والممرضين لتوصيلهم إلى منازلهم بالمجان ولم يكتفِ صاحب السيارة بهذا الأمر بل قام بتعليق لافتة على ظهر السيارة تؤكد أن توصيل الأطباء والممرضين وكذلك المرضى بالمجان وذلك ضمن مبادرة أطلق عليها وآخرون "بالمجان" ولم تكن تلك التوصيلة سوى حلقة صغيرة فى مسلسل الخير الذى تبناه أبناء المحافظة مطالبين غيرهم من أبناء المحافظات المجاورة القليوبية والغربية والجيزة تبنى نفس المبادرة حتى تكون ثقافة من شأنها دعم الجيش الأبيض معنويًا فى مواجهة وباء كورونا.
محمد عبدالمولى "سائق سيارة" وعضو بالمبادرة، يقول لـ"الزمان": رأينا بعض الصور السلبية فى معاملة الأطباء ذات يوم من الأيام الماضية من خلال موقف لسائق رفض توصيل طبيب إلى منزله خوفًا من الفيروس، وإذا لم نتحرك نحن كسائقين قد تعمم الصورة السلبية وتصبح أسلوب حياة ونمط يتعايش به السائق مع كافة أطقم التمريض والأطباء فكان لا بد من القضاء على تلك الصورة واستبدالها بأخرى إيجابية وفى نفس الوقت كان بعض الشباب بصدد تدشين مبادرة "بالمجان" وكنا أول الفاعلين بها، حيث إنها مبادرة تستهدف تقديم كافة أنواع الخدمات للأطباء والممرضين بالمجان".
وأضاف: "لم نكتفِ بخدمة التوصيل بالمجان، هناك آخرون يقدمون خدمات صيانة الأجهزة المنزلية بالمجان للجيش الأبيض وبعض أصحاب محال الخضار والفاكهة يبيعون بسعر الجملة للأطباء وآخرون بالمجان، وهناك أصحاب محال لبيع الملابس فى نفس المبادرة ويقدمون الخدمة بالمجان أو بأسعار مخفضة بنفس سعر التصفيات".
ويلتقط "إسلام حجران" طرف الحديث، قائلاً: "دشنا مبادرة بالمجان وذلك لمساندة الأطباء ودعمهم معنويًا ولتوصيل رسالة إلى جميع المحافظات بأن ذلك أبسط حقوقهم بعد أن تركوا منازلهم وعاشوا فى مستشفيات العزل لرعاية المصابين وعرضوا أنفسهم لخطر الإصابة بالفيروس، وأبسط ما يمكن القيام به مساندتهم وليس الاستهزاء بهم أو معاملتهم بشكل فيه عدم احترام ومساندة أهلهم وأبنائهم، وأنا بصفتى معلما بالتربية والتعليم تبرعت بوقتى وأقوم بالتدريس "أون لاين" لعدد من أبناء الأطباء داخل قريتى، وهناك شباب يتبرعون بشراء مستلزمات المنزل لزوجات الأطباء".
ولفت إلى أن المبادرة لن تكون فى نطاق محافظة المنوفية فقط، بل هناك مساعٍ وتنسيق على قدم وساق مع عدد من الشباب بالمحافظات المجاورة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى حتى تكون ثقافة شعب وهى فكرة ممتدة من المجهود الشعبى وقت الحروب ودعم الجيش، ولأن الأطباء على خط الدفاع الأول فلا بد من دعمهم معنويًا وماديًا إن لزم الأمر، خاصة أن الغالبية منهم اضطر لغلق العيادة الخاصة للتفرغ إلى العمل الحكومى ومساعدة المواطنين.
وحول استجابة المواطنين للمبادرة، أكد المهندس "محمد عطا" أحد منسقى المبادرة، أن أول ثلاثة أيام شهدت استجابة فورية من سائقى التاكسى والتوك توك، وبعدها استجابة من أصحاب محال بيع الخضار وأصحاب المهن الحرة وانضم إلينا أصحاب الورش بالمنطقة الصناعية لمدينة أشمون والباجور وشبين الكوم وقويسنا وانتشرت الفكرة بسرعة كبيرة ولم يكن فى الحسبان أن يتم الاستجابة بهذه السرعة.
وأشار إلى أن المشروع الأكبر الآن هو أن تنتقل الفكرة إلى باقى المحافظات وعلينا العمل من أجل تعميم التجربة وهناك مبادرة أخرى لدعم المواطنين الأكثر احتياجًا ممن خسروا وظائفهم وذلك عبر تنازل كل مواطن يشترى كيلو فاكهة أو كيلو خضار "قطعة واحدة" من الخضار أو الفاكهة وبنهاية اليوم يكون لدى التاجر كمية معقولة من الخضار والفاكهة يتم توزيعها على عدد من الحالات الفقيرة فى نهاية كل يوم.