على التكبالى عضو مجلس النواب الليبى: لن نسمح بتقسيم ليبيا.. ومصر حائط الصد المنيع فى أزمتنا (حوار)
القاهرة أحبطت المخططات الغربية تجاه العرب وبلادنا
الجيش الوطنى الليبى قادر على تحرير العاصمة طرابلس.. وتراجعه يهدف لإعادة التمركزات
تركيا لديها أطماع فى الغاز والنفط بالمتوسط.. ولديها برنامج لنشر الإرهاب فى شمال أفريقيا
قال الدكتور على التكبالى عضو مجلس النواب الليبى، إن الأوضاع فى ليبيا أو بالأحرى فى الغرب والجنوب مأساوية نتيجة لانصراف حكومة "الوفاق الوطنى" عن أداء واجباتها نحو الشعب المسكين.
وأضاف التكبالى لـ"الزمان" أن مصر دورها فى المنطقة أكبر مما يتصور الجميع حيث تعد السد المنيع للمخططات الدولية تجاه العرب، مشيرا إلى أن الجيش الوطنى الليبى تراجع فقط فى الأيام الأخيرة لاستعادة تمركزاته والانطلاق نحو تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات الإرهابية والمرتزقة السوريين المدعومين من تركيا.
وإلى نص الحوار...
كيف تصف الأوضاع الآن فى ليبيا؟
الأوضاع فى ليبيا أو بالأحرى فى الغرب والجنوب مأساوية نتيجة لانصراف حكومة الشقاق عن أداء واجباتها نحو الشعب المسكين. حيث إن الوضع الاقتصادى فى البلاد مترد بسبب ابتزاز الميليشيات للحكومة الضعيفة وفرض الإتاوات والتدخل فى شئون الدولة.
العاصمة طرابلس تشهد أحلك أيام حياتها، فهى تعانى من شح فى المياه، وانقطاع فى الكهرباء يصل إلى يوم كامل، وتغطى القاذورات شوارعها، ناهيك عن نقص السيولة المالية وسوء معاملة المواطنين والغلاء الفاحش فى الأسعار والخطف والقتل والترهيب وامتهان الكرامة.
الجيش العربى الليبى ضاق بتصرفات حوة الشقاق المراهقة، وقرر طردها من طرابلس بأى وسيلة. عجز فائز السراج رئيس المجلس الرئاسى للحكومة عن ضبط الأمور، وذعره من الميليشيات، وخوفه من أن تعمل على الإطاحة به وانشغاله بمصالحه الشخصية وإرضاء الميليشيات غير المنضبطة جعل الجيش العربى الليبى يهرع لتحرى العاصمة.
كيف ترى مبادرة المستشار عقيلة صالح؟
المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب قدم مبادرته التوافقية كحل سلمى جنب البلاد ويلات الحرب. على العموم، مهما أفصح مجلس النواب عن مبادرات سلمية لن يلقى آذانا صاغية لدى الطرف الآخر لأن الميليشيات لن تسمح بتجاوزها ولأنها تعلم أن الدول الفاعلة لن تقوم بعمل جدى ضدها. ولقد صرح الإخوانى خالد المشرى اليوم رئيس ما يسمى بمجلس الدولة برفض مبادرة المستشار عقيلة.
ما رأيك فى السياسات التركية العدوانية فى الشرق الأوسط بشكل عام وليبيا بشكل خاص؟
تركيا ظنت أن بإمكانها أن تحصل على بعض المكاسب نتيجة بعض التحولات السياسية العالمية ورأت فى السراج الرجل المناسب وفى مصراتة الحاضنة العرقية. وأيضا استغلت فترة الركود واللامبالاة التى تمر بها أوروبا البائسة فبدأت تستعرض عضلاتها وتعتدى على جيرانها الضعاف مثل قبرص واليونان وتدعى أن هذه مياه إقليمية مشتركة.
ثم طورت فكرتها باستدراج فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق غير المعتمدة لتوقيع اتفاقية غير قانونية ترتب لها فيما بعد الجلوس فى ليبيا واستحواذ الترسبات الهيدروكربونية فى كل المنطقة.
وهذا لا يحدث دون غض الطرف من دولة كبرى تتيح لها الإفلات من العقوبات الدولية.
إذن عملها فى كل المنطقة عمل مشين ويمثل رقصة عربدة وطيش لديك مذبوح, فهى دولة ضعيفة من كل الجوانب ولا قبل لها بكل هذا.
تركيا تحاول أن تحافظ على مصالحها فى ليبيا خصوصا أنها ترى أن هناك دولًا ترى أنقرة أنها تهدد مصالحها فى منطقة الشرق الأوسط وتصنفها بدول العداء لها، إضافة إلى أنها تدعى أنها صاحبة الأحقية التاريخية فى ليبيا والمنطقة بأسرها كونها استعمرتها قرابة الأربعة قرون.
ما الهدف الحقيقى للتدخل فى ليبيا؟
الهدف الحقيقى فى ليبيا اقتصادى من أجل الغاز وتريد زعزعة الأمن فى شمال أفريقيا ونشر المتشددين والمتطرفين وأنصار داعش وبعد ذلك تكون فرصة لعدد من الدول فى التدخل فى الاستعمار من جديد بداعى محاربة تلك الجماعات.
كيف ترى تحركات الجيش الليبى فى الأيام الأخيرة خاصة ضد تركيا وتحرير المدن الليبية؟
الجيش الوطنى الليبى الجديد هو جيش فتى يعتمد فى إمكاناته الفنية على ضباط أكفاء كانوا ضمن كوادر الجيش قبل 2011 كما أن إمكاناته من حيث التسليح ما زالت غير مكتملة.
وظن البعض أنه اندحر وانسحب وانهزم حيث فؤجئ الجميع بأنه استخدم تكتيكا عسكريا واتخذ مواقع ممتازة لإعادة الضغط واستطاع العودة بقوة وقتل الكثير من الميليشيات الليبية والمرتزقة المدعومة من تركيا ودمر المئات من الآليات التركية الجديدة التى دعمت بها حكومة الوفاق.
والجيش استطاع قتل المئات من العناصر وزعيم الميليشيات السورية المعروفة باسم السلطان مراد وعدد من رجاله واستعاد مدينة الأصابعة ودمر العشرات من الطائرات المسيرة.
كيف ترى الدور الدولى تجاه الأزمة الليبية؟
الدور الدولى فى ليبيا مخجل وعدد من القوى الدولية تعمل على تقسيم ليبيا وجعل الإرهابيين يتمكنون من البلاد وكأن الأمر لا يعنيها دون النظر لما بعد تملك الإرهابيين من ليبيا فالبحر المتوسط هو من يفصل ليبيا عن الدول الأوروبية وسوف يهددهم بعد الانتهاء من بلادنا وستكون المنطقة فى كارثة حقيقية فى حال انتشار داعش فى الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا.
وماذا عن الدور العربى والأفريقى؟
الجسم العربى مريض فبعض الدول أسهمت فى تقوية الجيش الوطنى الليبى ولكن الجامعة العربية رغم مشاهدتها التحرك التركى والتدخل فى الشئون العربية والاعتداء الواضح سواء فى ليبيا وسوريا والعراق ولا تحرك ساكنا يدل على مدى مرض الجسم العربى.
ولو كان العرب من 70 عاما من استقلال كونوا قوة عربية قوية قادرة على الدفاع عنهم ما استطاعت تركيا الاعتداء على شبر واحد من الأراضى العربية.
أمريكا الآن تعمل على مساندة الميليشيات فى طرابلس وتحاول إيقاف الجيش.. كيف ترى هذا؟
الولايات المتحدة الأمريكية تساند الإرهابيين بالصمت الدولى ومساعدتهم والوقوف ضد الجيش وتعطى الأمل لهذا وذاك وتجبر أوروبا على الصمت حتى تستمر الحرب إلى ما لا نهاية.
هل ليبيا متجهة إلى التقسيم؟
الجيش لن يسمح بتقسيم ليبيا فهو الحائط الذى يمنع المخططات الغربية من تحقيق أهدافها
كيف يمكن أن تعود ليبيا إلى استقرارها.. وكيف يمكن القضاء على الميليشيات الإرهابية؟
ليبيا لن تعود للاستقرار قبل انسحاب كافة الميليشيات المسلحة وجميع من بالعاصمة طرابلس، والذين يقولون إنهم يريدون الحوار، فالحوار مع من ميليشيات تستعين بدولة أجنبية وإرهاب مسلط وسيف يذبح الشعب الليبى.
فالحوار لن ينجح إلا بعد دخول الجيش إلى العاصمة طرابلس تحت ضمانات ثم تعود البلاد وتقف على قدميها وتعود المؤسسات الأمنية وبعدها لكل حادث حديث.
وأن تنتهى فوضى انتشار السلاح حيث يكون امتلاك السلاح حقا حصريا لأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية واستخدامه حكرا على هذه الأجهزة، كما يجب أن يكون الجميع تحت القانون وأن تكون هناك قوة لتنفيذ هذا القانون كما كان الوضع فى السابق.
كيف ستكون الحكومة الجديدة التى من الممكن تشكيلها بعد تحرير طرابلس بشكل كامل وعزل حكومة الوفاق؟
الحكومة التى سوف يتم تكوينها بعد تحرير العاصمة طرابلس ستعمل على جمع السلاح وإعادة المؤسسات الأمنية والقضائية وإعادة الاقتصاد لسابق عهده قويا وقادرا على المنافسة والعمل على راحة المواطن الليبى.
وكيف ترى الدور المصرى تجاه القضية والشعب الليبى؟
مصر دورها فى المنطقة أكبر مما يتصور الجميع فهى حائط السد للمخططات الدولية تجاه العرب، فبعد استطاعتها طرد جماعة الإخوان الإرهابية وإفساد المخطط الغربى فى تقسيمها وجلب المتأسلمين والمتطرفين للحكم، عملت على إعادة الأمن لمنطقتها الغربية ومساندة الجيش والشعب الليبى وأفشلت مخطط تفتيت الدول العربية وأصبحت بجيشها ومخابراتها وأجهزتها الأمنية الحامى لليبيا وكافة الدول العربية.