«خبراء كورونا».. حيلة جديدة لاستمرار العمل بالمصانع
رجال أعمال اضطروا للاستعانة بفرق طبية
دعم المصانع بخبراء فى السلامة وتجهيز العيادات الطبية لحماية العمال
خبراء: وسيلة عملية لعودة الحياة إلى طبيعتها وتوفير وسائل الحماية كفاية لمنع انتقال العدوى بين العمال
مصطفى شاهين
بينما تفكر الحكومة فى إعادة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا بعد عيد الفطر المبارك، قرر مجموعة من أصحاب المصانع بمناطق صناعية مختلفة التفكير فى خلق آليات جديدة مهما كانت التكلفة لإبقاء مصانعهم عاملة دون توقف مثلما حدث مع مصانع أخرى نتيجة ظهور أكثر من إصابة بالكورونا داخلها، ويأتى على رأس تلك التدابير ما وصفه بعض العمال داخل المصانع بـ"خبراء كورونا" والذين تمت الاستعانة بهم ليكونوا ضمن المكون الرئيسى للمصنع، بل وأهم من صاحب المصنع ذاته وهم بمثابة الحارس الأمين على حياة العمال ويتعاملون فورًا مع أى أعراض تظهر على أحد العمال، ويكونون مسئولين أيضًا عن مراجعة ارتداء الكمامات وتوزيعها بأنفسهم على العمال ووضع المطهرات وتعقيم الأماكن باستمرار.
وقال "نجيب عوض" شيخ عمال بأحد المصانع التى لجأت لتلك الوسيلة، أن المصنع لم تظهر به أى حالات كورونا، وقد اتفق صاحب المصنع مع العمال على توفير اعتماد مالى يكون مخصص لوسائل الوقاية فقط، فمن المحتمل إصابة أحد العمال خارج المصنع ونقل العدوى للبقية داخل المصنع وعلى إثره يتم إغلاق المصنع لمدة 14 يوما أو أكثر، ومن هنا رأينا منذ أيام تجهيز مكتب داخل المنشأة وعدد 3 أطباء و2 تمريض ومعهم أجهزة قياس الحرارة وبوابة تعقيم على مدخل المصنع وحينما سألت عليهم أخبرونى بأنهم مسئولون عن حماية العمال من خطر الإصابة بالفيروس وبموجب نصائحهم يجب الالتزام والعمل بها لضمان استمرار العمل داخل المصنع.
وأضاف، أسميناهم "خبراء كورونا" مثلهم مثل الخبراء الأجانب الذين يزوروننا باستمرار لتعريفنا بالجديد فى مجال الأشياء التى ننتجها، ومهمة هذا الفريق تبدأ مع أول عامل يدخل المصنع وتنتهى مع خروج آخر عامل، ويعاونهم فريق من العمال حوالى 10 عمال يحملون على ظهرهم رشاشات التعقيم ويجوبون أرجاء المكان طوال اليوم.
ويلتقط "أحمد حلاوة" طرف الحديث، قائلاً: "قبل الأزمة كان خبراء "السلامة" أو كما نسميهم خبراء الـ"سيفتى" هم المسئولون عن مراجعة ارتداء العمال واقى الأمان والقبعة والأحذية، وتم إلحاق خبراء كورونا للعمل جنبًا إلى جنب مع خبراء السلامة، ولا أخفى سرًا أن العمال يشعرون بالأمان فور رؤيتهم هؤلاء المتخصصين الذين يقومون بتوقيع الكشف الطبى على العمال طوال ساعات العمل وتشخيص بعض الأمراض ومنحهم الوصفة الطبية والأدوية اللازمة لعلاج الحالة المرضية، وهو ما يدفعنا للعمل بمنتهى الأريحية، وهناك مفاوضات يجريها أصحاب مصانع وممثلو اللجان النقابية داخل المصنع لتوفير مبيت للعمال داخل المصانع لضمان استمرار العمل".
فيما أكد المهندس وائل النحاس "مسئول الأمن والسلامة المهنية" بواحد من مصانع مدينة السادات بالمنوفية، توفير متخصصين وبوابات للتعقيم هى بنود تضاف على كاهل صاحب المصنع ولكنها تضمن له الاستمرار فى ضخ منتجات بالأسواق بدلاً من التوقف واتباع أسلوب التعتيم الذى للأسف تتبعه مصانع كثيرة فى المنطقة الصناعية رغم ظهور إصابات فى منطقة قويسنا الصناعية، كذلك ضرورة توفير كمامات على نفقة صاحب المصنع.
ويتفق معه، محمد حمدى خبير التنمية المحلية، قائلاً: "توفير خبراء ووسائل تطهير وكمامات وحملات توعية وتثقيف بضرورة الإبقاء على مسافات آمنة بينك وبين زميلك فى العمل هو الحل الوحيد لاستمرار المصانع أو عودة الحياة لما كانت عليه قبل كورونا، لكن دون ذلك لن يحدث أن تعود الحياة لطبيعتها".