«سماعات الأذن الصينية».. سرطان سريع يغزو عقول المستهلكين
"الإيربود" المزيفة تصيب الإنسان بالمرض الخبيث.. والتوقف عن استعمالها ضرورة ملحة
خبراء: تفقد التركيز وفقدان السمع جزئيًا.. وانتشارها تهديدًا لصحة المواطنين
على مداخل ومخارج مترو الأنفاق، ترتفع أصوات مكبرات الصوت التى تنادى على المواطنين فى الشوارع لشراء سماعة صينى بـ"10 جنيهات"، ولأن السعر متدنى لم يشغل أحد باله بالتفكير فى السبب الحقيقى سوى أنها منتج صينى والطبيعى أنها منتجات رخيصة لأنها مقلدة، ولكن ما تم كشفه بالوقائع يثبت أن تدنى السعر لم يكن فقط لأنه منتج صينى ومن مواد معاد تدويرها بل لأنها مصنعة من مواد محظور استعمالها ضمن مكونات التصنيع عالميًا، وتستفيد المصانع المنتجة لتلك السماعات من هذه المواد فى إنتاج كميات ضخمة من السماعات، لتستقر الأمراض المزمنة بنهاية المطاف داخل عقول المستهلكين.
كانت البداية التى قادتنا لتلك المعلومات، شهادة الدكتور أحمد لمعى استشارى المخ والأعصاب بطب المنوفية، والذى اضطر لاستعمال سماعة "إيربود" لم يعلم أنها ليست أصلية، فتعرض على إثرها لموجات عالية من الإشعاع اللاسلكى فأصيب بمضاعفات طبية بسيطة، ويقول فى شهادته لـ"الزمان"، إن هناك أشياء كثيرة نتعامل معها يوميًا ومنتجات مزيفة وغير أصلية، تكون بداية النهاية لأمراض مزمنة أقصاها السرطان وأدناها فقدان السمع، وعلى رأس تلك المنتجات السماعات الصينية المزيفة التى انتشرت فى الشوارع والمتاجر والمولات، وللأسف لها رواج كبير وتحقق نسبة مبيعات مرتفعة جدًا، وفى ضوء تجربتى الشخصية والتى بدأت بقبول هدية من أحد المرضى بالعيادة عبارة عن سماعة "إيربود" ومرسوم عليها شعار شركة "أبل" الأمريكية" وظننت أنها أصلية واستعملتها لفترة استمرت تقريبًا 4 شهور، فى إجراء المكالمات أثناء القيادة.
وأضاف، بدأت أشعر بالإرهاق المستمر وظننت أنه نتيجة العمل لفترات طويلة، ولكن ظل الأمر هكذا إلى أن أصبت ذات يوم بارتفاع فى ضغط الدم، فقررت تغير بعض السلوكيات لرصد السبب، وكانت البداية مع النوم لساعات أطول والابتعاد عن شرب المنبهات مثل الشاى والقهوة، واستمر الإرهاق وانضم إليه لاحقًا نسيان بعض الأشياء البسيطة مثل مفاتيح السيارة داخل السيارة أو شنطة المكتب داخل كشف منزلى وهكذا، وبعدها قررت التوقف عن استعمال السماعة "إيربود" لوجود التهاب بالأذن وأحتاج إلى علاج ونصحنى الطبيب بعدم استعمال السماعة والتزمت لمدة أسبوعين وهنا بدأت الأمور تعود لمسارها الطبيعى.
واستطرد، عرفت يومها أن السبب فى كل تلك الأعراض هى السماعة وعلى إثر ذلك اطلعت على مجموعة أبحاث علمية، واكتشفت أن دراسات غربية أثبتت احتواء السماعة البلوتوث على مغناطيس صغير يتفاعل مع خلايا المخ خاصة مع الاستخدام المستمر لهذه السماعات مما يؤدى فى النهاية إلى إلحاق ضرر شديد بطبلة الأذن مما يتسبب فى النهاية بالإضعاف التدريجى لحاسة السمع عند الإنسان، كذلك تعرض الإنسان لإشعاعات كثيرة والتى تصدر عن سماعات البلوتوث وقد تتسبب فى حدوث فقدان للذاكرة عند الإنسان، وهذه الإشعاعات تصدر بمجرد إجراء الإنسان أول مكالمة بواسطة سماعات البلوتوث، وبالنهاية قد تصيب المستهلك بالسرطان.
من منطلق تلك الشهادة، يؤكد الدكتور علاء القطان استشارى الأنف والأذن والحنجرة بجامعة القاهرة، أن استعمال السماعات لفترات طويلة هو السبب فى إصابة المواطنين بحالة الاضطراب المستمر الذى لا نجد له تفسير ويتم تشخيصه أن السبب عدم الراحة والنوم ساعات قليلة، رغم أن السبب واضح وهو استعمال سماعات تؤدى لاستقبال مخ الإنسان موجات عالية من اللاسلكى، مثلها مثل أبراج المحمول الكائنة فوق أسطح العقارات وكان الأهالى يحذرون بعض منها بالماضى وخرجت على إثرها شائعات بأنها تصيب الإنسان بالسرطان وخرجت بعدها تقارير تؤكد نفس النظرية وأخرى تنفيها، ولكن بشكل عام فإن استعمال تلك السماعات المزيفة وغير الأصلية يؤدى إلى ضرر بالغ يظهر على المدى القصير.
وأضاف، أن سماعات البلوتوث تتسبب فى حدوث العديد من أنواع السرطانات المختلفة، وأرجع العلماء ذلك إلى الإشعاعات التى تعمل على إدخال كمية كبيرة من الخلل فى التركيبة البيولوجية الداخلة فى أجهزة جسم الإنسان مما يتسبب فى حدوث خلل بجميع أجهزة الجسم فى النهاية، كما أن استخدام سماعات البلوتوث بكثرة يتسبب فى حدوث العديد من أنواع سرطان الدم خاصة عند الأطفال، لأن الأطفال يكون الجهاز العصبى والمناعى لديهم أضعف بكثير من الكبار، لذلك يجب عدم استخدام هذه السماعات نهائياً لمن هم دون سن الثامنة عشرة.
وعن الحالات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات طبية نتيجة استعمال السماعات، يؤكد القطان: "بعض الشباب ممن يمارس رياضات مثل الجيم والبوكس والكاراتيه يستخدم أحيانًا تلك السماعات ويقوم برفع الصوت لأعلى مستوى لدرجة أن الهاتف المحمول يصدر عنه رسالة تحذيرية من أن رفع الصوت بهذا الشكل يضر بالأذن، لكن لا حياة لمن تنادى، أيضًا المواطنين الذين يستعملونها فى المواصلات ويقومون برفع الصوت لمنع دخول أى مؤثرات خارجية مثل أصوات الركاب وغيرها من الأصوات التى لا تمثل ربع الضرر الذى تمثله تلك السماعات".
على الجانب الآخر، كشف المهندس وليد العربى "مسئول خط إنتاج بشركة أجهزة كهربائية"، عن مفاجأة من العيار الثقيل حول تلك السماعات، قائلاً: "يتم إدخال مواد من البلاستيك المحظور دوليًا ضمن مكونات السماعة ومع ارتفاع درجة حرارة الإنسان والعرق فى الصيف وملامسة ذلك للسماعة تصيب الإنسان أحيانًا بطفح جلدى، إضافة إلى اعتماد المصانع المنتجة لهذه النوعية على مغناطيس مضغوط يساهم فى رفع الصوت والمستهلك يعتقد أنه كلما ارتفع الصوت كلما كان ذلك أفضل وهو اعتقاد خاطئ لا يمكن قبوله".
وأضاف، يتم إدخال تلك السماعات داخل حاويات الأجهزة الكهربائية مهربة لأنها غير مطابقة للمواصفات القياسية وهناك محاولات تتم لتصنيعها محليًا وبنفس الطريقة، وللأسف نسبة الإقبال عليها مرتفعة جدًا مقارنة بالمنتجات الأخرى الأصلية، وأعتقد أننا فى حاجة إلى حملة توعية لرفع مستوى الالتزام تجاه عمليات الشراء التى نقوم بها.
وعلى هامش الأزمة، التى لا يعلم عنها المواطن شيئا، قد يصاب ببعض الأمراض دون معرفة أن السماعة اللاسلكية هى السبب فى معاناته، حيث يقول "محمد صابر": "استعملت سماعة الأذن "إيربود" لفترة طويلة وأصبت على إثرها بفقدان سمع جزئى كنت أضطر للذهاب على إثره للطبيب مرة ومرتين بالأسبوع الواحد لحين توقفت الآن عن استعمالها نهائيًا، علاوة على ذلك كنت دائمًا ما أشعر بصداع مستمر اضطررت معه لتناول مجموعة مسكنات".