مصانع ”لعب الأطفال” تنتج طائرات ورقية لتعويض الخسائر
شراء الألعاب لإلهاء الأطفال بعد توقف الدراسة ساهم فى رفع معدل التشغيل.. ووقف الاستيراد أظهر قدرة المصانع المحلية
خبير اقتصادى: تغيرت أولويات المواطنين الفترة الماضية.. والدواء والغذاء تربّعا على رأس الاهتمامات.. و"لعب الأطفال" حققت مبيعات مقبولة
منذ جائحة كورونا، تبدلت اهتمامات المواطنين وأولوياتهم ليصبح الغذاء والدواء فى المقدمة وهو ما دفع بمصانع كثيرة إلى تخصيص خطوط إنتاج لتصنيع مواد الوقاية من الفيروس ولعل آخرها لجوء مصانع للملابس إلى عمل كمامات طبية، ورغم ذلك استطاعت مصانع الأطفال تحقيق مكاسب وإن كانت تكفيها للاستمرار فقط وتغطية رواتب العاملين بها، وذلك بعد أن تراجعت مبيعات الفوانيس لهذا العام بشكل ملحوظ، لكن فيما يبدو أن بعض أولياء الأمور اضطروا إلى شراء بعض الألعاب لأطفالهم ولكنها لم تكن كافية لمساعدة المصنع على الاستمرار ومع دخول فصل الصيف وانتشار ظاهرة الطائرات الورقية، لجأت المصانع إلى تخصيص جزء من العمالة لديها لتصنيع تلك الطائرات وشراء الخامات المطلوبة والمتوفرة محليًا وترويجها عبر المكتبات وعن طريق الإعلانات الممولة عبر شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
فى هذا السياق، أوضح محمود عثمان "صاحب مصنع لعب أطفال" :تعرض السوق الفترة الماضية لزلزال كورونا والذى ضرب موسم رمضان وتراجعت مبيعات الفوانيس ولم تتجاوز 20% وهى منتجات لا تتلف مع الوقت ويمكن ترحيلها للعام المقبل، ومع الأسف لدينا عمالة ولا يمكن تعويضها أو تسريحها وقمنا بالتركيز على الألعاب التى عليها إقبال ومنها لعبة "المكعبات" ولعبة "بنك الحظ" والطين الصلصال، ومع دخول موسم الصيف تابعنا انتشار ظاهرة الطائرات الورقية، فقررنا تصنيعها وتسويقها للمستهلكين ويتراوح سعر الواحدة من 50 إلى 100 جنيه على حسب الحجم، ونشترى الخامات من محال الأخشاب وبعض البلاستيك والخيوط وتكون ملونه لجذب انتباه الطفل وعليها رسومات مختلفة وكلمات ربما يختارها العميل بنفسه".
وأضاف، نقوم ببيع كميات كبيرة منها بالجملة عبر مكتبات بيع المستلزمات الدراسية وعبر الإنترنت ولسنا الوحيدين بل هناك عدد كبير من مصانع لعب الأطفال قرر القيام بنفس الأمر إضافة إلى الورش الصغيرة خاصة أن الفترة الراهنة تحتاج إلى التفكير خارج الصندوق ومحاولة تعويض ما يمكن تعويضه من خسائر تعرضنا ونتعرض لها، وذلك لو وضعنا فى الاعتبار أن صافى ربح المصنع شهريًا كان يصل إلى مليون جنيه أما الآن فهو يغطى تكاليف الإنتاج ورواتب العمال ومبلغ بسيط لصاحبه.
ويلتقط "محمد عزت" طرف الحديث، وهو صاحب مصنع للعب الأطفال، قائلاً: "مع غلق باب الاستيراد من الصين نتيجة فيروس كورونا قمنا بزيادة المنتجات المحلية لتعويض الفراغ الذى تسبب فيه عدم الاستيراد ولكن للأسف توقف الدراسة وخسارة كثير من أولياء الأمور لوظائفهم لم يكن ليقابله ارتفاع فى المبيعات وظلت كما هى وربما أقل 1% وهو ما دفعنا للقيام بتصنيع الطائرات الورقية وتسويقها ومحاولة جذب زبائن لتلك اللعبة التى ظهرت مع حالة الحظر المفروضة على المواطنين داخل المنازل".
من جانبه، يقول محمود رشاد الخبير الاقتصادى: "كل عام كان لدينا حجم واردات من لعب الأطفال تقدر بنحو 85 مليون دولار سنويا وأغلبها من الصين، ومع غلق باب الاستيراد قمنا بتوفير العملة الصعبة من جانب ومن جانب آخر منحنا المصانع المحلية مزيدا من المساحة للتصنيع، وزيادة اليد العاملة ولكن المستوى المعيشى الذى انخفض للمواطن جعله يرتب أولوياته من جديد ويبحث عن الرفاهيات ويقوم بالاستغناء عنها ليحل محلها الغذاء والدواء، وبلغة الأرقام حققت مصانع لعب الأطفال مكاسب وإن كانت معقولة ومقبولة خلال الفترة الحالية.